❊ قيمة انجاز المركّب 1.05 مليار دولار ويسمح بوقف استيراد المادة الخام ❊ تثمين موارد المحروقات لإنتاج حاجيات البلاد ودعم الصناعة البتروكيماوية ❊ نحو إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة لتصنيع المنظّفات وخلق آلاف مناصب الشغل أكد الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك، رشيد حشيشي، أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن العقد الذي وقّعته سوناطراك مع شركة "تكنيمونت" الإيطالية لإنجاز مركّب بتروكيماوي لإنتاج "ألكيل البنزين الخطي" سيسمح للجزائر، فور دخول هذا المصنع حيز الإنتاج، بالتوقف عن استيراد هذه المادة الخام المستخدمة في صناعة مختلف المنظّفات، مبرزا تأثيرها الكبير على خلق مناصب العمل والاقتصاد الوطني. أوضح حشيشي، خلال ندوة صحفية على هامش حفل توقيع هذا العقد الذي جرى بمقر مجمّع سوناطراك، تحت إشراف وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، بحضور سفير جمهورية إيطاليا لدى الجزائر، ألبيرتو كوتيلو، وإطارات سامية من الشركة الوطنية للمحروقات والشركة الإيطالية ذات الأسهم، أنه "فور دخول مشروع هذا المركّب البتروكيميائي حيز الإنتاج سنة 2027، لن تحتاج الجزائر إلى استيراد هذه المادة الأولية المستعملة في صناعة مختلف المنظّفات"، وأضاف بأنهم "سوف يضمنون تلبية احتياجات السوق الوطنية ونتمكن من التصدير"، مشيرا إلى أن "هذا المشروع يندرج في إطار سياسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامية إلى تثمين موارد المحروقات من أجل إنتاج حاجيات البلاد وتجنب الواردات وتعزيز الصناعة البتروكيماوية الجزائرية". وقال ذات المسؤول، "نحن سعداء جدا بهذا العقد وسنتابعه بصرامة كبيرة لتنفيذه في الآجال المحددة في ظل احترام الميزانية والجودة"، وأشار إلى أن هذا المشروع سيساهم في إنشاء العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة لتصنيع المنظّفات ومنتجات التنظيف وآلاف مناصب العمل خلال وبعد إنجاز المجمّع". وأوضح المتحدث، أن إنجاز المجمّع المستقبلي المسند للشركة ذات أسهم "تيكنيمونت" بصيغة هندسة وإمداد وبناء تبلغ مدته 44 شهرا بتكلفة إجمالية تعادل 1.05 مليار دولار أمريكي، منها 32 بالمائة بالدينار الجزائري، وتابع أن المجمّع ستبلغ قدرة إنتاجه السنوية 100 ألف طن، مما يتيح إنتاج مادة مضافة تستخدم في صناعة المنظّفات والمنظّفات الصناعية محليا والتي تستورد حتى الآن، معتبرا أن هذا الاستثمار الهام سيساهم في تثمين أفضل للمنتجات البترولية "الكيروسين والبنزين" المتوفرة على مستوى مصفاة "RA1K" في سكيكدة، بالإضافة إلى إعطاء دفعة جديدة لصناعة المنظّفات ومشتقاتها في الجزائر. وأشار الرئيس المدير العام لسوناطراك، إلى أن المجمّع اختار لتنفيذ هذا المشروع تكنولوجية تسمح بإنتاج مادة "LAB" قابلة للتحلل الحيوي، وأكد "إرادة المجموعة في ترقية التنمية الصناعية المستدامة"، مفيدا بأن إطلاق هذا المشروع البتروكيماوي الجديد يعزّز موقع سوناطراك "في دورها كقاطرة للاقتصاد الوطني ورائدة في التنمية المستدامة للبلاد في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية". ومن جانبه أكد الرئيس المدير العام لمجمّع "مير تيكنيمونت" أليساندرو بيرينيني، أن هذا المشروع سيعزّز التعاون بين إيطالياوالجزائر، حيث وصفه بالمشروع "بالغ الأهمية" والذي يثبت "التنافسية العالية وإمكانات مجمّعه في هذا الميدان". وبدوره المدير العام بالنيابة للبنك الوطني الجزائري، دين بن عبدي، أكد على أهمية التعاون بين سوناطراك والبنك الوطني الجزائري، الذي سيمول انجاز هذا المشروع بنسبة 65 بالمئة، وأوضح أن هذا التمويل يندرج ضمن مرافقة الشركات العمومية والخاصة في إطار الاستراتيجية المسطرة من طرف البنك، وقال إن "هذا ثالث تمويل يمنح لسوناطراك ونحن مستعدون للمساهمة في انجاز مشاريع استراتيجية أخرى للمجمّع".