لا تزال أسواق ولاية البليدة، تشهد إقبالا كبيرا من العائلات لاقتناء مختلف مستلزمات الشهر الفضيل، فبعد الحركة الكبيرة التي مسّت محلات بيع الأواني المنزلية ومستلزمات المطبخ، انتقل الإقبال إلى ملابس العيد ومستلزمات الحلويات، حيث لم يقتصر توافد العائلات على المحلات في النهار فقط بل امتدّ إلى الليل، بعدما شرعت العديد من المحلات التجارية في عرض سلعها ليلا والترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال عرض الجديد ومواعيد العمل وحتى التخفيضات لاستقطاب الزبائن. توجّه اهتمام العائلات الجزائرية، مع بدء العدّ التنازلي للشهر الفضيل إلى التفكير في اقتناء ما يلزم من أجل تحضير الحلويات استقبالا للعيد، حيث تعرف أسواق بيع مستلزمات الحلويات توافدا كبيرا عليها، مع تسجيل الارتفاع المسجّل في أسعار بعض المواد، خاصة ما تعلّق منها بالمكسرات، ففي الوقت الذي شهدت فيه أسعار مستلزمات تحضير مختلف الأطباق الرمضانية استقرارا، شعر المواطنون بارتفاع أسعار المواد المستخدمة لتحضير حلويات العيد، الأمر الذي دفع البعض إلى الاستنجاد بالأسواق التضامنية التي توفّر السلع اللازمة بأسعار جدّ معقولة، خاصة التي يكثر عليها الطلب مثل الفرينة، المعجون، العسل والزبدة، وأكّدت إحدى المواطنات ل"المساء" أنّها شرعت في شراء ما تحتاج إليه لتحضير حلويات عيد الفطر، منذ انقضاء النصف الأوّل من رمضان، مشيرة إلى أنّ الغلاء المسجّل في بعض المواد، جعلها تضبط القائمة، حيث تعتزم تجهيز نوعين من الحلويات فقط، بالنظر إلى النفقات الكثيرة وضعف قدرتها الشرائية، وأوضحت أنّها تميل لتحضير الحلويات التقليدية الاقتصادية مثل المقروط والتشاراك. من جهتها، أوضحت خمسينية، أنّ تحضير الحلويات، تقليد لابدّ منه، لأنّه يعبّر عن فرحة استقبال العيد ويعتبر مظهرا من مظاهره، مثله مثل شراء الملابس، وبالتالي لا مجال مطلقا للاستغناء عنها. واختارت "مريم. ي" (موظّفة) أن تحجز الطلب الخاص بحلويات العيد بالنظر إلى ضيق وقتها لكونها عاملة، قائلة "مواقع التواصل الاجتماعي تقدّم عروضا مغرية لتجهيز الحلويات وبعملية حسابية بسيطة أعتقد أنّ الإقدام على هذه الخطوة يمكنني على الأقل من الحصول على بعض الراحة والتفرّغ للاهتمام بنفسي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وحجز موعد لدى الحلاقة"، مشيرة إلى أنّها دفعت مبلغ 5 آلاف دينار لتجهيز بعض الأنواع التي ينتظر أن تستلمها عشية العيد. ..للمنازل نصيب من التجهيز وإذا كانت محلات بيع مستلزمات تحضير الحلويات، تعرف إقبالا كبيرا، فإنّ المحلات التجارية التي تبيع الأفرشة، تعرف هي الأخرى توافدا عليها بشهادة التجار، حيث كشف عمي بوعلام (مختص في بيع الأفرشة بالعفرون) عن أنّ عملية البيع تعرف في الأيام الأخيرة من شهر رمضان انتعاشا، مرجعه رغبة النساء في تجديد بعض الأفرشة لاستقبال الضيوف، حيث يكثر الطلب عادة على بعض أنواع الزرابي بأحجام مختلفة وكذا ستائر النوافذ وأغطية الطاولات، إلى جانب تسجيل طلب على بعض أنواع الأطقم التي تزيّن بها صواني تقديم الحلويات، لافتا في السياق إلى أنّ سوق الأفرشة لم يعرف ارتفاعا، وهو ما جاء على لسان تاجر آخر لبيع الأفرشة، إذ أكّد تلقيه الكثير من الطلبيات لخياطة "الشورة" لافتا إلى حرص بعض ربات البيوت على اختيار حلة للمنزل تناسب العيد. رغم الغلاء.. طوابير لاقتناء ملابس العيد محلات بيع ملابس العيد أيضا حازت على حصة الأسد، سواء للأطفال أو البالغين، ورغم أنّ العديد من العائلات سبق لها وأن اشترت ملابس العيد قبل حلول شهر رمضان، إلاّ أنّ المتجوّل في شوارع ولاية البليدة، يقف على التوافد الكبير للعائلات على محلات بيع الملابس في الليل والنهار ومن داخل الولاية وخارجها. ولعلّ من بين المحطات التي ذاع صيتها، واختصّت في بيع ملابس الأطفال بالبليدة، بلدية أولاد يعيش، التي تصبح الحركة فيها جدّ صعبة مع اقتراب عيد الفطر، بالنظر إلى التدفّق غير المسبوق عليها من العائلات، ورغم الارتفاع المسجّل في أسعار الملابس، إلاّ أنّ التوافد كبير، حسب ما جاء على لسان صاحب محل لبيع ملابس الأطفال، إذ أكّد في معرض حديثه أنّهم شرعوا بعد انقضاء النصف الأوّل من شهر رمضان في فتح محلاتهم ليلا لاستقبال المواطنين، حيث يعرف المحل توافدا في النهار والليل، الأمر الذي يضطرهم إلى فتح أبواب المحل قبل صلاة التراويح، خاصة وأنّ بعض العائلات تأتي من خارج ولاية البليدة من تيبازة أو المدية، مشيرا الى أنّ الأسعار تظلّ تنافسية، ففي الوقت الذي تصل فيه بعض القطع إلى أكثر من مليون سنتيم، هناك قطع أخرى لا تتعدى سعر 5 آلاف دينار، مرجعا ذلك إلى النوعية التي تلعب دورا في تحديد السعر. وببلدية العفرون، المعروفة عنها أيضا استثمار تجارها في نشاط بيع ملابس الأطفال، أكّد بعض التجار أنّ عملية بيع ملابس الأطفال عرفت نوعا من الاستقرار في الأيام الأولى من شهر رمضان، لكن بعد انقضاء النصف الأوّل، توافدت العائلات على المحلات، بحثا عما يناسب أبناءها، حيث عاد نشاط بيع ملابس الأطفال إلى الانتعاش، رغم تسجيل نوع من الارتفاع في بعض القطع المستوردة، وفاقت بعض القطع المليون سنتيم بما في ذلك الأحذية هي تباينت أسعارها هي الأخرى بين 5 ألاف دينار إلى 10 آلاف دينار، حسب النوعية والعلامة، معلّقا بالقول إنّ بعض العائلات اضطرت لاقتناء ملابس العيد بالتقسيط وهي الخدمة التي قدّمها المحل لدعم بعض الفئات الهشّة. ما استوقف "المساء" خلال الجولة التي قادتها إلى مختلف أسواق بيع ملابس العيد التواجد المكثف للأطفال، لكون شهر رمضان تزامن والعطلة الربيعية، الأمر الذي جعل عملية الشراء جدّ معقّدة أمام الطلبات المتزايدة ومزاجية بعض الأطفال الذين أصبح لديهم رأي في اختيار ملابس العيد.