أعربت النائبة الثانية لرئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي، يولاندا دياز، عن دعمها لقضية الشعب الصحراوي في موقف يتعارض مع موقف رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، المنحرف إزاء قضية الصحراء الغربية المسجلة لدى الأممالمتحدة في خانة الأقاليم المحتلة التي تنتظر تصفية الاستعمار. نقلت صحيفة "أل ديا" الإسبانية، أن يولاندا دياز، التي شاركت السبت الأخير في حدث نظم بلاس بالماس بجزر الكناري، أكدت أنه "بعد مرور دقيقتين على العلم بالموقف الجديد لبيدرو سانشيز لصالح الخطة المغربية في الصحراء الغربية، تم رفضه بشكل قاطع". وكانت يولاندا دياز أعلنت حينها أنها لا تشاطر تماما موقف رئيس الحكومة، حيث أكدت أن "موقف إسبانيا تجاه هذا الملف يجب أن ينبع من حوار وطني مع مراعاة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي يكفله القانون الدولي". وتبدي الطبقة السياسية الإسبانية استياءها من تغير موقف سانشيز من الصراع في الصحراء الغربية، واصفة إياه بأنه "فاضح" و«مخالف" لموقف مدريد التاريخي وللقانون الدولي. يذكر أن رئيس الحكومة الاسبانية وبعد خضوعه لضغوط وابتزاز النظام، أعلن في 14 مارس 2022 دعمه لما يسمى "خطة الحكم الذاتي" المغربية المتعلقة بالصحراء الغربية. في سياق آخر، شدد أساتذة ومحامون وسياسيون شاركوا في ندوة نظمت بجنوب إفريقيا، على حتمية الواجب الأخلاقي للجميع بدعم كفاح شعب الصحراء الغربية من أجل الاستقلال والحرية، منددين بتوظيف جهاز العدالة المغربية لترهيب المناضلين الصحراويين. وفي مستهل الندوة، تطرّق الأستاذ الجامعي، ديفيد مونياي، لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال والحرية، مشددا على حتمية الواجب الأخلاقي للجميع بدعم الشعب الصحراوي. وتناولت المحامية والبرلمانية السابقة، ماكالين مونسامي، بإسهاب "الأساليب القمعية المغربية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية"، مذكرة بسياسة الاعتقالات والأحكام الجائرة وتوظيف "جهاز العدالة المغربية لترهيب المناضلين الصحراويين"، حيث استشهدت بالأحكام الجائرة في حق مجموعة "أكديم ازيك" وصمودها الملحمي ضد القمع و التنكيل الذي تنتهجه السلطات المغربية. أما اوبيد بابيلا، عضو قيادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بجنوب افريقيا، فقد جدد موقف بلاده الداعم والمساند للكفاح الصحراوي. من جانبه، ثمّن السفير الصحراوي بجنوب إفريقيا، محمد يسلم بيسط، مبادرة تنظيم مثل هذه الندوات التي تكشف للرأي العام الإفريقي والدولي حقيقة ما يتعرض له الشعب الصحراوي من تنكيل وترهيب بسبب الاحتلال المغربي العسكري، مذكرا بتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية المعروفة وذات المصداقية التي وثقت "الانتهاكات المغربية الشنيعة والممنهجة" في الصحراء الغربية المحتلة. كما أشاد السفير الصحراوي بمقاومة وصمود المعتقلين الصحراويين من مجموعة "اكديم ازيك" والصف الطلابي "الذين صاروا يمثلون فخر الشعب الصحراوي وفخر كل المناضلين من أجل الحرية و الكرامة في العالم". وقدم جملة من المعطيات والحقائق عن توظيف الاحتلال المغربي أسلوب الرشوة لشراء صمت موظفي مفوضية حقوق الانسان وشراء ذمم بعض البرلمانيين الأوروبيين من لجنة حقوق الإنسان "لتبييض وجهه القبيح"، مضيفا أنه "اليوم يستخدم نفس السلاح ضد موظفي الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة". وهو ما جعل الدبلوماسي الصحراوي يؤكد على أن "الحق والعدالة سينتصران في الأخير رغم الرشوة ورغم القمع ورغم الصمت المتواطئ"، وأنه "لا شيء سيوقف نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال مثلما علمنا التاريخ في كل مكان وزمان".