أكد الممثل الدائم لجبهة البوليساريو في الأممالمتحدة والمنسّق مع بعثة "المينورسو"، سيدي محمد عمار، أنه يمكن القول بوضوح وبتأكيد أن أكبر المكاسب على مستوى الأممالمتحدة هي استمرار الإقرار بحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. جاء ذلك في مداخلة لسيدي عمار حول وضع القضية الصحراوية على مستوى الأممالمتحدة على هامش الندوة السنوية للعلاقات الخارجية، أكد خلالها أن هذا الحقّ لم يكن أبدا منحة أو صدقة من أي كان، وإنما جاء بفضل تضحيات وكفاح ومقاومة الشعب الصحراوي. وخلال المداخلة قدّم الممثل الدائم للجبهة لدى الأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو عرضا عاما عن تاريخ تعاطي المنظمة الأممية مع القضية الصحراوية، وخاصة في ستينيات القرن الماضي، حيث تم الاعتراف بالصحراء الغربية كإقليم غير محكوم ذاتيا. وهو ما يعني أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وبالتالي الاعتراف بحقّ الشعب الصحراوي غير القابل للتصرّف في تقرير المصير وبمسؤولية الأممالمتحدة تجاه هذ الشعب. وأكد الدبلوماسي الصحراوي أن موقف الأممالمتحدة هو موقف ثابت وتم تكريسه مؤخرا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها المتبنى في الرابع ديسمبر الماضي، والذي أكدت فيه على أن قضية الصحراء الغربية تبقى قضية تصفية استعمار. كما أكدت أيضا على مسؤولية الأممالمتحدة تجاه الشعب الصحراوي. وفي هذا الإطار، أوضح سيدي محمد عمار أن الجمعية العامة الأممية طلبت من الأمين العام أن يقدّم تقريرا للجمعية العامة في دورتها القادمة حول القضية الصحراوية. وبخصوص تعاطي مجلس الأمن مع القضية الصحراوية أكد سيدي محمد عمار على أن الحال يبقى كما هو عليه في ظل تعنّت دولة الاحتلال المغربية ورفضها بالتقدّم باتجاه الحلّ العادل والدائم. كما أبرز أن موازين القوى تبقى على ماهي عليه أيضا، فهناك الموقف الفرنسي المفضوح وإلى حدّ الآن الموقف المتذبذب للإدارة الأمريكية الحالية المنتهية ولايتها. وأضاف أنه رغم ذلك يبقى موقف الطرف الصحراوي واضحا إلا وهو التمسّك بالإطار القانوني للقضية باعتبارها قضية تصفية استعمار والتمسّك أيضا بمخطط التسوية كإطار مرجعي للحلّ ولكونه العقد الوحيد الرابط بين الأممالمتحدة وطرفي النزاع. وكذلك التمسّك بحقّ الشعب الصحراوي في المقاومة وبالتالي استخدام كل الوسائل المشروعة بما فيها الكفاح المسلّح من أجل الدفاع عن حقّه. وفي خلاصة مداخلته، تطرّق الدبلوماسي الصحراوي إلى أن العنصر الثابت في معادلة الصراع وما يحيط بها من متغيّرات جهوية ودولية متسارعة يبقى هو الشعب الصحراوي المتحد خلف طليعته الصدامية وممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المصمّم على مواصلة كفاحه للدفاع عن حقوقه المشروعة بكل الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلّح من أجل نيل الحرية والاستقلال على كامل ربوع الجمهورية العربية الصحراوية.