أكد ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن الوزارة تقف بالمرصاد لكل مادة دينية تدخل السوق الوطنية ويبلغ بأن محتواها "مشبوها" مثل الكتب المستوردة والمنشورات المطبوعة محليا، الشيء الذي يعتبره بعض مستوردي الكتب "اغتيالا مبرمجا للكتاب الديني". فحسب ما ذكره الشيخ شمس الدين بوروبي رئيس الجمعية الخيرية لبلوزداد المحلة بقرار من والي ولاية الجزائر السابق، هناك كتب يتداولها الشباب تحمل فكرا متطرفا وفتاوى مغرضة تشكك في العقيدة الإسلامية الحقة والسيرة النبوية الشريفة، مثل "تشبيه إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإيمان إبليس والإفتاء بتحريم الجمارك والضرائب"، إضافة على التجاوزات في حق أمهات المؤمنين ورميهم بالزنا، كما ذهب أحد الذين كتبوا إلى اعتبار نكران سطر مما جاء في كتابه نكران للقرآن الكريم، ما يبين الفكر المتطرف والفتاوى المغرضة لهؤلاء الذين يقرأ لهم الشباب دون رقابة ولا توجيه من احد، خاصة إذا علمنا أن الكتب الدينية والمنشورات تباع على قارعة الطريق يستطيع كل من رغب الحصول عليها دونما إشكال. وبلغ الأمر حسبما أكده مدير الاتصال بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله طمين في مناسبات سابقة أن وجدت كتب ومنشورات "متطرفة" حتى داخل مكتبات المسجد" وأن الوزارة "تقوم بعملية تطهير على مستوى المكتبات المسجدية" حيث منعت على الأئمة منعا باتا إدخال أي مادة دينية لمكتبة المسجد دون أن يكون ذلك برخصة من مديرية الشؤون الدينية للولاية المعنية بعد مرور المادة على لجنة قراءة. إضافة إلى ذلك قال مستشار الوزير المكلف بالإتصال بأن الوزارة وجهت نداء للمواطنين بالتبليغ على أي مادة دينية مشبوهة يرونها أن يطلعون عليها أو تقع بين أيديهم سواء كانت مكتوبة او مقروءة، إضافة إلى عمل المفتشين المكلفين من قبل مديريات الشؤون الدينية على مستوى الولايات ال48 الذين ينزلون في مهمات التفتيش العادية والخاصة . أما استيراد الكتاب الديني فيخضع حسب إجراءات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى جملة من الخطوات تبدأ بتقديم المستورد لعينات من العناوين التي يريد استيرادها وتمر هذه العناوين عبر لجنة القراءة المختصة بحسب ما إذا كانت المادة الدينية كتابا او مصحفا او شريطا او قرصا مضغوطا، وبعد القراءة يسلم محضرا بقبول المادة وتسليم الترخيص او رفضها ومنعها وتبدأ المراقبة ابتداء من مصالح الجمارك التي تستقبل السلع إلى مصالح الأمن ويكون الوالي مختصا في كل ولاية بحكم صلاحياته السيادية، ويكون نفس العمل منوطا بالسلطات المختصة عندما يتعلق الامر بالقرصنة والطباعة على مستوى محلي . لكن هذه الإجراءات لا يراها المستوردون بنفس المنظار حيث أكد احدهم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تشدد في الترخيص لكتب الأئمة المعروفين خاصة السعوديين الذين تتهمه حسبهم ب"الترويج للفكر الوهابي". وأضاف يقول انه منع من إدخال 1864 كتابا تمثل مجموع 9 عناوين توجد كلها على مستوى ميناء الجزائر وهي كتب في العقيدة والسيرة لعلماء سعوديين معروفين أمثال ابن باز والعثيمين. وحسب هذا المستورد الذي يتعامل مع لجنة القراءة بالوزارة فإن أعضاءها من غير المختصين في العلوم الشرعية والفقه، مما يتعذر عليهم معرفة قيمة الكتاب، مؤكدا "أنها سبق ورخصت لاستيراد كتب مغرضة فيها كثير نمن الأخطاء العقائدية بسبب عدم اختصاص طل أعضائها". غنية قمراوي