خصصت صحيفة "الأندبندنتي" الإسبانية، مؤخرا، مقالا مطولا حول تصاعد حدة القمع المغربي في المدن الصحراوية المحتلة بحق النشطاء الحقوقيين والإعلاميين والمتظاهرين السلميين الذين يناضلون من أجل الحق في تقرير المصير. قالت الصحيفة الإسبانية إن "شهر ماي الماضي كان صعبا جدا وقاسيا على الحقوقيين والإعلاميين الصحراويين"، مستدلة في هذا الإطار، بما تتعرض له الناشطة الحقوقية والمعتقلة السياسية السابقة، محفوظة بامبا لفقير، والموقع الإخباري الصحراوي ايكيب ميديا" والأسرى الصحراويين في سجون الاحتلال. ونقلت شهادات حية على لسان لفقير عن هذا الواقع المر الذي يتخبط فيه الحقوقيين والنشطاء الصحراويين. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه في نهاية شهر ماي الماضي، قامت القوات المغربية بتدمير كاميرات المراقبة التي ثبتتها محفوظة بامبا لفقير أمام منزلها لتوثيق جرائم الاحتلال. وهو ما أكدته لفقير التي قالت بأنهم "أرادوا التأكد من أن جرائمهم ضدي لن يتم تصويرها أو توثيقها". وأبرزت الصحيفة في هذا السياق بأنه رغم الحصار وتصعيد الاحتلال المغربي لوتيرة القمع ضد الصحراويين، فإن الاحتجاجات متواصلة بالمدن المحتلة، مذكرة بالمسيرة الاحتجاجية السلمية التي نظمتها النساء الصحراويات في مدينة العيون المحتلة بمناسبة إحياء ذكرى مرور نصف قرن على تأسيس جبهة البوليزاريو واندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية للمطالبة بالحق في تقرير المصير والإفراج عن جميع السجناء السياسيين. وكان الموقع الإخباري الصحراوي "إيكيب ميديا" قد وثق احتجاجات النساء الصحراويات وهن يحملن أعلام الجمهورية العربية الصحراوية، بينما تقوم مجموعة من رجال الأمن والشرطة المغربية بملابس مدنية بمضايقتهن وضربهن. كما سلطت الصحيفة الإسبانية، ذات الانتشار الواسع، الضوء على تضييق سلطات الاحتلال على الإعلاميين الصحراويين، حيث قامت باختراق حساب الموقع الاخباري الصحراوي "ايكيب ميديا" وحاولت اختراق حساباته وحسابات العديد من المناضلين على مواقع التواصل الاجتماعي "تيك توك" و"فيسبوك" و"تويتر" و"انستغرام". وقال مسؤول بهذا الموقع الاخباري ل"الاندبندنتي" أنه "من الواضح أن هذه الهجمات تهدف إلى إسكاتنا ومنعنا من الإبلاغ عن الوضع في الصحراء الغربية المحتلة"، مذكرا بمنع المنظمات الحقوقية مثل "مراسلون بلا حدود" من دخول الإقليم المحتل من أجل نقل ما يحدث وطرد سلطات الاحتلال لمحاميتين إسبانيتين ومحامية فرنسية وباحث من جامعة برشلونة. وتطرقت الصحيفة أيضا لمعاناة الأسرى الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي من معاملة مهينة وإهمال طبي، مستدلة بما يتعرض له الأسير الصحراوي محمد امبارك لفقير، الذي تم اعتقاله على اثر تفكيك مخيم "أكديم - ايزيك" في نوفمبر 2010. وذكرت في السياق، أن المعتقل الصحراوي أحمد اسباعي، الذي خاض قبل أيام إضرابا عن الطعام لمدة 24 ساعة يقبع في سجن القنيطرة بالمغرب منذ 13 عاما، حيث يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة وهو الذي يعاني من الإهمال الطبي رغم أنه مصاب بمرض القلب. وفي سياق دعم عدالة القضية الصحراوية، دعت حركة شباب الحزب الشيوعي الفرنسي حكومة بلادها الى اتخاذ موقف واضح من احتلال المغرب للصحراء الغربية ومن انتهاكه لحقوق الانسان في هذا الاقليم المحتل. كما طالبت بدعم حق الشعب الصحراوي في تنظيم استفتاء تقرير المصير بموجب القانون الدولي. وأعربت الحركة الفرنسية، في بيان أصدرته، مؤخرا، عن "قلقها العميق إزاء الضغط الذي يمارسه المغرب على فرنسا بشأن قضية الصحراء الغربية"، مضيفة بأنه "لا يمكن أن تكون الحكومة الفرنسية رهينة ملوك المغرب". وأكدت أن رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، قد طالب فرنسا بالتخلي عن وضعها "كمراقب" في قضية الصحراء الغربية ودعم ما يسمى "خطة الحكم الذاتي" التي يقترحها المخزن، وبالتالي الاعتراف له ب "سيادته" المزعومة على الأراضي الصحراوية. وشددت حركة شباب الحزب الشيوعي الفرنسي في بيانها أيضا على ضرورة أن "تؤدي التحقيقات الأخيرة حول التجسس الكبير الذي قام به المغرب عبر برنامج "بيغاسوس" وتلك المتعلقة بفساد البرلمانيين الأوروبيين إلى عقوبات حقيقية".