لايزال سكان بلدية السحاولة بولاية الجزائر، ينتظرون استدراك النقائص المسجلة في المرافق العمومية الخدماتية بمدينتهم التي توسع بها العمران، وأصبحت الهياكل الموجودة الضيقة لا تلبي احتياجات السكان المتزايدة؛ ما دفعهم إلى مطالبة السلطات المحلية بالإسراع في سد هذه النقائص، التي دفعتهم إلى قضاء مصالحهم في البلديات المجاورة. تشهد بلدية السحاولة التابعة للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس، توسعا عمرانيا متسارعا منذ العشريتين الأخيرتين، حيث ارتفع عدد السكان ليقارب اليوم 100 ألف نسمة. لكن رغم هذا النمو الديموغرافي إلا أنه لم يرافَق بمشاريع من شأنها توفير مرافق عمومية تواكب التوسع الحاصل، لا سيما الضرورية منها؛ كالمؤسسات التربوية، والمصحات، والخدمات البريدية، وهياكل التسوق، فضلا عن بقاء الزحمة المرورية بوسط المدينة وأطرافها في أغلب ساعات النهار، لا سيما في أوقات الذروة. غياب السوق يعقّد وضعية المواطنين لا يجد الراغب في التسوق بالسحاولة مرفقا لائقا في المدينة لاقتناء المستلزمات الضرورية من خضر وفواكه إلا طاولات تُعد على رؤوس الأصابع، منصّبة بالقرب من المحلات المعرضة للإهمال والتخريب والفضلات البشرية، حسبما وقفت عليه "المساء" . وأكد أحد بائعي الخضر أن أغلب التجار المستفيدين من المحلات رفضوا النشاط بالطابقين السفليين، تاركين المكان في وضعية لا يُحسد عليها؛ حيث تحوّل الطابقان إلى مكان للتبول والروائح الكريهة، فيما يوجد بالجوار الهيكل المعدني للسوق القديم، الذي ظل منذ سنوات، عرضة للصدأ بعد أن هُدمت جدرانه، وصار حظيرة عشوائية لركن السيارات. وأكد ممثلون عن سكان المنطقة أنهم يضطرون في ظل هذه الوضعية غير المريحة، للتنقل نحو سوق بئر خادم لاقتناء ما يلزمهم من حاجيات، مطالبين السلطات البلدية بالتدخل لاستغلال هذه المحلات، ومنحها من يستغلها. وكان رئيس البلدية حميدات أرزقي أوضح سابقا ل "المساء" أن مصالح البلدية على علم بمشكل التسوق وغياب سوق بلدية، مفيدا بأن السوق القديم تم منحه لأحد المستثمرين، الذي سينجز مرفقا ذا منفعة عامة بالشراكة مع البلدية، لكن هذا المشروع لايزال حبيس الأدراج إلى حد الساعة. مقر البريد مصدر إزعاج ومشقة ومن النقاط السوداء بمدينة السحاولة نقص الخدمات البريدية؛ بسبب المقر القديم وضيقه بوسط المدينة، والذي لا يستوعب العدد الهائل من الزبائن الذين يقصدونه يوميا؛ فالزحمة والطوابير لا تختفي عن هذا المرفق العمومي، الذي لايزال مصدر مشقة للمواطنين، خاصة عند الانتظار خارج جدران المبنى، تحت أشعة وحرارة الشمس صيفاو والبرد والأمطار شتاء. وفي ظل هذه الوضعية كانت بلدية السحاولة اقترحت أرضية لصيقة بمسجد وسط المدينة، لإنجاز مرفق آخر، لكن مديرية البريد لولاية الجزائر، حسب رئيس البلدية، رفضت المقترح، ليتم اقتراح أوعية أخرى؛ على غرار ما سُجل بمنطقة أولاد بلحاج؛ حيث حُول مقر الفرع البلدي إلى مكتب بريدي صغير. مشروع طريق اجتنابي حلٌّ للاختناق المروري كما يطالب سكان السحاولة بالإسراع في إنجاز الطريق الاجتنابي الذي يربط بئر خادم بالخرايسية مرورا بالسحاولة؛ قصد إزالة الزحمة المرورية عن وسط المدينة. ويلاحَظ أنه بعد إنجاز جزء من هذا المسلك الجديد ستبدأ بوادر الانفراج ببعض المحاور، لكن الزحمة لم تنته تماما، وهي مرتبطة بإنهاء هذا المشروع الحيوي، الذي سيفكّ الخناق عن حوالي 60 ٪ عن المدينة. مرافق صحية في الأفق وفي الشق الصحي، يشكو سكان المدينة قلة الخدمات الصحية؛ بسبب نقص المرافق، في انتظار تجسيد المشاريع المبرمجة؛ منها عيادة متعدد الخدمات بحي 640 مسكن، وبعث مشروع تهيئة 4 قاعات علاج منتشرة بمختلف الأحياء؛ لتخفيف الضغط عن العيادة متعددة الخدمات بوسط المدنية، التي لاتزال تشهد ضغطا كبيرا.