تقدم المرأة الريفية بولاية البليدة، لاسيما تلك التي تقطن بالمناطق الجبلية، أحسن صورة للمرأة المكافحة والمقاومة، إذ رغم صعوبة العمل في القطاع الفلاحي بالمناطق الجبلية، إلا أنها أثبتت قدرتها على رفع التحدي، وهو ما يعكسه نجاحها في مجالات مختلفة، لاسيما ما تعلق منها بتربية الحيوانات، وزراعة الأشجار المثمرة واستخلاص الزيوت العطرية، وحتى صناعة بعض أنواع الأجبان ومستخلصات النباتات العطرية، بفضل انخراطها في برامج التكوين، التي تعكس سياسة الدولة في العناية بالمرأة الريفية، من خلال أجهزة الدعم والتكوين. أبدعت المرأة الريفية البليدية، في يومها العالمي، بمناسبة مشاركتها في فعاليات معرض المرأة الريفية، المنظم من طرف مديرية الفلاحة، بالتنسيق مع محافظة الغابات ببلدية الشريعة، في عرض ما جادت به أناملها من خيرات الأرض، حيث سجل حضور قوي لمنتجات النحل، ممثلة في العسل ومشتقات الخلية الموجهة للتزيين، وأطباق "كسكسي الحمامة" المعد من القمح والشعير، وأعشاب عطرية وطبية، وبعض أنواع المصبرات والمخللات والأجبان التي تحضرها بنفسها مما تربيه من أبقار وماعز، إلى جانب بعض أنواع البيض للطيور البرية، وكذا بعض الخضروات والفواكه الموسمية. وحسبما رصدته "المساء"، على لسان السيدة "عائشة. ن"، فإن المرأة البليدية خاصة التي تقطن المناطق الجبلية، لا تزال حريصة على خدمة الأرض، وتأمين غذائها اليومي بنفسها، وبيع ما يزيد عن حاجتها في أسواق البليدة العريقة، وحسبها، فقد اختارت التخصص في مجال العجائن، وتحديدا الكسكسي الذي تشتهر به ولاية البليدة، وهو "كسكسي الحمامة"، بالنظر إلى الطلب الكبير عليه، حيث تعده بمختلف أنواع الأعشاب التي تقوم بجمعها من غابات الأطلس البليدي، وتستخدمها في مختلف أنواع الكسكسى المعد من البلوط أو الشعير أو القمح. وأكد مدير المصالح الفلاحية، كمال فوضالة، من جهته، بأن المرأة البليدية الريفية تساهم بشكل فعال في القطاع الفلاحي، خاصة ما يتعلق بغرس الأشجار المثمرة وتربية النحل، وفي مجال تربية الحيوانات، لاسيما ما تعلق منها بالأبقار والدجاج، لافتا في السياق، إلى أن المرأة الريفية أصبحت جزء من برامج التنمية، بفضل دعم الدولة لمختلف الأنشطة المرتبطة بترقية المرأة الريفية. إحصاء 322 امرأة ريفية منتجة بالبليدة أحصت اللجنة الولائية لترقية المرأة الريفية، وجود 322 امرأة ريفية منتجة، تنشط في الريف البليدي، وتنتج مختلف أنواع المنتجات الفلاحية، وحتى في مجال الصناعات الغذائية، خاصة ما تعلق منها بصناعة الأجبان والزيوت العطرية. وحسب السيدة نعيمة ميشاليك، خبيرة في الغابات وعضو في اللجنة الولائية لترقية المرأة الريفية، فإن اللجنة تولي أهمية كبيرة لمرافقة المرأة الريفية، من خلال تكوينها، لتمكينها من الولوج إلى الأسواق والمساهمة بما تنتجه في تحقيق التنمية، من خلال الحرص على مرافقتها، مشيرة إلى أنه تم في الإطار، الإشراف على تكوينات في مجال صناعة الأجبان وتقطير مختلف النباتات العطرية والطبية. لافتة إلى أن الهدف من هذه التظاهرات، هو التأكيد على ما تتمتع به المرأة الريفية من قدرات في مختلف الأنشطة الفلاحية، يكفي فقط مرافقتها ودعمها. المرأة الريفية شريك فعال لقطاع الغابات من جهته، أكد محافظ الغابات لولاية البليدة، محمد مقدم، بأن المرأة الريفية البليدية، تحولت إلى شريك هام لقطاع الغابات، حيث يتم إشراكها في النشاطات التي تساهم في الحفاظ على الثروة الغابية، وتزامنا والاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، فإن محافظة الغابات لهذه السنة، اختارت أن تشارك المرأة الريفية في غرس 300 شجيرة من صنف الأرز الأطلسي، مشيرا في السياق، إلى أن محافظة الغابات تفتح أبوابها دائما في إطار المرافقة وتكوين المرأة الريفية حول كل ما يتعلق بالنشاط الريفي، داعيا في السياق، المرأة الريفية، إلى عدم الاكتفاء بالاستثمار على المستوى العائلي، وتحقيق الأمن الغذائي العائلي فقط، وإنما الخروج من أجل الاستفادة من مختلف آليات الدولة وولوج السوق، من خلال المعارض، وكذا تكفلها بتكوين نساء حرفيات أخريات في مجالات مختلفة، والاستفادة من بعض الامتيازات، مثل بطاقة الحرفي، لتطوير منتجاتها وتسويقها. تزامنا وشهر التحسيس والتوعية من سرطان الثدي، اختارت جمعية "الفجر" أن تقاسم النساء الريفيات احتفالاتهم، من خلال التواجد في أجنحة المعرض، للتقرب منهم وتوعيتهم حول كل ما يتعلق بأهمية التشخيص المبكر، وضرورة الخضوع للفحص الدوري.