تعرف سوق صناعة الطماطم بولاية الطارف أزمة حادة، نظرا للنقص الكبير المسجل حاليا في تزويد الوحدات الصناعية بالمادة الأولية، إذ يفضل المنتجون بيع المحاصيل من الطماطم في الأسواق طازجة، نظرا لارتفاع أسعارها هذه الأيام التي تجاوزت ال50 دينارا، في حين تباع لأصحاب الوحدات الصناعية حسب الاتفاقيات المبرمة معهم في هذا المجال ب7 دنانير فقط، وهو السعر الذي لم يرض المنتجين لتطورات الأسعار في السوق والتكاليف الباهظة التي يتحملها المنتجون جراء ارتفاع وسائل الإنتاج والأدوية والنقل. وحسب جمعية مصبري الطماطم الصناعية بالطارف، فإن الوضعية مرشحة لبلوغ أزمة حقيقية في المادة الأولية من الطماطم الصناعية، بعد نفاد الكميات المخزنة نظرا لتفضيل المنتجين تسويق المادة في الأسواق لاستهلاك الطماطم الطازجة، وهو ما انعكس سلبا على نشاطات وحدات تصبير الطماطم الصناعية وجعلها مهددة بالغلق إذا لم تتدخل الهيئات المعنية لتدارك الموقف وبشكل سريع في المرحلة الراهنة (الصيف)، التي عادة ما تعرف فيها مخازن الوحدات استقبال كميات كبيرة من الطماطم الصناعية، أما بعد ذلك فيتقلص نشاطها لانقضاء حملة الجني، حيث لم يبق أمام أصحاب الوحدات سوى اللجوء الى استيراد المادة الأولية من الخارج نظرا للعجز الموجود في المادة المحلية... في هذا الموضوع قال ممثل جمعية "أكتوم"، بأنه ورغم إبرام اتفاقيات مع المنتجين لضمان تزويدهم بالكميات المطلوبة وضمان تغطية ما بين 30 و40 بالمئة من حاجيات السوق الوطنية بالطماطم المصبرة، إلا أن المنتجين لم يلتزموا بذلك وفضلوا تسويق منتوجهم في الأسواق للاستهلاك المحلي، نظرا للأسعار المغرية والفارق الشاسع بين سعر الدفع للوحدات وسعر بيعها طازجة في الأسواق. للتذكير، فإن انتاج الطماطم الصناعية قدر ب 450 ألف قنطار في الهكتار من مساحة 1358 هكتار، في حين بلغ انتاج الطماطم المصبرة 8132 طن. وتتوقع المصالح الفلاحية الوصول الى 832 ألف قنطار من الطماطم هذا الموسم.