يواصل كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، حملتهما التحسيسية داخل قواعدهما قبل إجراء انتخابات أولية بين المنتخبين، استعدادا لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المزمع تنظيمها في ديسمبر القادم. وقد كشف المكلف بالإعلام والاتصال في الأفلان، السيد السعيد بوحجة في اتصال به أمس، عن معالم استراتيجية حزبه في هذا الشأن، وقال أنها تهدف إلى تحقيق هدفين اثنين، هما المحافظة على رئاسة المجالس الولائية المنتخبة من جهة ومحاولة الظفر بأكبر عدد من مقاعد مجلس الأمة المعنية بالتجديد للمحافظة على الأغلبية الحزبية بهذه الهيئة التشريعية من جهة أخرى. وعن سريان العملية التحضيرية في الميدان، أفاد السيد بوحجة أن اللجان الولائية تواصل عملها التوعوي والتحسيسي وتجري عملية مسح لمعرفة نقاط القوة والضعف قبل إجراء انتخابات أولية داخلية لتقديم مرشح من المنتخبين التابعين للحزب يكون بمقدوره الحصول على مقعد بمجلس الأمة بعد عملية التجديد النصفي التي يتنافس فيها مرشحو الأحزاب الأخرى الممثلة بهذه الهيئة. وأكد المتحدث أن اللقاءات التحسيسية متواصلة بين القواعد النضالية وقيادة الحزب التي تراقب العملية عن بعد تاركة حسن اختيار المترشحين لخوض سباق التجديد النصفي للجان الولائية التي تم تنصيبها لهذا الغرض في جوان الماضي إلى جانب تنصيب لجان تحضير المؤتمر التاسع للحزب. وعن التحالفات الممكنة من أجل الظفر بمقاعد التجديد النصفي، أوضح السيد بوحجة، أن التحالف في هذه المجالس ليس هدفا، بقدرماهو تكتيك يتحدد على ضوء عملية المسح التي تقوم بها اللجان الولائية أولا ثم على شخصية المرشح الذي تفرزه الانتخابات الأولية الخاصة بالحزب، فقد يكون باستطاعة مرشح ما في مجلس انتخابي ولائي الاستغناء عن أي تحالف بسب تركيبة هذا المجلس إذا ماكانت تمثل أغلبية أفلانية في حين هناك حالات يتوجب فيها خوض عمل سياسي وانتخابي مع الأحزاب الأخرى في المجالس المنتخبة من أجل ترجيح الكفة لصالح الأفلان أوللحسم المسبق لصالحها في الفوز بمقعد مجلس الأمة. وضمن هذا السياق، أكد السيد بوحجة رفض حزبه المقايضة بين الفوز بمقعد مجلس الأمة والتخلي عن رئاسة المجالس الشعبية الولائية، مبرزا بأن الغاية هي الفوز بأكبر عدد من مقاعد التجديد النصفي مع المحافظة على رئاسة هذه المجالس الشعبية. وأشار السيد بوحجة إلى أن اللقاءات التحسيسية ستتواصل بعد شهر رمضان الكريم قبل أن تتوج بتنظيم انتخابات أولية في صفوف منتخبي الحزب ليتم بعدها الدخول في اتصالات مع منتخبي ومرشحي الأحزاب الأخرى المعنية بعملية التجديد النصفي ولكن ذلك كله يتم على مستوى القواعد حسب خصوصية كل ولاية. أما بالنسبة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، فإن اللقاءات التحسيسية ستعزز بعد انقضاء الشهر الفضيل ليتم بعدها إجراء انتخابات أولية داخل صفوف منتخبي الحزب عبر الولايات، وهو إجراء قال عنه الناطق الرسمي للحزب السيد ميلود شرفي في اتصال به، أمس، أنه أصبح عادة وتقليدا حميدا في مثل هذه الاستحقاقات الانتخابية الوطنية. وأوضح بشأن الاستراتيجية الانتخابية للفوز بأكبر عدد من مقاعد التجديد النصفي لمجلس الأمة، أن الأمر أسند للقواعد النضالية عبر الولايات مع احترام خصوصية كل ولاية، وبالتالي فإن ما يسمى بالتحالفات هو تعبير عن احترام ومراعاة هذه الخصوصية عند حزب التجمع الوطني الديمقراطي. ورفض السيد ميلود شرفي، الكشف عن تفاصيل استراتيجية حزبه الانتخابية للظفر بأكبر عدد من مقاعد التجديد النصفي لمجلس الأمة، مكتفيا بالقول، أن منتخبي الحزب وقواعده النضالية أدرى وأقدر على تحقيق ذلك ضمن توجيهات قيادة الحزب وقوانينه الأساسية. وأعرب مسؤول التجمع الوطني الديمقراطي عن أمله في تعزيز موقع حزبه داخل مجلس الأمة دون وصف هذا الموقع بالأغلبية الحزبية داخل هذه الهيئة، ملوحا إلى ما يشبه إحداث المفاجأة.