أخلطت حسابات التجار بسبب ارتفاع درجات الحرارة فريدة حدادي امتلأت محلات بيع الألبسة، والأحذية، بالسلع الجديدة والمستوردة حديثا، لكنها في المقابل تكاد تكون خالية من الزبائن، بعد ما سارع التجار إلى عرض ما يتناسب مع الخريف، إذ أن التقلبات الجوية غير المتوقعة، أخلطت أوراقهم، لاسيما أن درجات الحرارة لا تزال مرتفعة في شهر نوفمبر، في حين أن باعة الألبسة كانوا في سنوات ماضية يخرجون سلعهم التي تتناسب مع النسمات الباردة في شهر أكتوبر وتعرف محلات بيع الملابس الشتوية، هذه الأيام، تنوعا في السلع بين التي كانت مكدسة والمستوردة حديثا، إذ وجد بعض التجار أنفسهم في ورطة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وشح تساقط الأمطار، وقلة إقبال الزبائن على الشراء، الأمر الذي دفع بعضهم إلى تخفيض أسعار ملابس دخلت السوق لأول مرة بعد استيرادها من تركيا ودول أوروبية ومن خلال جولة استطلاعية لجريدة "الراية"، إلى بعض محلات الألبسة بقلب عاصمة الاوراس ، خلال الأسبوع الأول، تبين أن الملابس الشتوية أضحت مهيمنة ولا تترك مساحة للملابس الصيفية، هذه الأخيرة التي تم التخلص منها بتخفيضات تصل إلى 70 بالمائة أحيانا، أو سحبها تماما في فصل من المفروض لم تعد تتناسب معه . وقال أحد باعة الألبسة والأحذية بطريق بسكرة ، ل"للراية الجزائرية "، إن الوقت حان لعرض ما يتناسب مع الفصل والنسمات الباردة، لكن حسبه، يبدو أن درجات الحرارة المرتفعة والتي استمرت إلى بداية شهر نوفمبر، لم تشجع الزبائن على شراء ملابس شتوية، وإن كان هناك زبون أو زبونة، فإن ذلك انتهاز فقط لفرصة انخفاض الأسعار مع زيادة العرض على الطلب الكساد يلحق تجار الألبسة في ظل تغيرات المناخ وعبر بعض تجار الملابس والأحذية الذين يملكون محلات البيع بالتجزئة، عن استيائهم إزاء تراجع الإقبال على الملابس الشتوية رغم أنها باتت معروضة وتحتل كل أرجاء محلاتهم، بعد سحب الألبسة الصيفية وأكد تاجر بالسوق الشعبي المسمى 84، أن الزبائن لا يزالون يبحثون لحد الساعة، عن الملابس الصيفية، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة، تم تخفيض أسعارها بهدف التخلص منها قبل تراجع درجات الحرارة، وحلول موجة البرد، الأمر الذي وجده بعض الجزائريين، فرصة للشراء بأسعار منخفضة بنسبة تصل إلى 80 بالمائة في بعض الأحيان، لاسيما ما تعلق بتلك السلع المستوردة من اسبانياوتركيا ودول أوروبية أخرى ويعتبر بعض التجار، أن التقلبات المناخية، وأحوال الطقس غير المتوقعة، أخلطت حساباتهم، وتسببت في خسائر مادية، جراء عزوف الزبائن عن شراء الملابس الخريفية والشتوية، فهم يبحثون في الغالب عن ملابس صيفية في نوفمبر. وحسب ما جاء على لسان بعض الزبائن، فإن تأخر انخفاض درجات الحرارة، جعلهم يعزفون عن شراء ملابس جدية تتناسب مع فضل الخريف، وقالوا إن السنوات الأخيرة أصبحت تشهد تأخرا لموسم البرد، وهو ما جعلهم يؤجلون شراء الملابس الشتوية إلى غاية ديسمبر وعبرت مواطنة دخلت محلا بطريق بسكرة ، عن مفاجأتها بامتلاء هذا المحل بالملابس الشتوية، حتى انها لم تجد ما تبحث عنه من أحذية صيفية وألبسة خفيفة، قائلة إنها تشعر أن هذه السلع غريبة وكأنها ثقل يكتم أنفاسها في يوم حار الملابس الشتوية تخلط حسابات التجار وفي سياق الموضوع، قال جابر بن سديرة، رئيس المنظمة الجزائرية للتجار والاستثمار الاجتماعي، إن بعض باعة الملابس كانوا يعانون من خسائر مادية سابقة، نظرا لكساد السلع الشتوية في السنة الماضية، لكنهم اصطدموا مع بداية هذا الموسم، ببداية كساد ثان لمثل هذه السلع، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، موضحا أن الكثير منهم اتخذوا خطوة خاطئة بسحب الألبسة الصيفية وعرض الشتوية قبل موجة البرد ويرى أن هناك مناسبات كالأعراس، لا تزال بعض العائلات تحتاج إلى شراء ملابس صيفية وخفيفة، وأن الإسراع بعرض الخاصة بفصل البرد، أدى إلى اضطرار بعض التجار، إلى البيع بالتخفيض سواء تعلق الأمر بسلع جديدة شتوية أو قديمة صيفية وطمأن بن سديرة، التجار بإمكانية استرجاع الخسائر مع الوقت، خاصة أن سوق الملابس في الجزائر يشهد تطورا ملحوظا، بعد فتح شركات تركية ومستثمرين جزائريين، مصانع للملابس والخياطة وصنع الأحذية وأوضح في سياق حديثه، أن بعض التجار هذه الأيام، اضطروا إلى إعادة إخراج مخزون الملابس الصيفية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة من اجل تعويض الخسائر التي نتجت عن عزوف الزبائن عن الملابس الشتوية 100 شركة جديدة في إنتاج الألبسة والأحذية محليا وكشف جابر بن سديرة، عن فتح 100 شركة في مجال الألبسة والجلود بالجزائر، وهي لمستثمرين أتراك أو مستوردين جزائريين، حولوا نشاطهم إلى فتح مصانع في هذا المجال، قائلا إن هناك عددا كبيرا من شركات تقوم بنصف التصنيع، لكن بإمكانها أن تنتج 100 بالمائة جزائري ودعا إلى ضرورة التشبيك المهني، من خلال الربط بين الحرفيين والمستوردين والمصنعين، للاستغناء تدريجيا عن الملابس والأحذية المستوردة أو نصف المصنعة، ورفع الإنتاج المحلي الجزائري مائة بالمائة وأشار بن سديرة، رئيس المنظمة الجزائرية للتجار والاستثمار الاجتماعي، إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الحرفي والمصنع، وأن الاعتماد على الآلة والأجهزة المتطورة لا يعني الاستغناء تماما عن اليد الحرفية في الخياطة وصناعة الأحذيةوأوضح أن اغلب المنتجات النسيجية والأحذية تعتمد بنسبة 20 بالمائة على اليد الحرفية، لكن تأسف في ذات الوقت، من نقص هذه اليد والتي تقتصر فقط على العنصر النسوي او المرأة الماكثة في البيت وقال إن حرفة الخياطة تجني الملايين، وليست حرفة يستهان بها، إذ تعمل منظمته على تكوين الشباب الذكور في هذا المجال لحل مشكل اليد الحرفية