يتصاعد الضغط الدولي على الكيان الصهيوني من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى منطقة منكوبة غير صالحة للعيش وتنعدم فيها كل مقوّمات الحياة في ظل استمرار العدوان الصهيوني الجائر على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية من كل الجهات جوا وبرا وبحرا. وفي سياق المساعي الدولية المكثفة لوقف الحرب الصهيونية على غزة، التقى أمس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، ورئيس الموساد الاسرائيلي، ديفيد برينغ، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع مسؤولين مصريين بالعاصمة القاهرة ل"بحث موقف التهدئة في قطاع غزة". وحسب المعلومات الأولية المسربة من الاجتماع، فقد أخبر الجانب المصري حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأن الأجواء إيجابية بعد اللقاء الرباعي المصري الامريكي القطري الاسرائيلي. كما كشفت مصادر مطلعة على صلة بالملف بأن اسرائيل وحماس "اتخذتا خطوات إلى الأمام في مفاوضات التبادل"، في حين قال مصدر مصري لم يكشف عن هويته بأن الاجتماع القاهرة ركز على "وضع مسودة نهائية" يتم في إطارها وقف اطلاق النار لمدة ستة اسابيع، غير أن قياديا في حماس لم يذكر اسمه كشف بأنه لا يوجد حاليا أي وفد عن الحركة في القاهرة، مشيرا الى أن حماس في انتظار نتائج الاجتماعات الجارية في العاصمة المصرية وسط استمرار الاتصالات مع الوسطاء. وبالتزامن مع اجتماع القاهرة، جدد رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، أمس، من طهران التي يزورها على رأس وفد من الحركة على موقف هذه الأخيرة والمقاومة الفلسطينية ككل، بأن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف اطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع وانجاز صفقة تبادل جدية، معتبرا أن أساس استقرار المنطقة هو إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه على أرضه ومقدساته. وهو الموقف الذي جدّده القيادي في الحركة، أسامة حمدان، الذي وجه مجموعة من الرسائل، خلال مؤتمره الذي عقده مساء أول أمس بالعاصمة اللبنانية بيروت، من بينها أن الحركة ستواصل بذل الجهود ودراسة المبادرات والتجاوب مع المساعي التي تلبي طموحات وتطلعات الفلسطينيين في قطاع غزة من أجل وقف العدوان وانهاء الحصار وتحقيق الإغاثة والإعمار وتحرير الأسرى من كل معتقلات الاحتلال. كما ركز حمدان في كلمته على موقف الحركة من رد الاحتلال على مقترح باريس بالتأكيد على أنه شكل تراجعا بوضعه شروط مسبقة وعقبات لا تساعد في التوصل إلى اتفاق يحقق وقف العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني. وقال إن ذلك يأتي خدمة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وشدّد أيضا حمدان أن الحركة متمسكة بموقفها وكانت ولا تزال حريصة على الوصول لاتفاق يقود إلى وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع واغاثة السكان وعودتهم إلى مناطقهم واعادة الاعمار وفك الحصار وإنجاز صفقة تبادل الأسرى. ويكون بذلك مسؤول حماس قد جدد نفس الشروط التي حددتها الحركة بالتوافق مع باقي المكونات والفصائل الفلسطينية التي خرجت برد موحد على مقترح باريس الذي اصطلح على تسميته بأنه "اتفاق اطار" اعتبره كثيرون حتى من حركة حماس أنه يمكن البناء عليه للانطلاق في مفاوضات لإنهاء العدوان الصهيوني المستمرة منذ 130 يوم على قطاع غزة. وتزامنت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات في القاهرة مع زيارة العاهل الاردني، عبد الله الثاني، امس العاصمة واشنطن، حيث عقد لقاء مع الرئيس الامريكي، جو بايدن، بالبيت الابيض، شدد فيه على ضرورة منع الكيان الصهيوني من شنّ هجوم على رفح التي تشهد أوضاعا إنسانية كارثية لا يمكن تحملها.