❊ انتشار واسع لعناصر الدرك الوطني قبل وبعد الإفطار ❊ دوريات مكثفة لأفراد الأمن بالأماكن العمومية إلى ساعات متأخرة ❊ عقوبات قاسية للمتسبّبين في حوادث المرور ❊ منظمات تدعو للاستهلاك العقلانيّ ❊ "إكسترانات" تحسّس حول تبذير الخبز تعود، مع حلول كل رمضان، سلوكات سلبية لبعض المواطنين؛ على غرار الاستهلاك اللاعقلاني، والتبذير والرمي العشوائي للنفايات، وحوادث المرور التي تسجل أرقاما مخيفة، خصوصا قبل حلول موعد الإفطار، وهو ما تطلّب تكثيف جهود مختلف فواعل المجتمع؛ من خلال تنظيم حملات تحسيسية قصد القضاء على مثل هذه الظواهر، وهو الأمر الذي حاولت "المساء" رصده في هذا الاستطلاع. كانت البداية من قيادة الدرك الوطني، التي وضعت برنامجا خاصا بشهر الصيام، يشمل ربوع الوطن، ويتواصل إلى غاية ما بعد عيد الفطر المبارك. وأكد المقدم عبد القادر بزيو المكلف بمصلحة الإعلام والاتصال بقيادة الدرك الوطني، ل " المساء"، أن هذا البرنامج عبارة عن مخطط أمني وقائي، خاص بتأمين المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وكذا شبكة الطرقات الواقعة ضمن إقليم الاختصاص. ويتضمن وضع تشكيلات ثابتة ومتحركة متكونة من وحدات إقليمية، ووحدات أمن الطرقات، وفرق الأمن والتحري؛ لضمان مراقبة فعالة للإقليم، وتجسيد التواجد الدائم والمستمر في الميدان. ويعتمد مخطط الدرك الوطني، وفق المقدم بزيو، على العمل الجواري، وتثمين الخدمة العمومية؛ حفاظا على الأمن والسكينة العموميين، والسهر على تأمين المحيط الذي يتواجد فيه المواطنون، وتوفير جو الطمأنينة. كما يهدف هذا المخطط إلى ضمان السيولة المرورية عبر محاور الطرق، والأسواق، والمجمعات التجارية، وكذا المساجد ومحيطها، وعبر محطات نقل المسافرين، وكذا خطوط السكك الحديدية؛ من أجل تقديم خدمة عمومية ذات نوعية لصالح المواطنين، وضمان تدخّل سريع وفعال عند الضرورة. وبالمناسبة، يضع الدرك الوطني في خدمة المواطنين، الرقم الأخضر (1055) لطلب المساعدة أو التدخل عند الضرورة، أو الاستعلام عن حال الطرقات عبر موقع "فايسبوك" وصفحة "طريقي". كما تعمل قيادة الدرك على قمع المخالفين، وردعهم، خاصة المتسببين في حوادث خطيرة، وهذا باستعمال مختلف الأجهزة التقنية؛ على غرار أجهزة الرادار، وأجهزة قياس السرعة، ومراقبة حافلات نقل المسافرين وشاحنات نقل البضائع؛ بوضع دوريات، ووضع نقاط مراقبة؛ من أجل وضع حد لحوادث المرور، خاصة في رمضان. دعوة لضبط النفس قبل الإفطار تطلق قيادة الدرك الوطني، ككل سنة، حملة تحسيسية لتوجيه مستعملي الطريق للوقاية من حوادث المرور خلال رمضان، تحت شعار "معاً لرمضان دون حوادث". وتهدف الحملة إلى توعية مستعملي الطريق العام؛ لتفادي النعاس والتعب، لا سيما بالنسبة لأصحاب المسافات الطويلة، والقضاء على السلوكات السلبية التي يجنح إليها السائقون في رمضان، ومنها النرفزة، والمشاحنات، والتجاوز الخطير، والوقوف والتوقف العشوائي للمركبات، والإفراط في السرعة قُبيل موعد الإفطار، وتأثير التعب والإرهاق، وفقدان التركيز أثناء السياقة، حسب ما شرح محدّث "المساء". كما سيكون هناك تواجد مكثف لنقاط المراقبة سويعات قبل الإفطار (ما بين العصر والمغرب). وهي الفترة التي تكثر فيها الحركة؛ من أجل توعيتهم بضرورة السياقة بحذر؛ لضمان وصولهم إلى بيوتهم في سلام: "خمس دقائق تأخراً عن الإفطار ليست نهاية العالم" ، يقول نفس المتحدث. وتكثر الحوادث، حسب المحدث، في المناطق الكبرى التي تعرف ازدحاما مروريا كبيرا، أو نقاط الذروة، خاصة خلال الساعات الأخيرة قبل الإفطار. ومنهم من يترك التبضع إلى هذه الساعات؛ أي عقب استيقاظه بعد العصر. ويستعمل السرعة المفرطة عند العودة، إلى جانب مواطنين يقطعون مسافات طويلة لشراء "قلب اللوز" ، أو "الشاربات" ، أو اللبن. كما تواصل وحدات الدرك عملها بعد الإفطار؛ على غرار الفرق الإقليمية وفرق الأمن والتحري "بي أس إي" ؛ من خلال القيام بدوريات ليلية بالأماكن الأكثر حركة؛ على غرار المساجد والساحات العمومية، وتوجيه نصائح بعدم الركن العشوائي للمركبات التي تتسبب في الزحمة المرورية. جمعيات حماية المستهلك تدعو إلى تجنّب التبذير وللقضاء على السلوكات السلبية في رمضان، أطلقت جمعيات حماية المستهلك حملات تحسيسية وتوعوية لترشيد الاستهلاك، والقضاء على ظاهرة تبذير الطعام؛ إذ يتكرر مشهد إسراف الجزائريين في الأطعمة خلال شهر رمضان. ولا يجد كثيرون أيَّ مانع في إلقائها بالقمامة، وهو ما يدل على غياب الثقافة الاستهلاكية عن الكثيرين. وأكدت هذه الجمعيات أن مظاهر التبذير لا تشمل الأسر فقط، فحتى التجار متّهمون بالتبذير خلال رمضان؛ حيث ينتج الخبازون كميات خبز أكبر في رمضان، ليرمَى نصف الكمية في آخر اليوم! ونفس الشيء بالنسبة لتجار الخضر والفواكه، الذين يلجأون إلى رمي كميات كبيرة من هذه المواد في نهاية يومهم؛ بسبب بدء تعرضها للتلف رغم أنه كان بإمكانهم تخفيض أسعارها! وفي خضم انتشار ظاهرة "اللهفة" والتبذير في رمضان، ارتأت جمعية "الأمان" لحماية المستهلك، إطلاق حملة للتحسيس وتوعية المواطنين بتجنّب هذه الظاهرة، التي تحولت إلى عادة سيئة رغم الحملات التحسيسية المكثفة من مختلف الفاعلين في المجتمع. "إكسترانات" تدعو للحفاظ على الخبز ومن جهتها، سطرت مؤسسة جمع ونقل النفايات المنزلية "إكسترنات"، حملات تحسيس مكثفة ضد التبذير الغذائي، لا سيما تبذير الخبز الذي يزداد في هذا الشهر الفضيل؛ لعدم ترشيد الاستهلاك، واقتناء هذه المادة بكميات تفوق حاجيات العائلات؛ إذ كثيرا ما تُرمى كمية كبيرة من مختلف أنواع الخبز والحلويات والمرطبات، في القمامة. كما تقوم المؤسسة بتوعية وتحسيس مختلف شرائح المجتمع؛ من ربات البيوت، وتلاميذ المؤسسات التربوية الواقعة على مستوى إقليم اختصاصها، بضرورة الحد من التبذير الذي تزداد حدته في الشهر الفضيل. ويستهدف العمل الجواري، حسب ما أكدت المؤسسة، الأحياء التي تنتمي إلى مجال التدخل الميداني لها؛ من أجل دق ناقوس الخطر حول مساوئ هذه الظاهرة، وانعكاساتها السلبية على المجال البيئي والاقتصادي والأخلاقي، تحت شعار "الخبز نعمة، اليوم موجودة وغدا مفقودة"، وهذا لإقناع المواطن بضرورة تخطيط الميزانية بما يتيح إرساء ثقافة استهلاكية تحد مستقبلا، من خسارة الأموال الموجهة لدعم هذه المادة، والتقليل من الخسائر الناجمة عن تبذيرها.