خلافا لصيف انتقالات الموسم الماضي، حيث كانت ستة فرق تتصارع من أجل الظفر بأكبر عدد من الطيور النادرة، تقلصت رقعة المنافسة هذا الصيف لتشمل أربعة فرق إلى حد الآن هي مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، شبيبة القبائل ونصر حسين داي وبدرجة أقل اتحاد عنابة. وكان أول لاعب يفتح البورصة هو بلال عطفان من نصر حسين الذي وقع لموسم واحد مع العميد قبل أن يلتحق به زميله خديس ثم سنوسي (اتحاد البليدة) ودراغ (شبيبة القبائل) محمد أمين زماموش حارس مرمى اتحاد الجزائر. وباستفادتها من هذه الأسماء تكون المولودية قد كشفت عن نواياها في لعب الأدوار الأولى مثلما أكده ل"المساء" رئيس النادي الصادق عمروس الذي قال: "مازلنا بحاجة لرأس حربة حقيقي ووسط ميدان قادر على صنع اللعب لنغلق ملف الاستقدامات". وينوي البلوزداديون بدورهم مواصلة مشوار التألق الذي بدأه في الموسم المنقضي بانتزاعه كأس الجمهورية ومرتبة ثالثة مستحقة، وبدا ذلك واضحا من خلال نجاحه في ضم لاعبين يجمعون بين الخبرة والمهارة ويتعلق الأمر بكل من سفيان يونس مدلل أنصار مولودية الجزائر ويوسف صايبي هداف اتحاد الحراش وسليماني (نجم القليعة) ومباركي (اتحاد مغنية). من جهته، نشط كعادته رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي في سوق التحويلا، حيث استطاع ان يجلب ثمانية لاعبين كان آخرهم مهاجمي مولودية باتنة جمعية وهران براهم شاوش ونساخ على التوالي. إلا أن جل هذه الأسماء لم تلق الاجماع لدى أسرة الفريق التي لم تهضم الهجرة الجماعية لركائز التشكيلة ونعني بهم الحارس الدولي شاوشي الذي حط الرحال بسطيف وعبد السلام وبن سعيد اللذين اختارا أموال عيسى منادي الرجل القوي في اتحاد عنابة، ودراغ الذي رحل إلى مولودية الجزائر وأخيرا برملة الذي فضل الحمراوة. للإشارة سيكون "أبطال جرجرة " معنيين الموسم المقبل بمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية وهي المنافسة الوحيدة التي مازالت تنقص السجل الثري للشبيبة. ونفس النهج سارت به إدارة نادي "بونة" الذي استقدم أكثر من عشرة عناصر آخرها حاج واضح حارس مرمى مولودية سعيدة. أما البطل فريق وفاق سطيف فحمل مسيروه ورقة الاستقرار بإبقائه على نفس مجموعة الموسم الماضي باعتبارها الأحسن الموجودة على الساحة ويتعلق الأمر بكل من زياية، حيماني، سوقر، بوعزة، ديس، أكساس، لموشية وحاج عيسى وغيرهم من الأسماء البارزة التي أضيف إليها الحارس شاوشي مع احتمال جلب ثلاثة عناصر تنشط في أندية فرنسية من الدرجة الثانية. وفي المقابل وعلى غير العادة لم يتمكن اتحاد الجزائر الذي سجل أسوء موسم له منذ ست مواسم من مواكبة "قوانين" السوق التي لا ترحم وفضل رئيسه سعيد عليق الأسماء الأقل تكلفة مثل العمري (رائد القبة) وآيت طاهر (نجم الرغاية) وبن عيادة (مولودية وهران) وكفيفي (البرواقية). ولكن من هنا إلى غاية انتهاء عملية التحويلات، لا تزال البورصة مفتوحة للكبار فقط ولا مكان فيها للصغار الذين سيكتفون باصطياد عصافير يتمنون ان تغرد مستقبلا.