❊ حركية دبلوماسية كرّسها رئيس الجمهورية لاستعادة مكانة الجزائر عالميا ❊ دور فاعل للجزائر في حلّ الأزمات وبؤر التوتر وبسط السلم والأمن الدوليين ❊ دبلوماسية متزنة وواقعية ووزن إقليمي ودور بارز بمجلس الأمن الأممي ❊ تتويج لمواقف راسخة إزاء القضايا العادلة ودفاع مستميث عن المستضعفين استحدثت مشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في قمّة مجموعة السبعة لكبار مصنعي العالم بمدينة باري الايطالية على مدار ثلاثة أيام، إطارا جديدا لعلاقات الجزائر مع المنظمات الإقليمية والجهوية. وذلك في سياق الحركية الدبلوماسية الجديدة التي كرّسها رئيس الجمهورية من أجل تقوية علاقات التعاون الدولي واستعادة مكانة الجزائر في المحافل الدولية. عكست نوعية لقاءات الرئيس تبون مع قادة أكبر دول العالم، الصورة الجديدة التي باتت تحظى بها الجزائر، على ضوء المبادئ التي تتبناها سياستها الخارجية، ما جعلها من أبرز الفاعلين في حلّ الأزمات وبؤر التوتر بفضل ما تبذله من جهود مضنية في سبيل بسط السلم والأمن الدوليين. وقد تميزت هذه المشاركة بنشاط مكثف، أجرى خلاله رئيس الجمهورية لقاءات ومحادثات جمعته بعدد من قادة دول العالم ورؤساء عدة دول صديقة وشقيقة وكذا مسؤولين لمنظمات دولية وإقليمية وقارية. كما التقى رئيس الجمهورية السبت الماضي رئيسة مجلس وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني بقلعة بورجو إغناسيا التي احتضنت القمة، في حين استقبل في اليوم الأول من زيارته بمقر إقامته بباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثم رئيس كينيا وليام روتو. واستقبل رئيس الجمهورية أيضا نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني. واستقطبت مشاركته المميزة الكثير من الاهتمام، وأثارت عديد القراءات والتحاليل التي تقاطعت عند نقطة واحدة، تجمع على المصداقية الكبيرة التي باتت تحظى بها الجزائر دوليا، بفضل حضورها البارز ضمن إطار هذه الفعالية العالمية. وضمن هذا المسعى، جاءت دعوة رئيسة مجلس وزراء ايطاليا، البلد المضيف، للسيد رئيس الجمهورية للمشاركة في هذه القمة لمناقشة عدة ملفات، تعد الجزائر أحد أبرز الفاعلين فيها من منطلق عودة الجزائر في الساحة الدولية عبر سياسة دبلوماسية متزنة وواقعية، إلى جانب وزنها الإقليمي والديناميكية الكبيرة التي سجلتها منذ بداية عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الأممي استقطبت أنظار العالم. وتأتي هذه المكانة القوية للجزائر كتتويج لمواقفها الراسخة بشأن القضايا العادلة والمتناغم مع عقيدة الدبلوماسية الجزائرية، التي ظلت دوما حاملة لصوت البلدان المستضعفة وتلك التي ترزح تحت نير وطغيان الاستعمار، رافعة رايتها ومدافعة عنها في المحافل والمنابر الدولية. من هذا المنطلق، فإن حضور رئيس الجمهورية خلال هذه القمة التي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية، المملكة المتحدة، فرنسا، اليابان، ألمانيا، إيطاليا وكندا، يشكل إضافة جديدة، باعتبار أن أبرز المواضيع التي ناقشتها القمّة تركزت على الوضع في قطاع غزةبفلسطين وكذا ملفات الهجرة ومسائل التنمية في إفريقيا، إلى جانب التغير المناخي والذكاء الاصطناعي. فكثيرا ما رافعت الجزائر لصالح الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية وشعوبها ولمّ شمل الأفارقة، وتوحيد أهدافهم لاسيما الاقتصادية منها، عبر توفير الأمن والسلم لشعوبها والعمل على بناء المشاريع الاستراتيجية، التي توفر بنى تحتية حقيقية. كما تؤكد الجزائر دائما، على ضرورة تكريس تكافؤ الفرص من خلال فتح المجال للمؤسّسات الغربية للاستثمار بالقارة السمراء ، مع العمل على نقل التكنولوجيا للطرف الإفريقي، ناهيك عن التركيز على إعطاء الفرصة للأفارقة للتصنيع والإنتاج المحلي. وبخصوص قضية فلسطين، فإن الجزائر ما فتئت تعمل على حشد الدعم الدولي لوقف إطلاق النار بغزة وفتح المعابر الإنسانية ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه اللاإنسانية.