يشارك المخرج الجزائري محمد لطرش بفيلمه الوثائقي "زينات، الجزائر والسعادة" (إنتاج 2023، 57 دقيقة)، في مهرجان الجونة السينمائي الدولي السادس، في مصر، المتوقع أن تجري أطواره من 13 إلى 20 أكتوبر الداخل ضمن المنافسة الرسمية للتظاهرة في فئة الفيلم الوثائقي، وفقا لما تناوله المنظمون أول أمس، في ندوة صحفية؛ إذ سيكون عرضا عالميا أول. "من يتذكر محمد زينات؟". بالنسبة لمحبي السينما، فهو الممثل الوحيد الذي جسّد دور العربي في الأفلام الفرنسية خلال فترة السبعينيات لصالح صنّاع أفلام مثل كلود ليلوش وإيف بواسيه. وفي فيلمه "تحيا يا ديدو" يخترع عالما جديدا في السينما. ويظهر الشعب الجزائري كما لم يُر من قبل. وفي هذا الفيلم الوثائقي يحكي محمد الأطرش قصة "تحيا يا ديدو" وصانعه، حسب ما أورد المصدر نفسه. وسيقدَّم فيلم "زينات، الجزائر والسعادة" (2023) في عرضه العالمي الأول، أمام جمهور المهرجان ضمن منافسة الأفلام الوثائقية الطويلة، إلى جانب 11 عملا آخر. ويحكي لطرش في عمله الجديد، مسار المناضل والمخرج والممثل محمد زينات، من خلال اقتفاء أثر فيلمه الوحيد "تحيا يا ديدو" (1971)؛ فهو بمثابة تكريم لهذا المثقف الكبير الذي ارتبط اسمه بهذا العمل الأيقوني، الذي يمكن اعتباره المرآة العاكسة لشخصيته الفنية. وكان زينات تناول في فيلمه "تحيا يا ديدو"، حال القصبة غداة استرجاع السيادة الوطنية بنظرة فنية جمالية، جمعت بين الشاعرية والواقعية. وقد تميز العمل خصوصا، بمشهد صديق المخرج الشاعر حيمود براهيمي المعروف ب "مومو"، الذي خاطب المدينة انطلاقا من البحر؛ في حوارية شاعرية لاتزال الأجيال تحفظ أبياتها. وزينات (1932- 1995) من بين أهم المخرجين في تاريخ السينما الجزائرية، ومن صنّاع مجدها؛ حيث كانت بداياته مع التمثيل المسرحي قبل أن يشتغل كمساعد مخرج مع إينيو لورانزيني في فيلم "أيادي طليقة" (1964)، وجيلو بونتيكورفو في "معركة الجزائر" (1966). وانتقل بعدها زينات إلى التمثيل؛ حيث عمل كممثل في أفلام عديدة، بينها "مونوغابي" (1968)، و«القندول" (1970)، وهو من الممثلين القلائل الذين جسّدوا دور الإنسان "العربي" في الأفلام الفرنسية خلال فترة السبعينيات. وسبق للمخرج وكاتب السيناريو محمد لطرش، وهو من مواليد 1973 بسيدي بلعباس، تقديم عدة أعمال سينمائية؛ على غرار الفيلمين الوثائقيين "بوجمعة ودار السينما" (2019)، و«البحث عن الأمير عبد القادر" (2004)، وكذا الفيلم الروائي القصير "شائعة .. إلخ" (2003). ويهدف مهرجان الجونة السينمائي الدولي الذي تأسس في 2017 بمدينة الغردقة (شرق مصر)، إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما. كما يسعى لخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال السينما، وضمان تواصل بين صنّاع الفن السابع من المنطقة بنظرائهم الدوليين؛ من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي، وفقا للمنظمين.