أجمعت ردود الفعل الدولية على أن انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن، يشكل مكسبا عظيما للقارة السمراء والعالم العربي، وقيمة مضافة لحفظ السلم والأمن الدوليين، مبرزين الدور المحوري الذي اضطلعت به الجزائر بعد الاستقلال في مناهضة الاستعمار ودعم الشعوب المكافحة من أجل حريتها واستقلالها في افريقيا وخارجها. منسق الهيئة الأممية: العمل متعدد الأطراف فاز ب "حليف قوي" هنأ المنسق المقيم لمنظمة الأممالمتحدةبالجزائر، أليخاندرو ألفاريز، الجزائر على هذا الانتخاب مؤكدا أن العمل متعدد الأطراف فاز ب"حليف قوي". وقال الدبلوماسي الأرجنتيني "تهانينا للجزائر على انتخابها عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024- 2025 السفيرة الأمريكية: سنعمل معا لدفع السلام في العالم من جهتها، هنأت سفيرة الولاياتالمتحدةبالجزائر، إليزابيث مور أوبين، الجزائر على انتخابها قائلة في هذا الصدد "ألف مبروك للجزائر عضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025"، مضيفة "نتطلع إلى العمل معا لدفع السلام في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم". الجزائر صانعة سلام بدبلوماسيتها في جوارها والعالم كما ثمن دبلوماسيون وإعلاميون انتخاب الجزائر في هذا المحفل الأممي، حيث هنأ ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، الجزائر على انتخابها المستحق بجدارة كعضو غير دائم في مجلس الأمن واعتبره "مكسبا عظيما لما للجزائر من دور رئيسي في العمل من أجل تحقيق الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي ودفاعها القوي عن النظام متعدد الأطراف القائم على المبادئ والمثل العليا التي يستمد منها ميثاق الأممالمتحدة القوة والإلهام". وأكد أن انتخاب الجزائر يعد "مواصلة لمساهمة هذا البلد العظيم في عمل الأممالمتحدة"، مذكرا بالعهدات الثلاث السابقة لها في مجلس الأمن، فضلا عن دورها الطلائعي ضمن حركة عدم الانحياز لإعادة هيكلة الشؤون الدولية بما يخدم السلم والأمن الدوليين والتنمية على أساس التوازن والمساواة. وثمن دور "الجزائر وهي تمارس دبلوماسية صنع السلام في جوارها وخارجه وتعمل بتنسيق وثيق مع الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية، لاسيما الاتحاد الإفريقي"، مؤكدا أن هذا الانتخاب يشكل "قيمة مضافة كبيرة" لعمل مجلس الأمن، في سبيل احترام وتطبيق القرارات الصادرة بشأن القضايا المسجلة على جدول أعمال أجهزة الأممالمتحدة ذات الصلة. كما أعرب ممثل البوليزاريو عن قناعته بأنه ستكون للجزائر بلا شك "مساهمة كبيرة في النقاشات الجارية حول إصلاح منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحديد. بدوره أكد ممثل جبهة البوليزاريو لدى سويسراوالأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، أبي بشراي البشير، أن "حصافة واعتدال الدبلوماسية الجزائرية ونأيها تاريخيا عن تجاذبات الشرق والغرب، أكسبها ثقة الجميع ويؤهلها اليوم، للعب دور محوري ذي صدقية داخل المجلس في احتواء الاستقطاب الحالي الذي بات يعصف بالأمن والاستقرار العالميين". دور مؤثر للجزائر في قرارات مجلس الأمن وأكد مدير تحرير صحيفة صدى المغتربين السودانية صلاح الحويج، أن انتخاب الجزائر للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي، يأتي "في وقت أشد ما تكون فيه الحاجة لدولة مثل الجزائر، التي لها تأثير كبير جدا ليس في القارة الافريقية فحسب وإنما في العالم العربي والإسلامي ودول عدم الانحياز أيضا". ولفت إلى أن الجميع يعلم بأن الجزائر، التي عانت وقدمت أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، تبقى من "أكثر الدول التي تعي مرارة الحرب ومآلاتها، وستلعب من خلال موقعها الجغرافي ووزنها في الاقتصاد العالمي دورا مؤثرا في قضايا السلم العالمي". وأضاف الحويج، أنه يمكن للجزائر "أن تجعل دول العالم خاصة دول عدم الانحياز تبنى كل أطروحات إصلاح منظومة هذا المجلس لكي يؤدي دوره بحيادية" وشدد على أن "مجلس الأمن ومن خلال احتكار القرارات المؤثرة التي يتخذها بناء على متطلبات القوى الكبرى، يحتاج إلى دولة مثل الجزائر لأنها من أكثر الدول استقلالية في قراراتها ومواقفها القوية". وتأسف لكون هذا الجهاز الأمني الأممي "لم يستطع أن يقدم حلولا مقبولة ومنطقية لما يدور في العالم من مشاكل". وعليه، يؤكد صلاح الحويج، أن انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في المجلس "سيكون له دور مؤثر في قراراته لا سيما بالنسبة لقضية السودان وما يعيشه من أوضاع حاليا".