أمر والي ولاية الجزائر السيد محمد الكبير عدو بتشكيل لجنة ولائية مختصة تعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية تتكفل بالمراقبة الدورية لعمل وأداء دور الشباب والمكاتب البلدية ومراكز الثقافة، في خطوة للحد من تسرب الأفكار المتطرفة وتداول بعض العناوين والكتب الدينية التي لا تخدم فئة الشباب ولا مستقبلهم، والتي تسعى إلى تنمية الأفكار المتطرفة لدى هذه الشريحة الحساسة من المجتمع. ولدى تدشينه عددا من المرافق الجوارية بعدد من بلديات العاصمة، استغرب الوالي لجوء بعض المسؤولين والقائمين على إنجاز وتهيئة بعض دور الشباب والمكاتب البلدية إلى تعميم بعض الممارسات الغريبة عن مجتمعنا، كالفصل بين الجنسين في مقاعد الدراسة وقاعات التعليم والحفظ لا سيما بالمكاتب، وهو الأمر الذي وقف عنده والي العاصمة لدى تدشينه لأول مكتبة بلدية ببلدية باش جراح التي لم تستفد من مثل هذا المشروع منذ الاستقلال. وقد لاحظ الوالي حجم التمييز الجنسي الممارس بهذه المنشأة من خلال اللافتات الكثيرة التي حددت بشكل قاطع كل الأماكن المخصصة لفئة البنات من جهة والذكور من جانب آخر، حتى أن أماكن التقاء الجنسين باتت ممنوعة ولا سبيل إليها بتاتا، وهو ما أثار غضب الوالي الذي استنفر لمثل هذه التصرفات التي تنم عن أفكار دينية متطرفة، الهدف منها هو غرس مبادئ لا صلة لها بمجتمعنا المحافظ بطبيعته، والذي طالما اعتمد وانتهج مبدأ الاختلاط بين الجنسين في جميع أطوار التعليم حتى العليا منها وهذا قبل وأثناء وبعد الاستقلال. ويضيف الوالي أن الجزائر لم تشهد قط صدامات أو صراعات بين الجنسين، ولم تسجل قط تذمر الأولياء بخصوص هذا الشأن، بل إن تسريب مثل هذه الأفكار هو الذي دفع الجزائر إلى ما عاشته خلال السنوات الماضية، وتحديدا العشرية الدموية وعلى الفور أقال الوالي المدير المنصب لإدارة المكتبة كخطوة قد تكون عبرة لباقي المسؤولين الحاليين أو اللاحقين. للإشارة تستفيد بلدية باش جراح التابعة للدائرة الإدارية للحراش ولأول مرة في تاريخها من مكتبة ل100 ألف ساكن، وقد تم إنجازها وفق مقاييس عالية، كما أنها تعد تحفة معمارية أضفت جمالا على المنطقة. وفي سياق متصل صادف الوالي خلال تدشينه لمركز ثقافي ببلدية وادي السمار بنفس الدائرة عددا من الكتب التي تم عرضها بأجنحة المركز، والتي وجد من بينها الوالي عناوين لا تخدم لا الثقافة الجزائرية ولا الشباب الذي يتطلع إلى كتب وعناوين تخدم مستواه التعليمي والدراسي في المجالات العلمية والأدبية العالمية، التي تشهد تطورا هاما بعيدا عن الأفكار المتشددة والمتطرفة التي هو في غنى عنها، داعيا القائمين على هذا النوع من الهياكل إلى الحذر الشديد مع تشديد المراقبة على أهم المصادر والكتب وغيرها كي لا تتحول هذه المرافق التثقيفية والتربوية والترفيهية إلى معاقل لتسريب الأفكار الهدامة ومنه تدمير المجتمع. وستتسلم ولاية الجزائر قبل نهاية السنة الجارية 35 دور حضانة انتهت الأشغال بها، بالإضافة إلى 35 مكتبا تكفل صندوق الميزانية للجماعات المحلية بإنجازها بتكلفة تفوق المليار دج. وكان والي العاصمة قد أشرف نهاية الأسبوع الماضي على تدشين عدد من المشاريع الجوارية على غرار المكتبات البلدية ودور الشباب والحضانات وبعض الحدائق العمومية والأسواق، على غرار فتح سوقين بلديتين بكل من بلدية الحمامات والرويبة، ومركزين ثقافيين بكل من بلديتي المقرية وواد السمار ودار للشباب ببلدية هراوة ومكتبتين بلديتين بكل من بلديتي باش جراح وباب الزوار إضافة إلى تدشين 3 دور حضانة بكل من هراوة وحيدرة وبئر خادم، إلى جانب وحدة خفيفة للحماية المدنية ببلدية عين طاية والتي وقف عندها الوالي مطولا واطلع على التجهيزات المتطورة التي استفادت منها ووسائل التدخل، كما استمتع بعروض تجريبية مرفقة بشروحات وتفاصيل للمدير الولائي للحماية المدنية والتي أظهرت مدى الكفاءة التي يتمتع بها عون الحماية المدنية.