تجاوبت أول أمس، الوفود الإفريقية المشاركة في مسيرة القافلة الضخمة المعلنة للانطلاق الشعبي للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني مع الحدث، وراحت العديد من الفرق تستبق الاحتفال الفولكلوري قبل الموعد المحدد، فاختلطت إيقاعات الطبول وحركات الرقص وأهازيج المشاركين لتشُكل مزيجا متوهجا بالألوان .. مرسومة بأياد سمراء من ساحة البريد المركزي إلى باب الواد، مسيرة مكان اختزلت 40 سنة من الزمن عن أول مهرجان موسوم بالمهرجان الثقافي الإفريقي، أقيم عام 1969، وكانت الجزائر قد خرجت من حرب التحرير منتصرة وحملت شعار التحرر ومساندة العديد من الشعوب الإفريقية المضطهدة التي كانت تحت وطأة الاستعمار وقتئذ، لتعود هذه المرة لترفع من النهضة و"عودة إفريقيا" شعارا لمستقبل مشترك بين كل شعوب الاتحاد، وبالمناسبة عبرت العديد من الوفود المشاركة ل "المساء"عن الأهمية البالغة التي تكتسي الحدث وفرحتهم به. أمل الصحراء الغربية.. في اليونسكو أعرب المدير المركزي بوزارة الثقافة الصحراوية عن سعادة بلده بالمشاركة في المهرجان والقافلة الاستعراضية وأعطاها صفتين، الأولى هي مشاركة سياسية بوفد وزاري تترأسه السيدة خديجة حمدي وزيرة الثقافة الصحراوية، والثانية مشاركة ثقافية بوفد يحضر بسبع محطات ثقافية للتعريف بالقضية الصحراوية من خلال عروض مسرحية جديدة وفرق فنية عريقة في الرقص الشعبي، الصناعة التقليدية، ومجموعة من المعارض. وقال المتحدث أن العرس الإفريقي يعكس التنوع الحاصل في القارة والمهرجان بمثابة الفرصة للتبادل والتعارف الثقافي، وأضاف أنها فرصة كذلك للتعريف بالثقافة الصحراوية، وأبدى أمله وأمل الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في دخول منظمة اليونسكو بعد نهاية المهرجان، والصحراء الغربية حاضرة بقوة وتعوّل على مشاركة متميزة لإثبات وجودها على الصعيد الثقافي. ويُعد المهرجان بمثابة البوابة الثقافية التي تدخل منها الصحراء الغربية كآخر قضية استعمار في القارة الإفريقية، وإيصال صوتهم لكل الدول الإفريقية ومنها لكل العالم. الجزائر.. توحد إفريقيا ممثل الوفد المالي تحدث بنبرة مفعمة بالحماسة وقال أن مثل هذه التظاهرات يجب تشجيعها في كل أنحاء إفريقيا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، مبررا ذلك بأن الأفارقة إخوة وهناك شؤون كثيرة يتقاسمونها وهذا هو مكمن القوة، بحيث لم يسبق للأفارقة أن اجتمعوا أوكانت إفريقيا موحدة مثل اليوم. وأكد المتحدث أن مشاركة دولة المالي ستكون بهدف إبراز تنوعهم الثقافي وفسح مجال التعرف على الثقافات الإفريقية الأخرى، وحتى إبراز الثقافة الإفريقية على العموم، ليقول على إيقاع الموسيقى وطلقات البارود "هذه هي إفريقيا موسيقى وجو رائع". من جهتهم، عبر المشاركون من جزر القمر عن سعادتهم الكبيرة بالحضور إلى الجزائر بحيث سيساهمون في كل الفعاليات التي سطرها المهرجان من فنون وصناعات تقليدية، بداية من القافلة الاستعراضية وإلى غاية آخر يوم من المهرجان، واغتنم ممثل عن وفد القمريين فرصة التنويه بالاستقبال والتنظيم المحكم للدولة المضيفة، والأجواء الإفريقية الممتعة التي صنعها الجميع. مشاركة الكاميرون، تحدث عنها أحد ممثلي البالي التقليدي، وقال أنها مقسمة بين ثلاث فرق هي البالي التقليدي، الموسيقى العصرية والرقص الحديث، وشهدت استعراضهم توحيدا في زي يلبسه الرجال والنساء معروف بإحدى المناطق الكاميرونية العريقة. العربة التي سجلت المشاركة الكاميرونية رفعت شعار الرياضة ويتعلق الأمر بكرة القدم كثقافة متأصلة في هذا البلد، وعبر المتحدث عن سعادته وأمله في تأهل بلاده رفقة الجزائر إلى تصفيات كأس العالم مشيدا بقوة المنتخب الوطني الجزائري.
العودة بعد 40 سنة .. الحدث العظيم الأشقاء المصريون أبدوا بدورهم إعجابهم بالتظاهرة، ونقل محمد الشقراوي مدير فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي التابعة لوزارة الثقافة المصرية، مشاعر الفرح بالمشاركة في الحدث الذي وصفه ب"العظيم"، وقال "أتينا خصيصا للمشاركة في الاحتفالات الشعبية إلى جانب جميع الدول الإفريقية لتقاسم فرحة الجزائر". وتمنى المتحدث أن يكون المهرجان بداية لتمكين كل الشعوب الإفريقية والاتحاد يد بيد من أجل بناء مستقبل واعد لإفريقيا. ومن إثيوبيا كشفت إحدى المشاركات عن الدهشة التي انتابتها منذ دخولها الجزائر وكيف انبهرت بالبلد وحسن ضيافة أهله، ولاسيما بالاستعراض الذي قالت عنه أنه مذهل ومن الفخر أن تشارك في احتفالية ضخمة بحجم المهرجان الثقافي الإفريقي بحكم أنه الوحيد في العالم الذي مكن عددا هائلا من الفنانين والمثقفين من اللقاء في مكان وزمن واحد. واستجابت جمهورية إفريقيا الوسطى لدعوة الجزائر بكل سرور يقول أحد الممثلين عنها، وسوف تشارك بثلاث فرق تقليدية، خلال القافلة وتعد بمشاركة كبيرة خلال باقي أيام المهرجان.