توشك حملة غرس الطماطم الصناعية بولاية قالمة، للموسم الفلاحي 2022- 2023، على نهايتها، حيث بلغت المساحة المزروعة إلى غاية نهاية الأسبوع المنقضي، 1633 هكتار، ما يعادل إنتاج مليون و306 ألف قنطار من هذا المنتوج. أوضحت المكلفة بالإعلام والاتصال بمديرية المصالح الفلاحية في قالمة، سميرة حلاسي ل«المساء"، أن حملة الغرس انطلقت في منتصف شهر مارس الفارط، وقد سجلت مصالح الفلاحة بقالمة، تراجعا واضحا في المساحة المزروعة، بالنظر إلى الهدف المسطر المقدر ب1894 هكتار، وبتوقعات إنتاج تقارب مليون و537 ألف قنطار، ومعدل مردود يقارب 800 قنطار في الهكتار، مضيفة أن نوعية الطماطم الصناعية هجينة 100 بالمائة، فيما بلغ عدد الشتلات المحققة لهذا الموسم حوالي، 35 مليون و725 ألف شتلة، ما يعادل 1217 هكتار على أرض الواقع. أضافت المتحدثة، أن التغيرات المناخية وشح الأمطار التي عرفتها قالمة، خاصة أثناء حملة الغرس من مارس إلى 30 أفريل الماضيين، وتراجع منسوب مياه سد "بوهمدان" بحمام الدباغ، باعتباره الممون الرئيسي لعملية سقي المحاصيل الزراعية بالولاية، إلى 13 مليون متر مكعب من مجموع طاقة استيعابه، المقدرة ب180 مليون متر مكعب، والتي لا تكفي للشرب والسقي، ساهمت بشكل كبير في تراجع المساحة المزروعة، خاصة الطماطم الصناعية التي تحتاج إلى نشاط هيدرو- غرافي قوي بالحوض الممتد من سهل الجنوب الكبير على الحدود مع ولاية قسنطينة، إلى غاية الحدود مع ولاية سكيكدة، وإلى غاية بوشقوف في الجهة الشرقية مع ولاية سوق أهراس، معتبرة أن سقوط الأمطار الأخيرة واستمرارها، وتناوبها مع فترات الحرارة، "نعمة ونقمة" في نفس الوقت، لتسببها في كثرة الأمراض والطفيليات، رغم معاينة لجنة المتابعة لمحصول الطماطم. أشارت حلاسي في هذا الصدد، إلى أن الفلاحين في شعبة الطماطم، واجهوا العديد من المشاكل، على غرار نقص مياه السقي، بسبب شح مصادر السقي، الأمر الذي اضطر بالكثير منهم إلى التوجه إلى شعب أخرى، حيث تقلص عدد الفلاحين في شعبة الطماطم من 500 إلى 200 فلاح، فيما بلغت المساحة المسقية بالتقطير 1580 هكتار، وهو ما يعادل المساحة الكلية، ودعت المتحدثة إلى إعادة النظر في عملية سقي المحاصيل الزراعية والتزود بالمياه، باعتبار قالمة ولاية فلاحية بالدرجة الأولى، من خلال بناء سدود خاصة بالمنطقتين الشرقية والجنوبية، وإنجاز حواجز مائية. الجدير بالذكر، أن ولاية قالمة، تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطب زراعي كبير وقاعدة للصناعات الغذائية، خاصة في إنتاج الطماطم الصناعية، حيث تجاوز الإنتاج المحقق 3 ملايين قنطار في الموسم، واحتلت الولاية بذلك، المراتب الأولى وطنيا لسنوات عديدة من حيث المردود العام، نتيجة الزيادة في المساحات المسقية، وفي مساحات الغرس التي كانت مستغلة لإنتاج محاصيل أخرى، وكذا اندماج الفلاحين في هذه الشعبة، ونقص الأمراض على مستوى حقول الطماطم، بالإضافة إلى الدعم والقروض التي تمنحها الدولة للمصانع التحويلية، إلى جانب توفر البذور والأسمدة والأدوية. كما عرفت قالمة، نظاما جيدا في هذه الشعبة، خاصة مع المجهودات والتطورات في مرافقة الفلاحين فيما يخص ظروف العمل، ومراقبة المساحات المغروسة، والشتلات وحتى البذور، ناهيك عن المكننة التي تعتبر عملية متطورة جدا بتقنيات وتكنولوجيا حديثة، مع تواجد العنصر البشري للقيام بعملية فرز حبات الطماطم المصابة وغير الناضجة، علما أن الولاية، تحصي 5 وحدات للتحويل، منها 3 وحدات لمجمع "بن عمر"، ووحدة "زيمبة" ووحدة "مصبرات الجنوب". الفلاحون بين مطرقة تراجع الإنتاج وسندان رداءة النوعية.. نحو إنتاج 100 ألف قنطار من الحبوب تتوقع المصالح الفلاحية بقالمة، إنتاجا لا يتجاوز 100 ألف قنطار من الحبوب، خلال الموسم الفلاحي الجاري، وهو ما يمثل نقصا فادحا في الإنتاج مقارنة بالمواسم الماضية، حيث فاق مليونين و800 ألف قنطار، حسب ما أفادت به المكلفة بالإعلام والاتصال بمديرية الفلاحة. بلغت المساحة المزروعة بالحبوب في قالمة، برسم الموسم الفلاحي 2022-2023، حسب سميرة حلاسي، 90376 هكتار بمختلف الأنواع، منها 64825 هكتار قمح صلب، و14164 هكتار قمح لين، و10912 هكتار شعير، و405 هكتار خرطال، إلى جانب 70 هكتارا من قمح "شيلمي" الذي شُرع في زراعته خلال السنتين الأخيرتين بالمناطق الجنوبية للولاية، على غرار عين مخلوف، وعين العربي وتاملوكة. أكدت المتحدثة بالمناسبة، أن الظروف المناخية غير الملائمة للموسم الحالي، أثرت سلبا على شعبة الحبوب، باعتبارها شعبة مطرية، كما أثرت على الشعب النباتية الأخرى، حيث اجتاحت الولاية موجة جفاف، على غرار باقي ولايات الوطن، مع تهاطل الأمطار في غير وقتها في الأسابيع الأخيرة، معتبرة أن المردود ضئيل جدا، حيث قدر بأقل من 5 قناطير في الهكتار، كما أن النوعية رديئة، مع تسجيل نسبة قليلة في المساحة المسقية، قُدرت ب594 هكتار على مستوى 10 بلديات، من مجموع 34 بلدية بالولاية، وهي مساحة قليلة جدا مقارنة بالسنوات الفارطة، وقام بعملية سقيها فلاحون من مجهوداتهم الخاصة، باستعمال صهاريج المياه، من خلال المعاينة الميدانية للمساحات المزروعة. أفادت المسؤولة، بأن حملة الحصاد والدرس بقالمة كانت انطلاقتها في أواخر شهر ماي الماضي، وبداية جوان الجاري، في المناطق المبكرة في الجهة الشرقية من الولاية، على غرار بومهرة أحمد، بوشقوف ووادي فراغة وغيرها، مشيرة إلى أن هذا التأخر والنقص في المردود، أدى إلى خروج اللجنة المكلفة بالمتابعة، وتقييم موسم الحبوب ميدانيا، لمعاينة 34 بلدية تتمركز فيها مساحات الحبوب المزروعة، وتم على إثرها، تحرير تقرير مفصل عن المناطق المتضررة من الشح المائي، وتم رفع مراسلة رقم 1243، مؤرخة في 4 جوان 2023، إلى وزارة الفلاحة التي قدمت تعليمة تتضمن إحصاء والتكفل بجميع الفلاحين المتضررين، جراء نقص الأمطار خلال هذا الموسم، وتفعيل لجنة مكلفة بإحصاء الخسائر، مع تعجيل إجراء الخبرة، وتتشكل اللجنة المكلفة، من والي الولاية رئيسا، ومدير المصالح الفلاحية أو ما يمثله، ومحافظ الغابات، وممثل عن اتحاد الفلاحين، ورئيس الغرفة الفلاحية، والصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي (أمانة اللجنة) المكلف بإجراء الخبرة، لجميع الفلاحين المتضررين على مستوى الولاية. وأكدت المكلفة بالإعلام والاتصال بمديرية المصالح الفلاحية في قالمة، أن هذه العملية متواصلة، في انتظار الحصيلة الأولية للتقييم على مستوى بلديات الولاية، لتعويض الفلاحين المتضررين طبقا لشروط محددة، وحسب تطبيقة وزارة الفلاحة، فقد بلغ عدد الفلاحين في شعبة الحبوب على مستوى ولاية قالمة 6642 فلاح.