❊ المرونة في التفاوض يقابلها استعداد حماس للدفاع عن الفلسطينيين دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اسماعيل هنية، أمس، الأمة العربية والإسلامية ودول الطوق بأن يبادروا إلى كسر مؤامرة التجويع عن الشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة. جاء ذلك في خطاب ألقاه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بمناسبة فعالية مؤتمر مؤسسة القدس الدولية المنعقد بالعاصمة اللبنانية بيروت، شكر من خلاله كل مبادرة لإغاثة سكان غزة لكنه أكد في نفس الوقت على ضرورة الوصول إلى جسور مساعدات مستدامة وناجعة ومؤثرة تنهي معاناتهم.وبينما أكد أن "ما عجز عنه الاحتلال والولايات المتحدة عن فرضه في الميدان، لن يأخذوه بمكائد السياسة"، شدّد هنية على أن المقاومة "ستبقى أمينة على التضحيات وحريصة على مراكمة نتائجها"، كما أوضح أن أي مرونة تبديها "حماس" في التفاوض حرصا على دماء الشعب الفلسطيني ولوضع حدّ لآلامه الكبيرة وتضحياته الجسام في حرب الإبادة الوحشية ضده، يوازيها استعداد للدفاع عن هذا الشعب. وقال في هذا السياق بأن "المقاومة الفلسطينية تجابه المحتل اليوم بأشد المعارك ضراوة وهي تقاتل بأنبل وأسمى ما عرفه التاريخ من مآثر الثبات على الحق والتحدي والقتال في أحلك ظروف اختلال موازين القوى". كما حذّر هنية من أن "التهديد بارتكاب مجازر جديدة في رفح، يجدّد التأكيد على طبيعة هذا العدو بجيشه النازي الذي يمثل أحد أحط الجيوش النظامية التي عرفتها البشرية في تاريخها حين يعلن المجازر وقتل المدنيين استراتيجية للحرب". من جهة أخرى وجه رئيس المكتب السياسي ل"حماس" نداء إلى سكان القدس والضفة الغربية والداخل المحتل لأن يشدوا الرحال إلى الأقصى منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك للصلاة فيها والاعتكاف والقيام ويكسروا الحاصر عنه، مؤكدا بأن حصار الأقصى وحصار غزة حصار واحدة وأن التحاق كل مكوّنات الشعب الفلسطيني بهذه المعركة يكسر حصار الأقصى ويكسر الاستفراد بغزة.وذكر بأن المقاومة دخلت معركة "طوفان الأقصى" من موقع كان المحتل يستعد فيه للحسم وتصفية قضية فلسطين، موضحا بأن القدس كانت عنوان انطلاق محاولة التصفية باعتراف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بها عاصمة متوهمة للكيان الصهيوني، حيث وضع تيار الصهيونية الدينية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عنوانا لمحاولة التصفية متوهما أن إنهاء المقدسات هو البوابة لإنهاء كل وجود عربي وإسلامي على أرض فلسطين. وقال إن المسجد الاقصى تحوّل إلى عنوان لاستنزاف الاحتلال في هبات القدس ومعاركها المتتالية وأصبح عنوانا للملحمة الكبرى التي تشهدها فلسطين منذ احتلالها. وهو ما جعله يؤكد أن المحتل يتوهم اليوم أن بإمكانه أن يفرغ معركة "طوفان الأقصى" من معناها بالمزيد من التغوّل على الأقصى، وهو بذلك يؤسّس من جديد لمعارك قادمة يكون الأقصى عنوانها.