قالت قطر التي تلعب دور الوسيط، إلى جانب مصر والولاياتالمتحدة، بين حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وإسرائيل، أمس، إنها تنتظر "موقفا واضحا" من حكومة الاحتلال بخصوص مقترح وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه مؤخرا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة. قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إنه "لم نر بعد موقفا جد واضح من قبل الحكومة الإسرائيلية حول المبادئ المعلنة من قبل بايدن"، وأضاف لقد "قرأنا ورأينا التصريحات المتضاربة للوزراء الإسرائيليين، بما لا يمنحنا الكثير من الثقة بخصوص وجود موقف موحد حاليا مطروح على الطاولة"، مشيرا إلى أن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" لم تعلن بعد عن موقفها. وضمن مسعى لحث الطرفين على قبول مقترح التهدئة الجديد المطروح على طاولة النقاش، أوضح المسؤول القطري بأن المبادئ الواردة في خطاب الرئيس الأمريكي توفر خريطة طريق لوقف إطلاق نار دائم في غزة، مشيرا إلى أن الاتصالات لم تتوقف مع جميع الاطراف المعنية بهذه الأزمة. وجاء تصريح الوسيط القطري غداة إعلان الولاياتالمتحدة عن مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لدعم مقترح وقف إطلاق النار الذي عرضه الرئيس بايدن، مؤخرا، ويبدو إنه يحظى بدعم دولي، حيث أعلن المفوض الأممي السامي لحقوق الإسان، فولكر تورك، انه يدعم المقترح، قائلا "كل مبادرة تقود إلى وقف اطلاق النار ولوقف ما يحدث حاليا في غزة فهي مرحب بها". ودعا كلا من الرئيس الامريكي ونظيره الفرنسي "حماس" لقبول هذا المقترح، وهي التي ردت بأنها تنظر بإيجابية إلى المبادئ التي تضمنها مقترح التهدئة كونه تتضمن مطالب للمقاومة لكنها طالبت بتوضيحات أكثر. وبالمقابل، تضاربت الآراء داخل الكيان الصهيوني، حيث أن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، قال بأن هناك أغلبية كبيرة وواضحة في الحكومة والكنيست والجمهور تؤيد الصفقة، هناك ضغط شديد من قبل وزراء اليمين المتطرف لرفض الصفقة والاستمرار في الحل العسكري الذي ثبت فشله حتى الان في تحرير ولو اسير اسرائيلي واحد من بين يدي المقاومة الفلسطينية. ولا يزال الرئيس الأمريكي يدافع بشراسة عن الاحتلال الصهيوني وهو الذي حمل في آخر تصريحات له، مجددا حركة "حماس" المسؤولية عن عدم تنفيذ الصفقة بزعم انه إمكانها إنهاء هذا الأمر غدا، وكان الأجدر به أن يمارس ضغوطا على حكومة الاحتلال التي تضاربت مواقف وزراءها بين معارض ومؤيد، دون ان يستطيع رئيسها بنيامين نتنياهو حسم موقفه بسبب رفض وزراء اليمين المتطرف للمقترح. وفي قراءته لتصريحات الرئيس الأمريكي حول هذه الأزمة، التي جاء فيها أنه لا يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية وأنه من غير المؤكد ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة، وانه لا يعتقد أنها تتعمد تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، قال الكاتب الصحفي والمحلل الفلسطيني، ياسر الزعاترة، ان بايدن "يقدم نفسه كوسيط نزيه لكنه يتصرف من قناعته كصهيوني" وانه يدعو نتنياهو للسلام في فلسطين، لكنه ما زال يسلم له آلاف القنابل الثقيلة لقتل الفلسطينيين. وأكد أن بايدن الذي فشل في إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ونجح في إدخال المساعدات العسكرية لإسرائيل، حرك المقاتلات والمدمرات من أجل سلامة إسرائيل، لكنه لم يستطع تحريك شاحنات المساعدات من أجل حياة سكان قطاع غزة. ولذلك أكد المحلل الفلسطيني أن بادين يتحدث اعلاميا عن حل الدولتين، لكنه عمليا يستخدم "الفيتو" بمجلس الأمن الدولي ضد قيام دولة فلسطينية ويتظاهر بحرصة على إيقاف الحرب بدوافع إنسانية وهو في الحقيقة يتحرك لدواعي انتخابية. ويركز على مسألة الإفراج عن عشرات الأسرى لدى "حماس" ولا يتحدث عن آلاف الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية.