مازالت كلمة "سرطان" تُدرج ضمن قاموس المصائب، وغالبا ما يرفَق الحديث عن هذا الداء بكلمة "بعيد الشر" ؛ وهي دليل على كونه من أخبث أمراض العصر، في الوقت الذي يحاول المختصون في الصحة، طمأنة المجتمعات ككل، بإمكانية تفادي هذا الأمر، أو بالأحرى الوقاية منه؛ من خلال تبنّي سلوكات صحية، ونمطا معيشيا سليما، إلى جانب الكشف المبكر، الذي يسمح بالعلاج قبل تطور السرطان وبلوغه مراحل متقدمة. يُعد شهر أكتوبر الوردي الفرصة العالمية للحديث عن سرطان الثدي، والذي يستغله خبراء الصحة كل سنة، للحديث عن سرطانات أخرى تهدد سلامة النساء حول العالم؛ ومنها سرطان المبيض، الذي لا يقل خطورة عن باقي السرطانات، إلا أنه لا يتم الحديث عنه كثيرا، وغالبا ما يكون كموضوع ثانوي خلال الأيام التحسيسية والتوعوية ضد سرطان الثدي. وحول هذا الموضوع كان ل"المساء" حديث مع الدكتورة رانية بن عمار المختصة في أمراض النساء والتوليد، والتي أكدت أن سرطان المبيض لا يتم الحديث عنه كثيرا رغم انتشاره بين كثير من النساء. ويدخل ضمن سرطان الجهاز التناسلي. وينتشر أكثر بين النساء اللواتي يتراوح سنهن بين 50 و65 سنة. وسببه الرئيس لايزال مجهولا، إلا أنه كغيره من السرطانات، يُرجع الأطباء الإصابة به، إلى نظام الحياة ونمطها؛ سواء نوعية الأكل، أو النظافة الشخصية، أو ممارسة العلاقات الجنسية غير السليمة، أو تعاطي الكحوليات أو المخدرات، أو القلق والتوتر، إلى جانب عدم ممارسة أنشطة رياضية تحرق فائض ما نستهلكه من سموم الجسم؛ كالسكريات التي تُعد غذاء مثاليا للخلايا السرطانية. وقالت الطبيبة إن سرطان المبيض يصيب المبيضين، والأنسجة المحيطة بهما، وأن انتشاره في بعض الحالات راجع إلى عدم الإنجاب؛ فعدم الحمل والإنجاب يزيد من فرصة الإصابة به؛ لذا يُعد، حسبها، من الضروري إجراء فحوصات كشفية روتينية بعد سن 40، للكشف المبكر عنه، والوقاية من بلوغ مراحل متقدمة من هذا الورم الخبيث. وككل سرطان، تقول الدكتورة رانية بن عمار، يمكن أن يكون للتاريخ العائلي محفز للإصابة بالورم الخبيث؛ فعند وجود الداء لدى أحد الأقارب؛ كالأم أو العمة أو الخالة أو حتى الجدة، من الضروري المراقبة المستمرة؛ للوقاية، أو رفع فرص العلاج والشفاء.