اعتبر رئيس المفوضية الإفريقية السيد جان بينغ أمس بسرت (ليبيا) إعلان الجزائر حول التغييرات المناخية مرجعا، إذ يترجم موقفا إفريقيا مشتركا يشكل أرضية في مسار المفاوضات حول النظام المناخي العالمي الجديد بعد 2012.(وا) وأشار السيد بينغ خلال حفل افتتاح ندوة رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الإفريقي(3-1 جويلية2009)التي يشارك فيها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى أن "إفريقيا مدعوة إلى الإدلاء بموقفها حول المسائل التي تهم القارة كتلك التي وردت في إعلان أرضية الجزائر المصادق عليها خلال القمة الأخيرة للقمة الإفريقية باديس ابابا". وسيشكل إعلان الجزائر حول التغييرات المناخية المصادق عليه من قبل وزراء البيئة الأفارقة في نوفمبر 2008 أرضية تفاوض لصالح القارة الإفريقية خلال القمة العالمية حول التغييرات المناخية بكوبنهاغن في شهر ديسمبر المقبل. وركز السيد بينغ على "زيادة التمويل المخصص في إطار آلية التكييف والتخفيف الذي يبقى ثابتا" في الوقت الذي تظل فيه إفريقيا مرهونة "بالمساهمات التطوعية غير الكافية لمواجهة أثر التغييرات المناخية". واعتبر رئيس المفوضية الإفريقية أنه يحق لإفريقيا المطالبة بتعويضات "على الأضرار غير المباشرة" التي مست اقتصاديات القارة كرد على الأزمة واقتحام مكثف ونوعي للسوق المالية للكاربون وكذا الحق في الحصول على التكنولوجيات الجديدة والنظيفة". ولدى التطرق إلى القمة المقبلة لمجموعة الثمانية في محورها الخاص بإفريقيا أعرب السيد بينغ عن سعادته كون القارة أصبحت تعبر "أكثر فأكثر" وبصوت واحد خلال المحافل الدولية عن مواقف مشتركة مشيرا إلى أنه "يؤخذ الآن بإسهاماتها ويعترف بصفتها كشريك فعلي وبجهودها". وأكد السيد بينغ أن "الاتحاد الإفريقي عمل على إقامة شراكات استراتيجية مع كافة مناطق العالم وكذا المنظمات الدولية تندرج في إطار استمرارية وتنوع مجالات التعاون". ولدى تقديمه حصيلة عشر سنوات بعد إنشاء الاتحاد الإفريقي (منظمة الاتحاد الافريقي سابقا) أوضح السيد بينغ يقول "إذا كانت الصورة التي كانت تعكسها القارة سنة 1999 غداة المصادقة على تصريح الجزائر (القمة ال35 لمنظمة الاتحاد الافريقي)الذي وصف بالتاريخي بالنظر لجوانب عدة تبدو مطمئنة وواعدة فإن هذه الأخيرة تعد مقلقة ومثيرة للانشغال". وفي هذا الصدد ذكر استمرار آفة التغيرات المنافية للدستور ومحاولات الانقلابات العسكرية بكل أشكالها وتفاقم بعض النزاعات وتزايد التهديدات العابرة للأوطان كآفة المخدرات والإرهاب وحجز الرهائن وذلك كما قال في سياق شامل للانكماش الاقتصادي المعمم. وحذر السيد بينغ قائلا "تعبر هذه الأحداث المسجلة عن مدى أهمية ما يرتسم للقارة إذا ما لم يتم القيام بشيء وتؤكد الطابع الاستعجالي للوضع" مؤكدا أن إفريقيا "تتوفر على الوسائل التي تمكنها من احتلال مكانة في العالم حتى تثبت وجودها كشريك هام".