أجمع دبلوماسيون و اعلاميون, اليوم الاربعاء, على أن انتخاب الجزائر بجدارة أمس الثلاثاء, كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة سنتين, يشكل مكسبا "عظيما" للقارة السمراء والعالم العربي وقيمة مضافة لحفظ السلم والامن الدوليين. وهنأ ممثل جبهة البوليساريو لدى الاممالمتحدة, سيدي محمد عمار, في تصريح ل/وأج, الجزائر على انتخابها المستحق بجدارة كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لفترة 2024-2025 و اعتبره "مكسبا عظيما لما للجزائر من دور رئيسي في العمل من أجل تحقيق الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي ودفاعها القوي عن النظام متعدد الأطراف القائم على المبادئ والمثل العليا التي يستمد منها ميثاق الأممالمتحدة القوة والإلهام". و أكد سيدي عمار أن انتخاب الجزائر يعد "مواصلة لمساهمة هذا البلد العظيم في عمل الأممالمتحدة", مذكرا بالعهدات الثلاث السابقة لها في مجلس الأمن (1968-1969 و 1988-1989 و 2004-2005). كما ذكر الدبلوماسي ب"الدور المحوري" الذي اضطلعت به الجزائر بعد الاستقلال في مناهضة الاستعمار ودعم الشعوب المكافحة من أجل حريتها واستقلالها في افريقيا وخارجها, فضلا عن دورها الطلائعي ضمن حركة عدم الانحياز لإعادة هيكلة الشؤون الدولية بما يخدم السلم والأمن الدوليين والتنمية الشاملة على أساس التوازن والمساواة. و ثمن دور "الجزائر وهي تمارس دبلوماسية صنع السلام في جوارها وخارجه, وتعمل بتنسيق وثيق مع الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية, ولا سيما الاتحاد الافريقي", مؤكدا أن هذا الانتخاب يشكل "قيمة مضافة كبيرة" لعمل مجلس الأمن, في سبيل احترام وتطبيق القرارات الصادرة بشأن القضايا المسجلة على جدول أعمال أجهزة الأممالمتحدة ذات الصلة. كما أعرب ممثل البوليساريو عن قناعته بأنه ستكون للجزائر بلا شك "مساهمة كبيرة في النقاشات الجارية حول إصلاح منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحديد", حيث طالما دافعت الجزائر عن الحق المشروع للقارة الافريقية في تمكينها من الظفر بمقعدين دائمين في مجلس الأمن ورفع حصة تمثيلها في فئة المقاعد غير الدائمة بهذا المجلس من ثلاثة إلى خمسة, وفقا لما ورد في "توافق إيزولويني" و"إعلان سرت". بدوره, أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى سويسرا و الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف, أبي بشراي البشير, أن "حصافة و اعتدال الدبلوماسية الجزائرية و نأيها تاريخيا عن تجاذبات الشرق و الغرب, أكسبها ثقة الجميع ويؤهلها, اليوم, للعب دور محوري ذي صدقية داخل المجلس في احتواء الاستقطاب الحالي الذي بات يعصف بالأمن و الاستقرار العالميين". ولدى تطرقه الى القارة الافريقية, "وتحديدا شمالها ومنطقة الساحل", اعتبر الدبلوماسي أنه "لأول مرة منذ سنوات, ستصل رؤية شعوب المنطقة ومصالحها صرفة, صافية وخالية من أدران الحقبة الاستعمارية وشوائب وكلائها المحليين". انتخاب الجزائر سيكون له دور مؤثر في قرارات مجلس الأمن من جهتها, هنأت سفيرة الولاياتالمتحدةبالجزائر, إليزابيث مور أوبين, الجزائر على انتخابها عضوا غير دائم بمجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة. وقالت السفيرة الامريكية بهذه المناسبة : "ألف مبروك للجزائر عضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025", مضيفة "نتطلع إلى العمل معا لدفع السلام في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم". ومن السودان, أكد مدير تحرير صحيفة صدى المغتربين, صلاح الحويج, أن انتخاب الجزائر للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي يأتي "في وقت أشد ما تكون فيه الحاجة لدولة مثل الجزائر, التي لها تأثير كبير جدا ليس في القارة الافريقية فحسب, و انما في العالم العربي والاسلامي ودول عدم الانحياز ايضا". ولفت الى ان الجميع يعلم بأن الجزائر, التي عانت كثيرا وقدمت أكثر من مليون ونصف المليون شهيد, تبقى من "أكثر الدول التي تعي مرارة الحرب ومآلاتها, وستلعب, من خلال موقعها الجغرافي ووزنها في الاقتصاد العالمي, دورا مؤثرا في قضايا السلم العالمي". كما يمكنها -يقول صلاح الحويج- "أن تجعل دول العالم, خاصة دول عدم الإنحياز, بأن تتبنى كل أطروحات إصلاح منظومة هذا المجلس لكي يؤدي دوره بحيادية, حتى يحوز على ثقة دول العالم الثالث والدول الفقيرة التي تشعر بالغبن من جراء الفقر والحروب الأهلية". وشدد على أن "مجلس الأمن, ومن خلال احتكار القرارات المؤثرة التي يتخذها بناء على متطلبات القوى الكبرى, يحتاج إلى دولة مثل الجزائر لأنها من اكثر الدول استقلالية في قراراتها ومواقفها القوية", و اعرب عن أسفه كون هذا الجهاز الأمني الأممي "لم يستطع أن يقدم حلولا مقبولة ومنطقية لما يدور في العالم من مشاكل". وعليه, يؤكد صلاح الحويج أن انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في المجلس "سيكون له دور مؤثر في قراراته, لا سيما بالنسبة لقضية السودان وما يعيشه من اوضاع حاليا", مبرزا في السياق, متانة العلاقات بين الشعبين الجزائري والسوداني وقدرة الجزائر على لعب دور هام لإقناع كافة الأطراف برؤيتها الثاقبة في تسوية النزاع.