بن بوزيد يدعو إلى الانسجام بين المقرر الدراسي والحجم الساعي دعا وزير التربية السيد ابوبكر بن بوزيد أمس المشاركين في أشغال الملتقى الوطني حول تخفيف البرامج التعليمية، بمعهد تكوين المعلمين وتحسين مستواهم ببن عكنون، إلى العمل على استحداث برامج تتماشى والحجم الساعي المقرر في كل الأطوار الدراسية، مشددا على دور المفتشين في مراقبة مدى تنفيذها وفقا للمدة الدراسية المحددة. وقال بن بوزيد أن السبب الرئيسي في إقامة الملتقى يعود للمراسلات الكثيرة التي وصلت الوزارة من قبل أولياء التلاميذ، مفادها أن أبناءهم يعانون من كثافة الدروس وقلة الوقت المخصص لاستيعابها، كاشفا من جهة أخرى ما ورد عن اللجنة الوطنية للمناهج والبرامج بأن أغلب المؤسسات الدراسية تنهي مقرراتها مطلع شهر ماي أو قبل ذلك رغم أن موعد نهاية الموسم محدد يوم 4 جويلية. وفي هذا الصدد، أعطى بن بوزيد تعليمات صارمة للمفتش العام لاتخاذ كافة الإجراءات لمراقبة وتوزيع البرامج طيلة الوقت المنصوص عليه قانونا ب32 أسبوعا، ونهى عن تكديس المقرر الدراسي في وقت زمني قصير كون ذلك يضر بتحصيل التلاميذ واستعداداتهم الفكرية، وحرص المسؤول الأول عن القطاع على إكمال البرنامج إلى غاية 4 جويلية، موضحا أنه لابد من اتخاذ نهاية شهر ماي موعدا للامتحانات النهائية، ليبقى شهر جوان لإجراء الامتحانات الرسمية. من جهة أخرى، أوضح الوزير أن عملية تخفيف البرامج لا يعني حذف مواد معينة، وإنما محاولة وضع تعديلات للبرامج كحذف المحاور المدرجة في الأطوار المقبلة، وتخفيف حدة المصطلحات باستعمال الرموز مثلا، وفي السياق ناشد بن بوزيد كل مدراء التربية تبليغ كل الأساتذة والمعنيين بالقطاع بكل جديد يطرأ على الساحة من أجل تخفيف المقررات التعليمية طوال الموسم الدراسي، بحيث ستقام دورة تكوينية من 6 إلى 11 سبتمبر 2009 لفائدة الأساتذة لمتابعة ما أسفر عنه الملتقى من مقترحات وتطبيقها على الواقع تحت مراقبة المفتشين التربويين. وأضاف أن هناك تفكيرا لخلق مناسبات أخرى للعطل لتوفير الراحة للتلاميذ وهو الأمر المعمول به في العديد من البلدان النموذجية في مجال التربية، بالاضافة إلى التفكير في توفير خزائن لتلاميذ المرحلة الابتدائية لتخفيف عناء الحقيبة الثقيلة عنهم. وأفاد وزير التربية أن الحديث عن البرامج يقودنا إلى الحديث أيضا عن الكتاب المدرسي، مطمئنا الجميع بأن مشكل الكتاب لم يعد مطروحا بعدما أصبحت تخصص له ميزانية سنوية مقدرة ب650 مليار سنتيم وهناك ما يربو عن 60 مليون كتاب، 95 بالمئة منها موزعة عبر القطر الوطني. ومن جانبه أكد السيد إبراهيم عباسي مدير التعليم الابتدائي بالوزارة أن عملية التخفيف لن تمس هيكل المنهاج أو أهدافه أو المواد المهيكلة لشخصية التلميذ مثل مواد اللغة العربية، التربية الإسلامية واللغة الأمازيغية، وإعادة الاعتبار لمواد أخرى كالتربية البدنية والموسيقية والتشكيلية والخلقية، والتربية العلمية التي أصبحت مقررة بداية من السنة الأولى ابتدائي، مضيفا أن المبتغى من التخفيف هو إحداث انسجام بين البرنامج الدراسي والحجم الدراسي المقرر، حتى يستوعب التلميذ الدروس بسهولة.