تفتح "دار الرحمة" في ولاية البليدة، الواقعة بأعالي جبال الشريعة، أبوابها على مدار السنة، لاستقبال الأشخاص المسنين، ومن دون روابط عائلية، وكذا المشردين الذين لا مأوى لهم، والذين يزيد تعدادهم خلال موسم الشتاء، حيث تسعى الدار، بالتنسيق مع مصالح مديرية التضان الاجتماعي، عبر مركز العبور، للتكفل بكل الذين يتم إلحاقهم بهذا المرفق من باب إنساني، ضمن مساعي وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، لحمايتهم وتأمين الرعاية اللازمة لهم، ومنه السعي الجاد لإدماجهم في الوسط الاجتماعي. وقفت "المساء"، عقب الزيارة التي قادتها مؤخرا، إلى "دار الرحمة" بأعالي جبال الشريعة، على الخدمات النوعية التي يقدمها القائمون على هذا المرفق، لتوفير الجو العائلي لكل نزلائه من المسنين، الذين حتمت عليهم الظروف، التواجد في مثل هذه الفضاءات التضامنية، لحمايتهم من الشارع، وحسبما كشف عنه المدير مصطفى دحماني، فإن "دار الرحمة" في الوقت الراهن، تتكفل ب26 مقيما، منهم 15 رجلا و11 امرأة، تم إلحاقهم بها من طرف مصالح التضامن الاجتماعي، خلال خرجاتها اليلية الدورية، التي يتم تكثيفها كل فصل شتاء، وحسبه، فإن "قدرة استيعاب الدار تصل إلى أكثر من 80 شخصا"، لافتا إلى أنه في إطار توفير الخصوصية اللازمة بين الجنسين المتواجدين على مستوى الدار، تم تخصيص جناحين؛ واحد للنساء وآخر للرجال، كما تم وفق ذات المتحدث "تخصيص جناح للطوارئ التي يمكن أن تحدث على مستوى بلدية الشريعة، حيث يمكن الاستنجاد بالدار". وفي إطار مساعي الوزارة الوصية في سبيل ضمان تكفل أفضل بالأشخاص دون مأوى، أو الأشخاص من دون روابط عائلة، فقد تم، حسب ذات المصدر، تخصيص ميزانية للتكفل ببعض الترميمات في الدار، التي أنشئت في 1987، بالنظر إلى قدم بنياتها، إذ تحتاج بعض مرافقها الصيانة والترميم، على غرار النوافذ ومرافق أخرى، والتي ينتظر أن يشرع فيها، بمجرد استلام المبلغ المخصص ضمن ميزانية 2025، والذي تنتظره دار المسنين، لمباشرة العمل وتحسين ظروف المقيمين بالدار. لعل أهم ما يميز "دار الرحمة" ببلدية الشريعة، أنها مهيأة بطريقة تؤمن للوافدين عليها الشعور بالراحة والدفء العائلي، حيث تتميز غرفها بالاتساع والنظام، وتؤمن العديد من الأنشطة التي تساعد الوافدين عليها، على عدم الشعور بالملل، حيث تحتوي على قاعة علاج لتوفير الرعاية الصحية، وقاعة رياضية، بينما تحتوي المصلحة البيداغوجية على العديد من الخدمات، أهمها ورشة الطبخ والبستنة والمرافقة النفسية والاجتماعية، كما تسعى إدارة الدار، حسب المدير، لتأمين الجو العائلي لكل النزلاء بالدار، من خلال تنظيم بعض النشاطات المرتبطة بالاحتفال ببعض المناسبات، والتي كان آخرها، الاحتفالات الخاصة بالسنة الأمازيغية، والتي لقيت ترحيبا كبيرا من المسنين بالدار. وحول المدة التي يقضيها الوافد على الدار، أشار المتحدث، إلى أنه بناء على القانون الداخلي للدار، فإن المدة المقررة هي ستة أشهر، بعدما يتم إخضاع المقيم لمجلس بيداغوجي وبحث اجتماعي، للتأكد من أنه لا يملك أي روابط عائلية وليس لديه منحة، ويمكن لهذه المدة أن تزيد إلى ستة أشهر أخرى، تحدد بناء على بعض المعطيات، مشيرا إلى أن الهدف ليس الإبقاء على المسن في الدار، وإنما العمل على كيفية إعادة إدماجهم في وسطهم العائلي، إن كانت له عائلة، أو تمكينه من عمل، إن كان قادرا على العمل والاعتماد على نفسه، لافتا في السياق، إلى أن "دار الرحمة" بولاية البليدة، تستقبل مشردين من داخل الولاية وخارجها، من الذين يتوافدون على الولاية، بحثا عن مورد رزق، أو هروبا من بعض المشاكل الاجتماعية، والتي يتم معالجتها بمعية المرافقة الاجتماعية والنفسية، التي سمحت يختم المدير حديثه، بموجبها من إعادة الكثيرين إلى عائلاتهم.