تشهد تجارة بيع التوابل والأعشاب المستعملة في الطهي مع حلول شهر رمضان الفضيل، رواجا كبيرا عبر مختلف المحلات المنتشرة بمدينة باتنة؛ حيث تتدفق أفواج من الزبائن، وأكثرهم نسوة، على محلات بيع التوابل والأعشاب الرحيقية المنتشرة عبر المحلات المتخصصة في هذا النوع من التجارة؛ لاقتناء الأعشاب العطرية المستعملة في طهي الأطباق التي لا يستغني عنها المطبخ الجزائري في الشهر الفضيل، بالنظر إلى نوعيتها، وقيمتها العطرية، وما تضفيه تلك النكهة على مختلف وصفات الأطباق والأكلات التي تزين المائدة الرمضانية. في عيّنة لهذا النوع من التجارة، وقفت" المساء" عند صاحب محل "لبعل لبيع التوابل والأعشاب" بحي النصر بباتنة، لصاحبه "نور الدين لبعل"، الذي أتقن أسرار البهارات منذ 33 سنة خلت، وساهم في حفظ نكهة الطعام الجزائري؛ إذ يهتم بكل أنواع التوابل منذ صغره عندما كان والده مخلوف يصطحبه إلى سوق الرحبة، بدكانه الذي فتحه سنة 1960. وأوضح محدثنا الذي اكتسب مهارات من الوالد عندما كان يمارس هذه الحرفة ويقوم بشرائها في رمضان وبقية السنة ويهتم بطحنها، أنه اختص حتى في عرضها، لتبدو كلوحة فنية زاهية الألوان، تزيد الرائحة الزكية من سحرها. وفي جولة قادتنا إلى محله حيث انهمك في الرد على طلبات الزبائن الذين اكتظ بهم محله، ينتظرون دورهم في اقتناء أنواع التوابل والبهارات، لاستعمالها في أطباق مائدة رمضان. وتُرجع كل تلك الروائح الزكية في محله إلى ذاكرة المتسوق، ما جربه من نكهات، خاصة خلال الشهر الفضيل؛ من أطعمة وحلوى تقليدية توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، معروضة ومصطفة بالرفوف، وحبوب جافة. كما يعرض زيت الحشيش الأفغاني، وزيت الخلطة العجيبة الكويتية، وصابون النيلة الزرقاء الكويتية. ومع اقتراب شهر رمضان "مملكة لبعل للتوابل" بولاية باتنة، تعرض باقة من التوابل العالمية والمحلية ذات جودة عالية، مع أسعار تنافسية. واعتبر محدثنا أن ممارسة التجارة في التوابل تتطلب المرونة في التعامل مع الزبائن بالتنويع وضمان الجودة، مضيفا أن ارتفاع الأسعار يُعد أمرا طبيعيا نظرا لطبيعة التوابل المستوردة في غالب الأحيان من الهند والباكستان، وفرنسا، وبلجيكا وإسبانيا. وأكد أن البضاعة المعروضة من إنتاج محلي، وأحسن بكثير من تلك التوابل المستورَدة. ونوّه محدثنا بأن كل تجار التوابل يعملون طيلة الشهر الفضيل والأيام التي تسبق التحضيرات له، على ضمان الجودة والنوعية في عرض التوابل المختلفة، وبأسعار يراها مقبولة مقارنة بباقي السلع الأخرى والخضروات، التي ارتفعت بشكل ملفت مؤخرا، أياما قبل حلول الشهر الفضيل. وبخصوص المواد المعروضة بمحله، يضيف السيد لبعل أنها في متناول الجميع بالنظر إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي تحضر وفق المعايير المعمول بها بدون غش في مكوناتها، مستدلا بالأنواع المعروضة، التي تتطلب مصاريف إضافية لتحضيرها. والواضح أن ربات البيوت اللواتي اعتدن التسوق، يدركن جيدا نوعية المواد المعروضة بالنظر إلى خبرتهن الطويلة في مجال الطبخ، مستدلا ببعض أسعار التوابل التي يراها في المتناول، ولم تعرف زيادة، مثل رأس الحانوت 800دج، وكروية جبلية محلية 1500دج، ومزيج من أدوات متنوعة فيها لحوم حمراء وهي مجموعة توابل بلجيكية وإسبانية 2000دج، والمكسرات من 1000دج إلى 3000دج، والمشمش 2000دج، وعين البقرة 2500دج، والفريك الذي ارتفع سعره هذه السنة إلى 400 دج، والمرمز300دج. ويوضح نور الدين أن التوابل نوعان؛ منها ما هو خليط من مساحيق، كالكركم والحبة السوداء والقرفة والكزبرة والفلفل الأسود والليمون الأسود والفلفل الأحمر. ويتم خلطها بنسب محددة لكل نوع من الأطعمة؛ بما يعطيها النكهة المطلوبة. والنوع الثاني أعشاب عطرية، يُستخدم كل منها وحده ليضيف للأطعمة طعما معيّنا. ويضمن المحل الذي يتعامل مع شركة "ياليدين" للتوصيل، عمليات التوصيل إلى 58 ولاية بأسعار تنافسية، مع توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للترويج والإشهار للتوابل التي يعرضها؛ حيث يتم تأكيد الطلبات في بريد صفحته. وأضاف محدثنا أن التوابل كالكركم والحبة السوداء والقرفة والزنجبيل ورأس الحانوت - خليط من التوابل - والكزبرة، وبذور الكرفس، وغيرها من التوابل والأعشاب، تفقد جزءا من رائحتها ونكهتها بعد تحويلها إلى مسحوق ناعم، خصوصا إذا لم تُحفظ في مكان ظليل بعيدا عن الرطوبة والرياح، فيما أكد من جهة أخرى أن "شباح الصفراء" أو "شاف" متوفرة في محل بمدينة المعذر عند "عزو" للتوابل والأعشاب، مع ضمان التوصيل. ويختلف السعر من ولاية إلى أخرى. ويعرف محل نور الدين إقبالا كبيرا من السيدات اللائي يقتنين أنواع التوابل؛ تحضيرا لشهر رمضان. وأكدت كثيرات ممن تحدثت إليهن "المساء "، أن المحل يعرض توابل صحية ذات جودة عالية.