كشف رئيس الاتحادية الجزائرية للتجديف و الكانوي كياك السيد سمير أقوجيل في هذا الحوار عن الخطوط العريضة للبرنامج الذي أتى به من أجل النهوض بهذا التخصص الرياضي البحري الذي تراجع مستواه في السنوات الأخيرة، حيث أكد أنه سيمنح الأولوية التامة للتكوين القاعدي و تدعيم الرابطات بشريا و ماديا. - بداية، ما هي أهم النقاط التي ركزتم عليها في برنامج عملكم؟ * من الصعب تخطيط برنامج عمل، لكن الأصعب منه تجسيده على أرض الواقع، والحمد لله لم يفت على رئاستي للاتحادية سوى ستة أشهر و بدأت ملامح استراتيجيتنا تعطي ثمارها رغم أننا واجهنا بعض المشاكل كانت ستعيق السير الحسن لعملنا. و بشأن البرنامج، فانه يحتوي على أربعة محاور أساسية بدءا بتكوين القاعدة، المدربين و الحكام كونهم يساهمون مساهمة فعالة في ترقية هذه اللعبة، مرورا إلى ادراج هذا النشاط الرياضي في السلك العسكري، الأمن الوطني والمدرسة لجلب اكبر عدد من الممارسين وصولا إلى إنشاء رابطات ولائية جديدة بغية توسيع رقعة الممارسة. كما أولي أهمية بالغة لاستغلال خبرة الإطارات و أبطال الجزائر القدامى، في التكوين القاعدي. ووجهنا في هذا الخصوص رسالة الى مختلف الرابطات لانشاء مدارس تهتم بإعداد الرياضيين المبتدئين الذين يحتاجون إلى برنامج تكويني مكثف من حيث التأطير واستعمال الوسائل البيداغوجية. - مثل ما هو معلوم، الاتحادية المنقضية ولايتها، أجرت تعديلات على نظام المنافسة، فهل ستحتفظون بهذه الصيغة أم تنوون تغييرها؟ * من المهم جدا إعادة النظر في صيغة المنافسة وهذا لا يعني أنني أنتقد نظام المنافسة السابق وإنما أسعى إلى إعطاء فرصة لكل الأندية لاسيما حديثة التكوين للمشاركة في كل المواعيد الوطنية التي تسمح ببروز فرق جديدة يمكنها منافسة النوادي التي احتكرت الألقاب لسنوات عديدة. - وماذا عن المنتخبات الوطنية؟ * سطرنا برنامجا ثريا يمكن التشكيلات الوطنية من مواصلة تحضيراتها بوتيرة أحسن و في ظروف جيدة، وذلك تحسبا للمواعيد الرسمية المقبلة، حيث نود عدم تضييع الوقت لتدارك فترة الفراغ التي جسدها غياب الفرق عن المنافسات الدولية. فالمنتخب الوطني للكانوي كياك للأواسط المتكون من الثنائي العدوي محمد أندري وبلال سماح يتواجد حاليا في تجمع دولي ببوخاريست الذي يحضره المصنفون في المراتب الأولى عالميا وهم 60 رياضيا يمثلون 20 دولة و يستمر إلى غاية 28 جويلية الجاري. و تعد محطة العاصمة الرومانية، مناسبة تحضيرية هامة لمحمد أندري المعني بالبطولة العالمية المقررة بموسكو العاصمة الروسية من 28 جويلية إلى 3 أوت و البطولة العالمية لفئة الأواسط والأكابر المنتظر إجراءها بكندا من 9 إلى 17 أوت. وفيما يخص التجديف، فتشكيلة الأواسط تتواجد حاليا في تربص مغلق بسد بوكردان - تيبازة، تحت إشراف المدرب الروماني دان توما والذي يستمر إلى غاية الفاتح من شهر أوت المقبل استعدادا للبطولة العالمية المقررة بمدينة بريف الفرنسية من 2 إلى 9 أوت المقبل. - كيف تقيّمون مستوى التجديف و الكانوي كياك؟ * مستوى هذه الرياضة لم يشهد أي تطور، وحسب ظني أن العامل الأساسي الذي كان وراء ذلك هو تجاهل الاتحادية - فيما سبق - أهمية عمل الرابطات التي كانت مهمشة إلى جانب قلة المنافسات. و منذ تولينا رئاسة الاتحادية برمجنا منافستين هما البطولة الوطنية لأرقومتر (التجديف داخل القاعة) في27 مارس الفارط والبطولة وكأس الجزائر للتجديف و الكانوي كياك اللتين أجريتا في 5 جويلية الفارط بسد بوكردان، انطلاقا من هذين الموعدين لاحظنا ان مستوى اللاعبين بما فيهم العناصر الوطنية لا يتعدى المتوسط.. - هل تعتقدون بأن الإنجازات المحققة خاصة تلك المتعلقة بالمنشآت، كانت في مستوى تطلعات الرياضيين؟ * الحمد لله، في السنتين الأخيرتين شهدنا انجاز عدد من المرافق الرياضية في مختلف انحاء الوطن وخير مثال على ذلك المركز الوطني للتجديف بسد بوكردان - تيبازة، وهناك مشروع قيد الانجاز بسد جرف التربة بولاية بشار، والأكيد ان هذه الإنجازات ستساعد المنتخبات الوطنية في القيام بتحضيراتها في مختلف جهات الوطن وفي ظروف جيدة إلى جانب توسيع رقعة الممارسة الرياضية في المناطق الصحراوية. - وماذا عن الوسائل البيداغوجية والدعم المادي * الوسائل البيداغوجية تبقى ناقصة خاصة تلك المتعلقة باختصاص الكانوي كياك والعتاد المستعمل حاليا هو هبة من الاتحاد الدولي للعبة وتم بمناسبة احتضان الجزائر الألعاب الإفريقية الأخيرة. و يبقى دعم الهيئة الدولية متواصلا و الدليل على ذلك تواجد الخبير الدولي التونسي زكريا المحموي المكلف بتطوير هذه اللعبة بإفريقيا والبلدان العربية حاليا بالجزائر، حيث يقدم دروسا نظرية وإرشادات فنية ضرورية بحجم ساعي يقدر ست ساعات في اليوم وذلك لبعث نشاط "كانوي كياك" في الحقل الرياضي الجزائري، خصوصا وأن تمثيله غير موجود في الوقت الراهن على مستوى الفرق الوطنية الشابة.. - ألا تعتقدون أن المشاكل المالية التي كثيرا ما عانت منها اتحاديتكم على غرار اتحاديات أخرى، ستحول دون تطبيق برنامجكم بالكيفية التي ترغبون فيها؟ * بكل روح رياضية وبدون توجيه أصبع الاتهام إلى أي شخص، اعترف أننا لا نحسن استغلال الأموال التي تقدمها لنا الوصاية، وأصبح الدعم المادي الذي يقدم بهدف التطوير والتكوين يستغل بكيفية عقلانية وأؤكد شخصيا في هذا الشأن أن الوزارة قدمت لنا ميزانية جد معتبرة حيث وضعت نصب أعينها البرنامج المسطر من طرف كل فيدرالية الذي تظهر نتائجه في المشاركات الدولية سواء الرسمية منها أو الودية ولكن تبقى النقطة السوداء التي تعاني منها كافة الاتحاديات هي غياب مصادر تمويل أخرى. - هل أنتم متفائلون بإمكانية الارتقاء بهذا التخصص الرياضي؟ * من دون شك، نسعى إلى إعطاء صورة مشرفة لهذه الرياضة التي أحبها كثيرا، وحلمي أن تصبح في يوم ما لها كلمتها في الحقل الرياضي الوطني والدولي. ونحتاج في مهمتنا هذه إلى دعم الإعلام، كونه يساهم مساهمة فعالة في التعريف بهذه الرياضة وبالتالي التحفيز على ممارستها. - هل من كلمة تريدون إضافتها؟ * سأعمل جاهدا على استثمار خبرتي التي تتجاوز ال 20 سنة كلاعب و كفاءتي التقنية كمدرب لنادي ساحل نوتيك و جامعة هواري بومدين إلى جانب معرفتي الإدارية كرئيس نادي ميناء الجزائر وذلك من أجل الدفع برياضة التجديف و الكانوي كياك إلى الأمام.