جرت الانتخابات الرئاسية الموريتانية أمس وسط أجواء من الهدوء إلا من انتقادات بوجود عمليات تزوير لصالح رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز. وذهبت كل التوقعات إلى تأكيد الحظوظ المتزايدة لرئيس المجلس العسكري الذي قاد انقلاب السادس أوت الماضي ضد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله للفوز بمقعد الرئاسة رغم المنافسة الكبيرة لمنافسيه المباشرين رئيس المجلس العسكري الاسبق 2005 2007 علي ولد محمد فال وزعيم المعارضة احمد ولد داده بالإضافة إلى محمود ولد بلخير مرشح الجبهة المعارضة للانقلاب والتي دخلت في قبضة حديدية مع ولد عبد العزيز رافضة الأمر الواقع الذي أراد أن يفرضه بعد نجاح انقلابه عليها. وفي أول ردود فعل حول سير العملية الانتخابية ونزاهتها ندد علي ولد محمد فال أمس بما أسماه بعملية تزوير واسعة عرفتها العملية الانتخابية. وأضاف فال للصحافيين أن عملية تزوير واسعة شهدتها العملية الانتخابية في العاصمة نواقشوط والعديد من المدن الأخرى في البلاد لصالح رئيس المجلس العسكري وقال انه سيحيط الملاحظين الدوليين الذين حضروا لمراقبة الانتخابات علما بكل تلك التجاوزات. وقال فال بوجود عملية واسعة لشراء الذمم وأوراق الناخبين من خلال إخضاعهم لضغط كبير من سلطة المال لدفعهم إلى التصويت لصالح هذا المرشح أو ذاك واصفا ذلك بالأمر الخطير جدا. وصوت قرابة 1,3 مليون ناخب موريتاني أمس لصالح المترشحين التسعة الذين دخلوا سباق الوصول إلى كرسي الرئاسة في نواقشوط بعد قرابة عام عن الانقلاب الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز والذي أطاح بنظام الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله. وأكد ولد عبد العزيز أمس بلغة الواثق من نفسه انه متيقن من فوزه منذ الدور الاول لهذه الانتخابات قاطعا بذلك كل امل للمترشحين الآخرين بإمكانية التوجه إلى الدور الثاني والذي سيمكنهم من فتح الباب أمام تحالفات جديدة بين مختلف العائلات السياسية القريبة من بعضها البعض بهدف سد الطريق أمام هذا الأخير. وقال محمد ولد عبد العزيز أنا متأكد من الفوز منذ الدور الأول وسيكون ذلك بمثابة انتصار لموريتانيا ولكل الشعب الموريتاني وانتصار لنقل البلاد إلى عهد أكثر رفاها يليق باستقلالها. وهي القناعة التي أكد عليها أيضا مرشح تحالف المعارضة الديمقراطي أحمد ولد داده واحد أقدم المعارضين لأنظمة الحكم في موريتانيا والذي لا يفوت فرصة إلا وأكد خلالها قناعته بالفوز هذه المرة بكرسي رئاسة البلاد. وقال مرشح الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المشكلة من الأحزاب التي وقفت في وجه انقلاب أوت الماضي مسعود ولد بلخير بعد أن أدى واجبه الانتخابي أنه يأمل في أن تسمح هذه الانتخابات بطي صفحة الانقلاب وتخطو خطوة على طريق الديمقراطية والنظام الجمهوري الذي يبعد الأحكام العرفية والعسكر عن الساحة السياسية" مبديا أمله في حسم الأمور منذ الدور الأول وعدم التوجه إلى دور ثان. وهو الاحتمال الذي استبعده عدد من المتتبعين للشأن السياسي الموريتاني واعتمادا أيضا على عدد المترشحين وأكدوا أن الذهاب إلى الدور الثاني في الفاتح من الشهر القادم يبقى واردا جدا. وأدى الناخبون الموريتانيون طيلة نهار أمس واجبهم الانتخابي في 2500 مكتب تصويت في عملية لم تنته إلا في حدود الساعة الثامنة ليلا وهو ما يجعل عملية الفرز تأخذ بعض الوقت بسبب شساعة الإقليم الموريتاني بالإضافة إلى فرز أصوات الجالية الموريتانية في الخارج والتي تشارك لأول مرة في مثل هذه الانتخابات. وتنقل الناخبون الموريتانيون منذ الساعات الأولى لفتح مكاتب التصويت في ارتال واحدة خاصة بالرجال وأخرى بالنساء في ارتال طويلة لانتخاب مرشحيهم لإنهاء حالة انسداد سياسي أدخل موريتانيا في دوامة فراغ دستوري جعلها تقع حتى طائلة عقوبات اقتصادية دولية وفي شبه حصار دبلوماسي مشدد. واضطر الانقلابيون في نهاية المطاف بقبول مساعي دولية سعى من خلالها وسطاء الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة إلى التوصل إلى حل وسط بين طرفي المعادلة السياسية الموريتانية انتهت إلى اتفاق العاصمة السنيغالية داكار في الرابع من الشهر الماضي والذي حدد يوم أمس لإجراء هذا الموعد الانتخابي الهام. وإلى غاية مساء أمس لم تسجل أية أحداث عكرت أجواء العملية الانتخابية التي تمت دون أية قلاقل تذكر. باستثناء عملية اعتقال أقدمت عليها قوات الأمن ليلة الجمعة إلى السبت ضد مسلحين اثنين بعد عملية إطلاق نار في احد أحياء العاصمة نواقشوط. وقالت مصادر أمنية موريتانية أن المسلحين اللذين تم اعتقالهما بعد إصابتهما بجروح في الاشتباك يكونان ضمن الخلية الإرهابية التي تورط عناصرها في اغتيال رعية أمريكية قبل أسبوعين.