❊ القرار يخلط حسابات بلماضي ويُقلّص خيارات ودّية جوان قرّر الاتحاد الأوغندي لكرة القدم في موقف مفاجئ استقبال المنتخب الوطني لحساب الجولة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، شهر جوان المقبل بالكاميرون، وصنّف متابعون القرار في خانة "الحركة الاستفزازية" لما يحمله اسم الكاميرون من ذكريات مؤلمة لكتيبة جمال بلماضي، لارتباطه بإخفاقين مدوّيين عام 2022 بالخروج من الدور الأول ل"كان الكاميرون"، ثم الفشل في التأهل إلى المونديال أمام منتخب "الأسود غير المروضة". ويلعب المنتخب الوطني إلى جانب منتخب أوغندا في المجموعة السادسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، المزمع تنظيمها بداية العام المقبل في كوت ديفوار. وضمن أشبال بلماضي تأهلهم إلى "كان 2023" الشهر الماضي بإحرازهم على 12 نقطة في أربع جولات، بينما حلّ الفريق الأوغندي ثانيا برصيد 4 نقاط فقط مما جعله يدخل في تنافس مع تنزانيا للظفر ببطاقة التأهل الثانية ضمن هذه المجموعة. ونشر، الاتحاد الأوغندي لكرة القدم، أمس، بيانا على صفحاته على وسائط التواصل الاجتماعي أكد من خلاله "استقراره على استقبال المنتخب الجزائري في الكاميرون لعدم تأهيل ملعبه من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم". وبرّر الاتحاد الأوغندي قراره بمبرر عدم جاهزية ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة الأوغندية كامبالا بسبب الأشغال الجارية لإعادة تأهيله في الموعد المحدّد، منتقدا الشركة المشرفة على الأشغال التي قال بخصوصها إنها حرمت أوغندا من اللعب على أرضها. ولم يُحدّد الاتحاد الأوغندي اسم الملعب الذي سيحتضن مباراة منتخب بلاده أمام "الخضر"، في الكاميرون إما اللعب على أرضية ملعب أحمد أهيدجو بمدينة ياوندي أو ملعب جابوما بمدينة دوالا. لكن مصادر إعلامية أوغندية أكدت بأن ملعب جابوما سيكون بنسبة كبيرة الملعب المعني باستقبال زملاء بن ناصر، خاصة أن اختيار الأوغنديين لم يكن "عبثيا"، بل هو مدروس بعناية كبيرة لرغبتهم في الفوز بالمعركة النفسية ضد كتيبة جمال بلماضي، من خلال ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، الأول ضرب معنويات زملاء محرز رغم تأهلهم إلى نهائي الكان بإعادتهم إلى جحيم ملعب جابوما، الذي ارتبط بإخفاقهم في كأس إفريقيا الماضية، وتذكير الجزائريين بخيبة الخروج من المونديال بفاصلة مثيرة للجدل أمام الكاميرون، وثالثا حشد تأييد الجماهير الكاميرونية في المدرجات، حيث يتوقع أن يُدعم الكاميرونيون منتخب أوغندا بعد الحرب الافتراضية التي خاضوها مع الجزائريين في منصات التواصل الاجتماعي لأشهر، بعد فاصلة المونديال وقصة الحكم الغامبي باكاري غاساما، فضلا عن حادثة اعتداء رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، صامويل إيتو، على "يوتيبور" جزائري في مونديال قطر. وأثار قرار الاتحاد الأوغندي ردود فعل قوية من طرف الجزائريين في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ووصفوه ب"الاستفزازي"، لا سيما أن منتخب أوغندا لعب مباراته السابقة في التصفيات أمام تنزانيا على ملعب السويس بمصر، وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حسب ما أكده مصدر مقرب منه ل"المساء"، أمس، يتوقع برمجة المواجهة على ملعب الإسماعيلية، لكن الأوغنديين كان لهم رأي آخر من أجل دعم حظوظهم في التأهل إلى النسخة المقبلة من "الكان"، والذي لن يمر إلاّ عبر الفوز على المنتخب الجزائري، ما يُفسّر لجوءهم إلى وضعه في أصعب الظروف التنظيمية والمناخية لتحقيق ذلك، بدل منحه "أفضلية" اللعب على الأراضي المصرية التي توّج عليها بلقب "كان 2019". واعترف مصدر الفاف الذي تحدث إلى "المساء"، أمس، أن هذا القرار سيخلط برنامج جمال بلماضي خلال شهر جوان، وعلى وجه التحديد الفصل في مكان وهوية المنتخب الذي سيواجهه وديا بعد مباراة أوغندا، على اعتبار أنه كان يُعوّل على اللعب بمصر لتسهيل هذه المهمة.