اقتراحات الوزير بن بوزيد الأخيرة، التي خرجت بها أشغال الملتقى الوطني حول تخفيف البرامج التعليمية قبل أيام، أعتقد أنها لقيت وستلقى المزيد من الترحيب الكبير من قبل أولياء التلاميذ، الذين تنفسوا أخيرا الصعداء، لتعليمة الوزير القاضية بتخفيف العبء على التلاميذ، بدءا بتخفيف الدروس إلى العمل على استحداث برامج تتماشى والحجم الساعي المقرر في جميع الأطوار الدراسية التعليمية، إلى جانب تخفيف حقائب التلاميذ،.. و.. و.. ، حتى أنه فكر في إلحاق الأقسام التعليمية بخزائن لتلاميذ المرحلة الابتدائية لتخفيف عناء حملة الحقيبة الثقيلة صباحا ومساء، ذهابا وإيابا، الأمر الذي أتعب فعلا المتمدرسين وهدد سلامتهم وصحة أبدانهم. والواضح أن السيد الوزير ما كان ليصل إلى هذه النتيجة الحتمية، لولا إيمانه الكبير بأن الوضع بات بحاجة سريعة إلى التعديل، خصوصا بعدما لمّ أولياء التلاميذ جمعهم ورفعوا شكاويهم المتكررة إلى المسؤول الأول على أطفالنا وتحصيلهم العلمي. وقد قالها الوزير شخصيا، ''السبب الرئيسي في إقامة الملتقى يعود للمراسلات الكثيرة التي وصلت مبنى وزارة التربية الوطنية، من قبل أولياء التلاميذ''، والتي مفادها أن أبناءهم يعانون من كثافة الدروس وقلة الوقت المخصص لاستيعابها، الأمر الذي عايناه جميعنا، سواء لدى أبنائنا في وسطنا العائلي أو بين أفراد أسرنا عامة وجيراننا، أو حتى بالنسبة للغريب عنا، ولعابر السبيل بالقرب من مدارسنا الابتدائية، حتى صار بإمكان الجميع أن يلاحظ تلك المحافظ المملوءة عن آخرها التي يضعها أبناؤنا على أكتافهم، بل والتي وجد لها البعض حلا آخر للحد من ثقلها، باستعمال المحافظ المسحوبة أرضا. مراجعة الوزير بن بوزيد للمقررات التعليمية بتخفيفها، ومحاولة إيجاد حل وسيط للوضع، إرضاء لمطالب الأولياء المتذمرين، بمحاولة إحداث انسجام بين البرنامج الدراسي والحجم الدراسي المقرر، حتى يستوعب التلميذ الدروس بسهولة، سيدفع المواطن الجزائري إلى التفكير ألف مرة، أن ما من اتحاد على فكرة موحدة وإيجابية والتعبير عنها بأفكار وجيهة، عقلانية وبالاستعانة بالطرق السلمية، سيجني ثماره لا محال، وما حدث مع بن بوزيد لخير دليل. وزير التربية تحدث كذلك عما ورد عن اللجنة الوطنية للمناهج والبرامج، التي أكدت أن أغلب المؤسسات التعليمية تنهي مقرراتها مطلع شهر ماي أو قبل ذلك بكثير، على الرغم من أن موعد نهاية الموسم محدد يوم 4 جويلية، وهو أمر خطير، يعني أن للأستاذ دور ضمني في إلحاق الضرر بالتلاميذ، بتعبئة وتكديس الدروس عليهم، دون التفكير في تبعات تراكمها ونتائجها على التحصيل العلمي للمتمدرس، مقابل جني بضعة أيام من الراحة، ما يعني أن على الأساتذة وجميع المعنيين بالقطاع إعادة النظر سريعا في البرنامج الدراسي في إطار تشاوري يتحمل فيها كل مسؤول مسؤوليته.