انطلقت أشغال الدورة العادية ال13 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي أمس بسيرت (ليبيا) بمشاركة أكثر من ثلاثين رئيس دولة وحكومة من بينهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وشكل الاستثمار في قطاع الفلاحة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والأمن الغذائي الموضوع الرئيسي الذي ناقشه المتدخلون أمس. وأشار رئيس المفوضية الإفريقية السيد جان بينغ أن اختيار هذا الموضوع يعكس "عزم الاتحاد الإفريقي والتزامه بمواصلة كافة الجهود التي بذلها من قبل في هذا المجال لتقديم أجوبة ملموسة على التطلعات اليومية والعميقة للشعوب". وأكدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في هذه القمة إلى أن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية "كانت لها آثار خاصة" على إفريقيا لا سيما من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة واصفة هذا الوضع ب"الخطير" للقارة "التي سيصعب عليها تحقيق أهداف التنمية للألفية". وأوضحت ممثلة بان كي مون التي تأسفت "للإهمال" الذي تعاني منه الفلاحة تقول أن استثمار دولار واحد في هذا القطاع بإفريقيا سيكون له "أثر مزدوج" بالمقارنة مع بلد من قارة أخرى. وأشارت إلى أن 265 مليون إفريقي يعانون من المجاعة وأن هذا الرقم ارتفع بنسبة 12 بالمائة سنة 2008 مضيفة أن نسبة النمو المرتقبة لسنة 2009 ستكون ب9ر0 بالمائة في إفريقيا مقابل 8ر4 بالمائة سنة 2008. وفيما يخص استغلال الإمكانيات الفلاحية للقارة أشارت ممثلة بان كي مون إلى ري 5 بالمائة من الأراضي في إفريقيا مقابل 40 بالمائة في آسيا ويبلغ المعدل العالمي 20 بالمائة داعية الدول الإفريقية إلى تخصيص 10 بالمائة من ميزانياتها السنوية لقطاع الفلاحة. ولدى تطرقها إلى ندوة كوبنهاغن (ديسمبر 2009) حول التغييرات المناخية دعت الممثلة الأممية الأفارقة إلى اعتماد "موقف مشترك" معتبرة أن القارة الإفريقية هي التي تعاني الأكثر من الانبعاثات الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري. واعتبرت أن الدول المصنعة هي المسؤولة عن هذه الانبعاثات ولذلك "يجب تدارك ذلك خلال ندوة كوبنهاغن". ودعا الأمين العام للجامعة العربية السيد عمروموسى إلى التعاون الاقتصادي بين إفريقيا والدول العربية معلنا في نفس السياق عن عقد القمة الإفريقية العربية الثانية عما قريب بعد القمة الأولى التي انعقدت في السبعينات. وحث رئيس الجمهورية الفيدرالية للبرازيل السيد لولا دي سيلفا الدول الإفريقية على الاستلهام من التجربة البرازيلية في مجال الاستثمار في قطاع الفلاحة.