قدّمت الناشطة الصحراوية، مينة أبا علي، المقيمة بالعيون المحتلة، شهادة حيّة ل"المساء" عن تفاقم وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، دقت على إثرها ناقوس الخطر جراء تصعيد دولة الاحتلال المغربية لانتهاكاتها ضد كل ما هو صحراوي في مسعى مفضوح لطمس الهوية الصحراوية واسكات كل صوت يطالب بحقّ تقرير المصير والاستقلال. أكدت الناشطة الصحراوية، عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، استمرار الانتهاكات المغربية ضد الصحراويين في المناطق المحتلة منذ 50 عاما على جميع الأصعدة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية، بل وتصاعد وتيرتها بشكل مخيف، وقالت إن هذه الانتهاكات التي تحرم الصحراويين من أدنى حقوقهم المشروعة لا نهاية لها إلا برحيل الاحتلال من إقليم الصحراء الغربية المحتل وتمكين شعبه من تقرير مصيره بكل حرية. وأضافت أنه ومنذ بداية الغزو ودولة الاحتلال المغربي مصرة على انتهاك كل الحقوق الصحراوية بداية من الإبادة والاختفاءات القسرية التي طالت الآلاف من أبناء الشعب الصحراوي والمقابر الجماعية وتسميم الآبار ونهب الثروات وغيرها من الانتهاكات التي تمس كل الحقوق على مدار خمسين سنة.وركزت مينة أبا علي في شهادتها على واقع حقوق الإنسان الحالي في الأراضي المحتلة والتي يعيش سكانها على مدار 24 ساعة على وقع انتهاكات مستمرة من محاصرة للمنازل والأزقة من قبل العشرات من عناصر قوات الأمن المغربية واعتقالات للنشطاء والمدافعين عن قضية بلادهم العادلة وتضييق الخناق على حرية التعبير والتنقل والحصار الإعلامي المشدّد. كما تحدثت الناشطة الصحراوية عن الانتهاكات التي تطال الشباب الصحراوي الذي قالت إنه يجد نفسه إما في المعتقلات أو مضطرا للهجرة غير الشرعية التي طالت الآلاف منهم ضمن مخططات مفضوحة لإفراغ المناطق المحتلة من ركيزة أساسية وهي فئة الشباب. ومن هذه الانتهاكات الاستيطان وتغيير البنية الديمغرافية عبر مخطط توطين المستوطنين في المدن المحتلة التي يجبر سكانها على التهجير القسري من أجل إفراغها، إضافة إلى تلك التي تطال الثقافة، حيث يمنع على الصحراويين تسجيل أبنائهم بأسماء صحراوية أصيلة ويمنعون أيضا من نصب الخيمة التي هي رمز للثقافة الصحراوية وذلك منذ ملحمة "اكيد مايزيك" شهر نوفمبر 2010، ناهيك عن النهب اليومي العشوائي والممنهج للثروات والخيرات من فوسفات وثروة سمكية تزخر بها الصحراء الغربية لا يستفيد أهلها منها. وبالنسبة لانتهاكات حقوق الإنسان التي تطال المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في السجون المغربية داخل مدن المغرب، فقد أكدت مينة أبا علي أن هذا في حد ذاته انتهاك خاصة وأن إبعاد المعتقلين الصحراويين عن مناطقهم يكبّد عائلاتهم مشقة مصاريف منهكة للتنقل لزياراتهم وأقرب سجن يقع على بعد 600 كلم من المناطق الصحراوية، مشيرة إلى أن أغلب الصحراوين يعيشون حالة فقر مدقع بسبب الاحتلال الذي يحرمهم من خيراتهم وثرواتهم ويضيق عليهم الخناق على جميع المستويات. واستذكرت الناشطة الصحراوية هذه الأيام التي تصادف ذكرى المسيرة السوداء في السادس نوفمبر وذكرى الهجوم على مخيم "اكديم ايزيك" في الثامن نوفمبر وما تعرض له الصحراويون في مدينة العيون المحتلة. وقالت إن ذلك يذكرنا ببداية الغزو واستكماله في 2010 لإثبات اطروحات كاذبة سقطت مع صدور قرار محكمة العدل الأوروبية في الرابع أكتوبر الماضي المؤكد على أنه على سيادة للمغرب على هذا الإقليم الذي لايزال يقبع تحت نير الاحتلال ومصنف لدى الأممالمتحدة في خانة قضايا تصفية الاستعمار. أما بالنسبة للوضع في المغرب، فقد وصفته نفس الناشطة ب«المتأزم والثائر"، مؤكدة أنه يعيش عزلة سياسية حقيقية بعد صدور حكم محكمة العدل الأوروبية في الرابع أكتوبر والذي كان واضحا ضد كل من كان يسوّق ويدعّم المغرب في سيادته اللاشرعية للصحراء الغربية.