يشارك رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم بنيويورك في افتتاح المناقشات الرئيسية للدورة العادية ال64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يحضر بالمناسبة الحوار رفيع المستوى حول التغيرات المناخية الذي دعا إليه الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون. وسيكون للرئيس بوتفليقة الذي توجه أمس إلى نيويورك على رأس وفد هام، نشاط مكثف على هامش أشغال الدورة السنوية للجمعية العامة الأممية، التي ستشهد تنظيم عدة اجتماعات رفيعة، منها قمة مجموعة ال15 التي تضم الدول النامية الفاعلة على صعيد العلاقات الدولية، وتنظيم العديد من النشاطات المتعلقة بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية وقضايا التنمية المستدامة التي تخص القارة الإفريقية أساسا، على غرار الاجتماع المتميز حول التغيرات المناخية الذي دعا إليه الأمين العام الاممي السيد بان كي مون، والهادف إلى إعطاء دفع سياسي لإنجاح المفاوضات الجارية من اجل التوصل إلى اتفاق شامل جديد لمواجهة ارتفاع حرارة الأرض خلال مؤتمر "كوبنهاغن" المقرر في ديسمبر القادم، مع الإشارة في هذا الصدد إلى أن رئيس الجمهورية أكد مرارا بأن الجزائر ستظل ترافع وتدافع باستماتة عن الموقف الإفريقي المشترك حول مسألة التغيرات المناخية الذي تمت صياغته بالجزائر في نوفمبر 2008 وجرى تحيينه بنيروبي في ماي 2009، معتبرا بأن اتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية وبروتوكولها، يؤكدان جليا مسؤولية العالم المصنع عما نعيشه اليوم من تحديات مرتبطة بالمناخ. ومن جانب آخر سيغتنم الرئيس بوتفليقة دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء محادثات مع نظرائه الأجانب حول المسائل الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي الدورة ال64 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يشارك فيها العديد من رؤساء الدول والحكومات، في سياق تميزه آثار الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية والمشاكل المتعلقة بالتغيرات المناخية، ولذلك سيسعى قادة الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة إلى التوصل إلى استراتيجيات متشاور حولها وشاملة للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية والدعوة إلى التوصل إلى اتفاق فيما يخص الحلول التي يمكن تقديمها للمشاكل المتعلقة بالتنمية المستديمة. ومن المقرر حسب البيانات الخاصة بالدورة، أن يتعاقب أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة ووزير خارجية على إلقاء كلمات بلادهم أمام الجمعية العامة التي تستمر أشغالها إلى نهاية الشهر الجاري، وتتناول موضوعات مهمة مطروحة للنقاش العام. وإذا كانت الجهات المشرفة على تنظيم الدورة قد ضبطت بنود جدول الأعمال المؤقت للأشغال، في تسع قضايا رئيسية تشمل إلى جانب المسائل التنظيمية والإدارية، قضايا صون السلام والأمن الدوليين، تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، التنمية في إفريقيا، تعزيز حقوق الإنسان، التنسيق الفعال لجهود المساعدة الإنسانية والمساعدة في إطار الإغاثة، تعزيز العدالة والقانون الدولي، نزع السلاح، وكذا مراقبة المخدرات ومنع الجريمة ومحاربة الإرهاب الدولي بجميع أشكاله ومظاهره، فإن المتوقع حسب العديد من المصادر أن يزيد عدد الموضوعات المطروحة خلال الدورة على 160 موضوعا بينها السلام والأمن العالمي ومكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان والبيئة إضافة إلى مواضيع مهمة مثل التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الأمراض والأوبئة. ويرتقب أن يكون للمجموعة العربية وحدها نشاط ثري على هامش الاجتماعات، يتضمن على وجه الخصوص سلسلة من اللقاءات الوزارية التنسيقية التي ستخصص لمناقشة كيفية مواجهة حملات التهويد الإسرائيلية في القدس واستمرار عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعزيز التشاور مع مجموعة حركة عدم الانحياز والدول الإسلامية للعمل على مواجهة مخططات الاستيطان الإسرائيلي والانتهاكات المقترفة بالأراضي المحتلة. وفي هذا الإطار سيعقد اجتماع يضم مجموعة وزراء الخارجية العرب واللجنة الرباعية الدولية، واجتماع آخر مع وزراء دول أمريكا الجنوبية لمتابعة العلاقات بين الجانبين، إضافة إلى لقاءات أخرى تخصص لمناقشة القضايا المطروحة في العالم العربي وسبل التوصل إلى حل لها على غرار الأوضاع في دارفور. ومن المقرر أن يلقي الزعيم الليبي معمر القذافي خطابا للمرة الأولى في المناقشات العامة للجمعية العامة، وذلك بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي، ولكون بلاده الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة ولها مقعد في مجلس الأمن. كما ستتميز هذه الدورة السنوية العادية بأول ظهور للرئيس الأمريكي باراك اوباما أمام الجمعية العامة، حيث سيلقي كلمة يبرز فيها تغيير الولاياتالمتحدة لنهج التعامل مع المنظمة الأممية، ويترأس اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي تدور محاوره حول حظر الانتشار النووي طبقا لمشروع القرار الذي وزعته الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي في 13 سبتمبر الجاري والمقرر أن يطرح اليوم للتصويت. ويذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد اجتماعها السنوي في شهر سبتمبر من كل عام بحضور ومشاركة زعماء الدول الأعضاء في المنظمة والبالغ عددهم 192 عضوا، وتبدأ باختيار رئيسها الجديد قبل افتتاح كل دورة سنوية بثلاثة أشهر لإتاحة الفرصة للرئاسة الجديدة للاستعداد للمهام الجديدة التي تنتظرها.