تشهد أسواق تلمسان، على غرار مغنية، الرمشي، سبدو والغزوات، خلال الفترة الحالية، ارتفاعا في الأسعار، بسبب الإقبال على شراء مستلزمات شهر رمضان المبارك، حيث عرفت أسعار بعض الخضر والفواكه والمواد الغذائية ارتفاعا محسوسا، وأمام الالتهاب غير المسبوق لبعض المواد ذات الاستهلاك الواسع، هربت العديد من العائلات ذات الدخل المحدود، من محلات التجزئة نحو محلات الجملة، من أجل الحصول على مواد غذائية بأسعار معقولة. صرح ل"المساء"، أحد التجار، أن الإقبال على أسواق البيع بالجملة لم يعد مقتصرا على شهر رمضان، بل وعلى سائر أيام السنة، إذ لا يقصده أصحاب المحلات فقط، من أجل جلب السلع بكميات معتبرة، وبيعها في سوق التجزئة، بل أصبحت الملاذ المفضل للمواطنين الذين باتوا يتوافدون عليها من كل حدب وصوب، للاستفادة من شتى معروضاتها المتنوعة، وكذا أسعارها التي لا تقارن بما هو حاصل في أسواق التجزئة. انتقلنا إلى بعض تلك المحلات للوقوف على مستوى الإقبال، بناحية مدينة مغنية، خاصة المتواجدة منها على الطريق الوطني رقم 7، والأحياء الشعبية، كحي القاضي والعزوني، أين انتشرت بعض المحلات البيع بالجملة التي اختصت في المواد الغذائية، كالسكر، الزيت، القهوة، الطماطم، الفرينة بأنواعها ومادة السميد... وغيرها من المواد الغذائية، وصارت وجهة العديد من أرباب الأسر وربات البيوت، لاقتناء أكبر قدر من المواد الغذائية التي تلزمهم في كامل الشهر، والاستفادة من أثمانها الرخيصة، حيث سجلنا توافدا كبيرا على تلك المحلات، وقد التقينا بسيدة، قالت إنها تعكف كل شهر، تزامنا مع أجر زوجها الزهيد والمحدود، على زيارة تلك المحلات لاقتناء ما تحتاجه الأسرة طيلة شهر كامل، من زيت وسكر وقهوة وطماطم وجبن و"مايونيز" وزيتون أخضر وأسود، و"الديول"… وغيرها، وهي ترى أن الأثمان معقولة مقارنة مع ما هو حاصل بمحلات التجزئة، التي تكيف الأثمان وفق هواها، مضيفة أن هذه المحلات مكنتها من توفير ما يقارب 2000 دج من مجموع المشتريات المقدرة ب 10 آلاف دينار، يمكن استغلاله في شراء بعض المستلزمات الأخرى، على عكس محلات التجزئة التي يمكن أن تزيد أكثر من 3 آلاف دينار كزيادة عن مجموع هذه المشتريات، باعتبار أن ليس الفارق في كمية المستلزمات، إنما في ثمن المواد التي يتم اقتناؤها بين تلك التي تباع في محلات البيع بالتجزئة والجملة، فكانت تلك المحال حسبها التي تعرض المواد الغذائية بالجملة، بمثابة حل لها، وللعديد من الأسر التي تعتمد على اقتناء بعض السلع بالجملة والاستفادة منها لوقت طويل، بدل اقتنائها من المحلات، وفقا لأثمانها المرتفعة. طوابير من أجل قارورة زيت تشهد المراكز والمحلات التجارية ذات البيع بالتجزئة والجملة بمختلف بلديات ولاية تلمسان، ندرة حادة في مادة زيت المائدة، مما جعل المواطنين يشكلون طوابير طويلة أمام المحلات التجارية، للظفر بقارورة بسعة لتر واحد ولترين أو 5 لترات، وسط تطمينات المصالح التجارية بتوفرها وبكميات كبيرة. من جهتهم التجار، وفي تصريحهم ل"المساء"، أكدوا أن الكمية الموزعة يوميا على المحلات لا تتجاوز حسبهم 30 دلوا ذات 05 لترات، و100 بالنسبة لقارورة بسعة لتر واحد، و50 إلى 80 دلوا بسعة لترين، الأمر الذي خلق نوعا من الأزمة، يحدث هذا في الوقت الذي يواصل أعوان الرقابة بمديرية التجارة في تلمسان، تحقيقاتهم الميدانية والتدخل لدى تجار الجملة والتجزئة، للوقوف على مدى تدفق مختلف السلع الاستهلاكية في السوق المحلية، إذ تعمل مصالح المديرية، بالتنسيق مع مختلف المصالح المتعاونة الأخرى، على وضع حد لمحاربة المضاربة و الاحتكار، مع العمل على تصحيح الوضع وضمان وفرة هذه المواد في السوق وبأسعارها الحقيقية، وفي الشأن، عقد المدير اجتماعا تنسيقيا مع مختلف المصالح المتعاونة، الضرائب، الأمن الوطني والدرك الوطني، لتأطير ومتابعة تطور وضعية السوق، وكذا التنسيق والعمل على محاربة جميع أشكال الاحتكار والمضاربة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين خلال هذا الشهر الفضيل.