يبحث أب الفنون عن فضاء أوسع في الصحراء الغربية ليتجاوز إطار النضال السياسي وخطاب القضية إلى الأطر الفنية والنماذج الدرامية القادرة على ترجمة الإبداع والتراث الصحراوي.تشارك فرقة الصحراء الغربية "ساريو" (أي الساقية الحمراء ووادي الذهب) في مهرجان الجزائر الدولي للمسرح المنعقد في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بمسرحية "باب الفرج" للمخرج أميريك، وسيناريو السالك علال وسينوغرافيا علي أحمد وستعرض بالمسرح الوطني يوم 18 جويلية. المسرحية عبارة عن رسالة موجهة إلى الأفارقة وإلى الرأي العام العالمي،مشيرة الى أن النضال بالكلمة سوف لن يتوقف وأن الجهاد بالفن متواصل رغم وقف إطلاق النار والفنان الصحراوي فنان مقاتل يخوض معاركه على الخشبة ليوضح أن بلاده لاعلاقة لها بالمغرب وأنها تحت الاحتلال منذ 1975. المسرحية تطرح القضية منذ بدايتها وإلى يومنا هذا ؛أي منذ الاستعمار الاسباني حتى مرحلة الانتظار (وقف إطلاق النار)، بطلة العرض هي الفتاة »ساريو« التي ترمز إلى الأرض وتواجه الصراع عليها من إسبانيا وموريتانيا والمغرب. أثناء تدريبات الفرقة بالمسرح الوطني إلتقت "المساء" مع أحد أعضائها المؤسسين وهو الفنان السالك ديدو (مخرج، كاتب وممثل) وتحدث عن واقع المسرح في بلاده، بداية صنف المتحدث الفرق المسرحية إلى صنفين، الأولى فرق مسرحية تابعة للمقاتلين أي أنها كانت تقدم عروضها في جبهات القتال، وهناك فرق جهوية تابعة للولايات والمؤسسات الصحراوية الوطنية، كما ظهرت فيما بعد فرقة مركزية تابعة لوزارة الثقافة الصحراوية سميت ب"ستريا بوليزاريو". إلا أن المسرح الصحراوي - يضيف المتحدث - عرف في السنوات الأخيرة نوعا من الركود بسبب نقص الامكانيات والتمويل المادي، وهو اليوم يحاول تدارك هذا العجز والعودة بقوة من خلال الانتاج، والتنوع في تناول القضايا الاجتماعية والفلسفية والسياسية وغيرها، فعالج المسرح الصحراوي مثلا قضية اجتماعية سائدة متمثلة في الزواج التعسفي الذي طغى على العائلات لكن هذه الظاهرة زالت تماما بمجرد طرحها على خشبة المسرح، إضافة إلى تناول قضايا أخرى منها الهجرة، وتراجع القيم الاجتماعية والغزو الثقافي. أما السيد علي أحمد (من الفرقة الصحراوية) فتناول مع "المساء" موضوع التراث الصحراوي ومدى استغلاله مسرحيا وفنيا ليس فقط من خلال استعمال الخيمة واللباس التقليدي بل أيضا في إحياء التراث، وقد سبق وأن تم استغلال الأسطورة الشعبية "سريسر ذهبو" التي يحكى عنها أنها كانت فتاة فاتنة وجميلة اختطفتها إحدى القبائل وزوجتها لأحد أبنائها ورزقت من هذا الزواج بصبي وعندما علم إخوتها السبعة ذهبوا ليروها متخفيين في هذه القبيلة لكن أمرهم انكشف وسمعت أختهم أن مؤامرة قتل تحاك ضدهم، فقررت بالليل أن توخز صبيها الرضيع بالابرة كي يبكي ويسمعه أخواله عندها أخذت تغني وهي تلمح وتكشف لهم المكيدة كي ينجوامنها ومما تقوله: "أرديد دا يا أحمد سيدي انفخوا المسقي خلوه متكي أرديد دا يا أحمد سيدي هربوا هربوا والناس عدّو" وتحدث بعض أعضاء الفرقة عن العلاقة المتينة التي تجمعهم بالجزائر التي دعمت الحركة المسرحية الصحراوية ماديا ومعنويا وتخرج الكثير من المسرحيين الصحراويين من المعاهد الجزائرية، ويتذكر البعض منهم الجولة الناجحة التي قامت بها الفرقة المسرحية الصحراوية إلى الجزائر سنة 1987 والعروض التي قدمتها في العديد من الولايات. للتذكير فإن المسرح الصحراوي ينشط منذ بداية الثمانينيات وقدم الكثير من المسرحيات منها "اللبؤة تلد الديناصور"، "الأميرة"، "ليلى مع الملك" و"قبيلوجيا" وغيرها.