أكدت افتتاحية مجلة الجيش، في عددها الأخير أن ثورة نوفمبر المجيدة التي نستحضر مآثرها بمناسبة الذكرى ال69 لاندلاعها، غيّرت مجرى التاريخ كونها قضت على أسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر، بفضل إيمان الشعب الجزائري وعزيمته وإصراره على دحر المحتل والانعتاق من أغلال العبودية، مبرزة بأنه من وحي القيم النبيلة التي قامت عليها هذه الثورة المجيدة ترسخت مواقف الجزائر الداعمة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، مثلما هو الحال بالنسبة للشعبين الشقيقين الصحراوي والفلسطيني واستهلت مجلة "الجيش" افتتاحيتها بالتذكير بأنه "حينما قرر ثلّة من خيرة شباب الجزائر تفجير ثورة التحرير لم يضعوا في حسبانهم أنها ستترك أثرا بالغا في الضمير العالمي، وستصنّف لاحقا كواحدة من أعظم ثورات القرن العشرين، بل أعظمها على الإطلاق"، مشيرة إلى أن مراد هؤلاء الشباب كان "دحر احتلال استيطاني بغيض جثم على قلب الوطن وعلى صدور الجزائريين أكثر من 130 سنة". واعتبرت أن عظمة الثورة التحريرية المظفرة لا تكمن فقط في التفاف الشعب الجزائري حولها وإنجاز جيش التحرير لأعمال بطولية أبهرت العالم، بل أيضا في اتفاق الجميع من مؤرخين وساسة وملاحظين وشعوب المعمورة، أنها غيّرت مجرى التاريخ.. "كيف لا وقد قضت على أسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر..". ولفتت الافتتاحية إلى أنه "من وحي القيم النبيلة التي قامت عليها ثورتنا المجيدة، ترسخت مواقف بلادنا المساندة والداعمة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، والتي تناضل وتكافح لأجل تقرير مصيرها وحقها المشروع في التمتع بالاستقلال على أراضيها مثلما هو الحال بالنسبة للشعبين الشقيقين الصحراوي والفلسطيني"، مؤكدة بأن القضية الفلسطينية إحدى القضايا المركزية للجزائر قيادة وشعبا، ذلك أن المؤشرات والوقائع تؤكد أن الاحتلال الصهيوني خطط لتصفيتها، وهو ما تعكسه حرب الإبادة الجماعية الوحشية التي يشنها على المدنيين الفلسطينيين، لاسيما الأطفال والنساء في انتهاك صارخ وسافر للأعراف والمواثيق الدولية". واستنكرت الإفتتاحية جرائم الحرب الشنيعة ضد الإنسانية التي يقترفها الكيان الصهيوني، في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي، بسبب بعض المواقف الدولية المشينة التي تجانب الحقائق الماثلة وترفض إنصاف الشعب الفلسطيني، وفي ظل إعلام غربي منحاز يتعاطى بازدواجية المعايير". وجددت "الجيش" التأكيد على أن الجزائر التي تعد أول دولة في العالم تعترف بالدولة الفلسطينية، حينما أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قيامها من الجزائر في 15 نوفمبر 1988 "لا تزال ثابتة على موقفها المستمد من مبادئ ثورتها المظفرة الداعم لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة.."، معتبرة "الموقف المشرّف جدا لبلادنا بخصوص القضية الفلسطينية، نابع من قناعة راسخة مفادها أنه لا سلام دائم في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية". كما نوّهت الافتتاحية إلى موقف الشعب الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية والذي عبّر عنه في مسيرات حاشدة عبر كل المدن، ليثبت أنها ستظل قضية الجزائر، وأن موقف الجزائر سيبقى ثابتا حتى افتكاك الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، وخلصت الجيش، إلى أن وقوف الجزائر مع فلسطين هو وقوف مع الحق ضد التجبر والاضطهاد وسلب الحقوق الوطنية لشعب لم يطلب شيئا سوى العيش بسلام على أرضه.