اللواء محمد زرهوني المستشار لدى وزير الدفاع الوطني أمس بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية بعين النعجة، على حفل تخرج الدفعة الثانية والعشرين للطلبة الضباط العاملين، التي حملت اسم شهيد ثورة التحرير المجيدة حفاظ عبد المجيد. وتضم الدفعة المتخرجة فئة الطلبة الضباط المقيمين الذين تحصلوا على شهادة دولة في مختلف التخصصات الطبية على غرار جراحة الأعصاب، وأمراض القلب والجهاز الهضمي، علاوة على فئة الطلبة الضباط العاملين المتحصلين على شهادة دراسات عليا في الطب العام وضباط الصف المتعاقدين المتحصلين على شهادة دولة في مختلف التخصصات التقنية ومنها اختصاصي التشريح وتشغيل أجهزة الأشعة. وقد استهل حفل التخرج الذي حضرته الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله والمدير المركزي لمصالح الصحة العسكرية بالوزارة العميد عبد القادر بن جلول، بتفتيش الدفعة المتخرجة التي أدت بعد ذلك القسم وسلمت علم المدرسة للدفعة الموالية في التكوين. ليتم بعد ذلك تكريم الطلبة المتفوقين في الدفعة بتقليدهم الرتب وتسليمهم شهادات العرفان، مع الإشارة إلى انه يوجد من ضمن الطلبة المتفوقين في فئة ضباط الصف، طالب من الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، وهو واحد من بين مجموعة الطلبة الأجانب الذين يزاولون تكوينهم بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية، والذين يمثلون أربع دول شقيقة وصديقة هي موريتانيا ومالي والنيجر، والكونغو الديمقراطية. وبالمناسبة ألقى قائد المدرسة العميد محمد بشير سويد كلمة أبرز فيها المستوى العالي للتكوين الذي تحصل عليه الطلبة المتخرجون، والمرتكز على ازدواجية التكوين ، النظري والتطبيقي إضافة إلى التدريب العسكري الذي يستفيد منه الطلبة من اجل كسب الجاهزية للعمل في الميدان وتقديم الدعم الطبي لقواتنا العسكرية. وهنأ العميد سويد الطلبة المتخرجين على تفانيهم خلال فترة التكوين، ودعاهم إلى تحمل المسؤولية الواقعة على عاتقهم خدمة للوطن، ولا سيما في مجال مكافحة بقايا الإرهاب ودعم وحدة التراب الوطني، كما طالبهم بالتحلي بالانضباط والسهر على رفع التحدي الذي ينتظرهم في الميدان عبر أداء المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه، والاستفادة من كل التطورات التكنولوجية الحاصلة في مختلف الاختصاصات الطبية. وبعد الاستعراضات العسكرية التي قدمتها مختلف تشكيلات المدرسة وفرقة الحرس الجمهورية المشاركة في هذا الحفل السنوي، تم تنظيم زيارة للمعرض البيداغوجي الذي أقيم بالمناسبة لإبراز أهمية التقنيات الحديثة المعتمدة من قبل المدرسة، والتي تجعل منها قطبا بيداغوجيا متميزا على المستوى الوطني، خاصة من خلال مشروع النظام المندمج الذي يجري إعداده لاعتماده في التكوين والمرتكز على نظام التعليم النظري ونظام التعليم بالسمعي البصري والتعليم عن طريق المحاكاة، حيث تعمل مديرية مصالح الصحة العسكرية في الوقت الحالي على تجسيد مشروع مركز المحاكاة الطبي سيتم انجازه قريبا بالمدرسة، والذي سيسمح للطلبة المتكونين من الحصول على تدريب دقيق على وضعيات التدخل الإستعجالي، كما تستعد المدرسة لإدخال تقنيات متطورة في التكوين الجراحي الدقيق عبر تقنية التطبيب عن بعد. وفي ختام حفل التخرج تم تكريم عائلة الشهيد حفاظ عبد المجيد الذي أطلق اسمه على الدفعة ال22 للطلبة العاملين المتخرجة بالمناسبة، مع الإشارة إلى أن الشهيد من مواليد 29 أكتوبر 1932 ببرج بوعريريج، زاول دراسته الابتدائية بالمدارس النظامية بطريقة منتظمة حتى نال شهادة البكالوريا بامتياز، والتحق بالثورة التحريرية منذ انطلاقها نظرا لروحه الوطنية والأخلاق العالية والثقافة الرفيعة التي تميز بها، حيث بدأ مناضلا في هياكل الثورة التحريرية ثم فدائيا ضمن خلية الحي الذي يقطن به وقام بعدة عمليات ضد رجال الشرطة الفرنسية، قبل أن يسقط في ميدان الشرف سنة 1960 خلال معركة دامت ساعات طويلة بين أفراد جيش التحرير الوطني وقوات الاحتلال الفرنسي، وتكبدت فيها قوات الاحتلال أثناءها خسائر فادحة.