أجمع العديد من الموالين ومربي الأغنام والعارفين بخبايا أسواق الماشية، على تأرجح أسعار المواشي وعدم استقرارها في الوقت الراهن عبر الأسواق الاسبوعية بين الارتفاع والانخفاض، وهذا بسبب عزوف "القصابات" عن شرائها واقتناء اللحوم المستوردة الطازجة الأكثر طلبا من المستهلكين، والتي تُعرض بأسعار معقولة. كما أربك انتشار إشاعة استيراد أغنام حية من رومانيا، "السماسرة" الذين أجلوا الشراء رغم أن الشركة الجزائرية للحوم الحمراء "ألفيار"، فنّدت الخبر في بيان لها. تشهد أسعار المواشي في الوقت الراهن، تذبذبا في الأسعار؛ الأمر الذي لن يدوم طويلا، حسب المختصين والعارفين بخبايا السوق؛ ففترة شهرين تقريبا قبل حلول عيد الأضحى، كفيلة بتغيير المعطيات، حسبما أكدوا ل "المساء". دعوة للقضاء على "مافيا" أسواق الغنم أكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي المواشي، حاج حيمود مصطفى، ل "المساء"، أن أسعار المواشي غير مستقرة في الوقت الحالي، وقابلة للارتفاع في الأيام القادمة، داعيا السلطات العليا للبلاد، إلى التدخل لدعم مربي الماشية بالأعلاف في ظل غلاء المواد العلفية، وندرة بعضها على غرار مادة "الشعير"، موضحا أن هناك "سماسرة" يتلاعبون بالمهنة لاستغلال المناسبات الدينية لتحقيق هوامش ربح خيالية على حساب جيب المواطن البسيط، وعلى حساب تعب الموال طيلة سنة كاملة. وأوضح حاج حيمود أن أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي، تعود إلى الجفاف وغلاء الأعلاف؛ لأن سعر مادتي الشعير والنخالة بلغ، حسبه، في السوق السوداء، أزيد من 7000 دج للقنطار الواحد، داعيا إلى إعداد برنامج استعجالي من قبل الدولة، للحفاظ على هذه الثروة الحيوانية، بالعمل والتنسيق مع الموال والمربي، مؤكدا على ضرورة العمل بجدية أكثر على توفير كميات إضافية من الأعلاف الموجهة لتغذية المواشي، ومشيرا إلى أن الكميات الموجودة حاليا "غير كافية"، ولا تلبّي حاجيات الموالين؛ الأمر الذي سيضاعف أسعار الأضاحي خلال الأيام القليلة المقبلة. وأضاف أن قلة المواشي على المستوى الوطني يُعد، حسبه، سببا آخر وراء ارتفاع الأسعار، موضحا أنه بقي الثلث من الثروة الحيوانية. وقال: "أضحى من الضروري إعادة النظر في توفير الأعلاف في ظل المتغيرات المناخية، وشبح الجفاف الذي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا أمام الحفاظ على الثروة الحيوانية". وشدد محدث "المساء" على أن تضع وزارة الفلاحة، برنامجا مستعجلا لحماية الثروة الحيوانية، التي تراجعت، حسبه، اليوم، إلى الثلث، وهو ما يستدعي تضافرا كبيرا للجهود أكثر من أي وقت مضى. خرفان "رومانيا" موجهة للذبح أكد رئيس الاتحادية الوطنية للحوم الحمراء، مروان خير، أن الخرفان المستوردة من رومانيا، موجهة، أساسا، للذبح وليس لها أي علاقة بعيد الأضحى، موضحا في نفس الوقت، أن هيئته سبق لها أن طالبت باستيراد مواشٍ حية؛ من أجل استقرار الأسعار في عيد الأضحى. وأكد المتحدث أن اقتناء خرفان حية لعيد الأضحى يلبي رغبات المواطنين والتجار؛ من خلال استغلال اللحوم للبيع بأسعار معقولة. كما إن بقايا الخروف (بوزلوف، الدوارة، والكبد..) مطلوبة بكثرة من قبل المستهلك، ولا بد من توفيرها. وأوضح رئيس اتحادية اللحوم الحمراء أن نقص المواشي وراء الارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم، معتبرا أن السنة الماضية تم بيع المواشي بأسعار خيالية من قبل الموالين والمربين. وأصبحت لحوم "الخرفان" غائبة عن القصابات. وإن وُجدت فتباع بأثمان باهظة جدا؛ ما وضع التاجر والمواطن في حيرة من أمرهما، يقول المتحدث. وأضاف أن مشكل الندرة في بيع الخروف ولحم "الغنمي" بعد العيد، يستدعي حلولا؛ من خلال خطة قصيرة وبعيدة المدى للنهوض بشعبة تربية المواشي، وإبقاء عمليات العرض والطلب عبر أسواق الوطن تتناسب مع تجارة اللحوم الحمراء في كل الظروف. كما شدد محدث "المساء" على ضرورة فرض الرقابة على المذابح ومحلات التجزئة، والردع المباشر للمخالفين، وتوفير الأريحية التامة للمربين ودعمهم؛ لإعادة استقرار الأسعار. وقال السيد خير بضرورة إيجاد حل لمشكل غياب المذابح عن العاصمة بعد إغلاق مذبح "الرويسو"، موضحا في نفس السياق، أن مذبح الحراش لم يعد يتسع للجميع. كما أضاف أن مشروع إنجاز مذبح كبير ببئر توتة (غرب العاصمة) لم ير النور رغم المصادقة عليه للمرة الرابعة على التوالي، من قبل المجلس الشعبي الولائي، مطالبا بتدخل والي العاصمة من أجل العمل على وضعه حيز الخدمة؛ لكونه إضافة كبيرة للبلد بالنظر إلى ما يوفره من مداخيل، حسب قوله. المواطن يطالب بالرقابة لاستقرار السوق أكد عدد من المواطنين أن أسعار الأضاحي تشهد ارتفاعا في كل سنة، وهو ما يثقل كاهل العائلات البسيطة ومحدودة الدخل، داعين الجهات المعنية إلى تشديد الرقابة على الأسعار، وتحديد آلية لمحاربة ارتفاعها، ووضع حد للتلاعب بها من قبل "السماسرة" . وأجمع المواطنون الذين تحدثنا إليهم، على الارتفاع "غير المبرر" في أسعار الأضاحي العام الماضي؛ ما تسبب في منع العديد من العائلات من إحياء شعيرة عيد الأضحى المبارك. وقال أحدهم إن رغبة المواطن تتعذر بشراء الأضحية، وأداء هذه الشعيرة أمام جشع بعض التجار واستغلالهم المناسبات الدينية؛ بسبب رفع الأسعار إلى مستوى "قياسي" لا يتناسب مع أصحاب الدخل الضعيف والمحدود. وطالب هذا الأخير بتكثيف دور الرقابة على الأسعار في الفترة المقبلة، وتوفير أعداد كبيرة من الأغنام، لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.