جمعت مؤسسة جمع ونقل النفايات المنزلية لولاية الجزائر "إكسترانات"، حوالي 1910 طن من النفايات، و940 كلغ من مادة الخبز خلال عشرة أيام الأولى من شهر رمضان. وأكد محمد داودي إطار مسيّر بالمؤسسة ل"المساء"، أن الحملات التحسيسية التي أطلقتها هيئته خلال أيام الصيام، أثمرت نتائج إيجابية على أرض الواقع، وتراجعت الأرقام مقارنة بالسنة الماضية. يبدو أن الحملات التحسيسية التي أطلقتها مؤسسة النظافة لولاية الجزائر "إكسترانات" لمكافحة ظاهرة التبذير والرمي العشوائي للخبز خلال شهر رمضان الكريم، تراجعت مقارنة بالسنة الماضية؛ حيث رصدت الخرجة الميدانية ل«المساء" رفقة أعوان المؤسسة، استجابة كبيرة من المواطنين بمختلف البلديات، للحملات، وتوزيع المطويات لمحاربة ظاهرة تبذير الخبز ورميه في أماكن عمومية بطريقة عشوائية، والقضاء على كل أنواع القمامة. برنامج خاص بشهر الصيام أكد الإطار ب"إكسترنات" محمد داودي، أن المؤسسة سطرت برنامجا خاصا بشهر رمضان؛ حيث تم تسخير حوالي 5 آلاف و358 عون، و317 شاحنة في مختلف الأصناف، خاصة برفع النفايات، و7 شاحنات كانسة، و10 شاحنات للغسل. وأوضح أنه تم خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان، جمع حوالي 1910 طن؛ ما يعادل نسبة ارتفاع مقارنة بالأيام العادية، بحوالي 11 إلى 12 ٪ في 373 دورية. كما تم تدعيم الوحدات بعتاد جديد قدر ب 39 شاحنة نظافة، و28 أخرى تم كراؤها لدعم الوحدات، بالإضافة إلى تزويدهم ب 2158 حاوية جديدة. وأشار المتحدث إلى أن البرنامج ضم عمليات تنظيف المساجد والأسواق اليومية الجوارية؛ حيث تم تنظيف 58 مسجدا، و48 سوقا جواريا، بالإضافة إلى الكنس والغسل الميكانيكي على مستوى الطرقات السيارة. كما أطلقت المؤسسة عمليات تحسيس وتوعية على مستوى كل مقاطعات العاصمة؛ للامتناع عن التبذير الغذائي، خاصة ما تعلق بمادة الخبز. وتم جمع 940 كلغ على مستوى مراكز الاسترجاع الأربعة التابعة للمؤسسة. 4 دوريات في اليوم لجمع النفايات تفرض كثرة الاستهلاك خلال شهر رمضان، على أعوان النظافة، مضاعفة نشاطهم الميداني لجمع النفايات، حسب ما لاحظناه. وأكد داودي أن المؤسسة برمجت 4 دورات في اليوم؛ الأولى على الساعة الرابعة صباحا، والثانية على الساعة الثالثة، ثم على الخامسة، والأخيرة بعد الإفطار على الساعة التاسعة ليلا، مشيرا إلى أن ظاهرة الرمي العشوائي لبقايا اللحم والدجاج الفاسد على مستوى بعض البلديات، تخلّف مشاكل كبيرة لأعوان النظافة، وتؤثر سلبا على مهمتهم؛ فرغم قيام عمال النظافة بجمع النفايات، إلا أن ذلك لا يظهر؛ لأن المواطن يرمي نفاياته خارج الحاويات، وفي أوقات متفرقة، متجاهلا الفترة التي حدّدتها البلدية. وبما أنه ليس هناك رقابة ولا قانون يعاقب على ذلك، فمن يمنعه من ذلك؟ لهذا السبب تبقى أكياس القمامات ملقاة على الأرصفة والطرقات لأوقات طويلة، إلى جانب التصرفات غير اللبقة التي يقوم بها بعض المواطنين، والتي تكمن في رمي النفايات من شرفات المنازل إلى الطريق العام بدون خوف ولا خجل، ولا يهمهم إذا سقطت على رأس أحدهم، أو تمزق الكيس وتبعثر ما بداخله! غياب الحس المدني سبَّب انتشار النفايات زائر شوارع العاصمة يلاحظ منظرا واحدا عند مدخل عدة أحياء، خاصة الشعبية منها والراقية، مثلما هي الحال ببلديات دالي إبراهيم، والشراقة، وعين النعجة، وجسر قسنطينة، والكاليتوس، وبرج البحري؛ حيث تحولت مختلف الحاويات التي نصبتها البلديات، إلى أكوام من الفضلات المبعثرة، وأخرى محروقة في كل جوانب الحي؛ بسبب عمليات الحرق العشوائية التي تحدث كل يوم؛ لأسباب مجهولة. ويرى أعوان مؤسسة "إكسترانات" الذين التقتهم "المساء" وهم يقومون بعملهم، أن المواطن هو المتسبب الرئيس في انتشار الأوساخ والروائح الكريهة؛ إذ لا يهتم بالمخلفات التي يتركها برمي القمامة في كل مكان، وتأثيرها السلبي على البيئة. كما أكد أحد الأعوان غياب الحس المدني عن العديد من المواطنين. ويحوّل تجار الأسواق الشعبية مداخل السوق إلى مفرغات عمومية. ولا يقومون برفع فضلاتهم بعد مغادرة السوق، بل يلقون باللوم على مؤسسات النظافة، ويقولون إنها لا تقوم بعملها، مما يشكل بؤرا للتلوث بعد تعفن العديد من السلع المعروضة تحت أشعة الشمس بالمفرغات العشوائية، مثلما هي الحال بالأسواق العشوائية الموجودة ببلدية باب الوادي، وبلوزداد وغيرهما. وأصبحت النفايات المجمّعة هنا وهناك تشكل ديكور يوميا للعاصمة! الحملات التحسيسية مست عدة فضاءات مست الحملة التي أطلقتها مؤسسة "إكسترانات"، العديد من الفضاءات العمومية والمؤسسات التربوية؛ بغية محاربة ظاهرة تبذير الخبز والرمي العشوائي لعشرات الأطنان من هذه المادة الأساسية خلال شهر رمضان الكريم. وأكدت خلية الاتصال بالمؤسسة ل"المساء"، أن العملية لا تخص شهر رمضان فقط؛ إذ ستخصص المؤسسة طيلة السنة، أياما تحسيسية على مستوى 31 بلدية بالعاصمة، تشرف على تنظيفها من النفايات المختلفة؛ حماية للمحيط، وحفاظا على صحة المواطنين، وتعزيزا لقيم المواطنة التي تستوجب الحفاظ على قيم نظافة البيئة والصحة العمومية. والملاحَظ، حسب نفس المصدر، انخفاض كميات الخبز التي تم جمعها خلال شهر رمضان الجاري مقارنة بالسنة الماضية؛ بالنظر إلى النتائج الإيجابية للحملات التحسيسية، التي تسعى إلى نشر ثقافة محاربة الظاهرة، ونبذها باعتبارها "سلوكات دخيلة عن المجتمع". ثمار جهود المؤسسة تظهر على أرض الواقع تعمل "إكسترانات" على مستوى 29 بلدية، ويتعلق الأمر بكل من القبة، وبئر توتة، وأولاد الشبل، وتسالة المرجة، والدرارية، والدويرة، خرايسية، وبابا احسن، والعاشور، وزرالدة، واسطاولي، والسويدانية، ومعالمة، والرحمانية، والرويبة، والرغاية، وهراوة، وبئر خادم، والسحاولة، والشراقة، وعين البنيان، وأولاد فايت، ووادي السمار، وسيدي موسى، وعين طاية، والمرسى، وبرج البحري، وبرج الكيفان، والدار البيضاء. وأوضح في هذا الشأن السيد داودي، أن ثمار المجهودات التي تقوم بها المؤسسة بدأت تظهر على أرض الواقع؛ من خلال استجابة المواطنين للحملات التحسيسية التي تقوم بها "إكسترانات". ولاحظ عمال المؤسسة إعجاب المواطنين بالعتاد الجديد الذي تستعمله المؤسسة في خرجاتها الميدانية، إلى جانب الزي الجديد لشاحنات رفع القمامة؛ إذ أصبح لنظافة المحيط أهمية كبيرة في أوساط المجتمع مقارنة بما مضى. "ألو.. نظافة" ساهمت في إنجاح حملات التحسيس وضعت مؤسسة رفع ونقل النفايات المنزلية للجزائر العاصمة "ألو.. نظافة"، رقمين هاتفيين تحت تصرف المواطنين، للاتصال في حال عدم مرور شاحنة النظافة بالأحياء، علما أن هذين الرقمين الموجودين على حافة شاحنات القمامة، مخصصان لاستقبال اقتراحات المواطنين، في ما يخص الحفاظ على البيئة ونظافة المحيط، مشيرا إلى أن المؤسسة تستقبل العديد من المكالمات يوميا، من قبل مواطنين متعلمين يحملون شهادات عليا. كما أكد داودي أن من حق المواطن تقديم انتقاداته، ولا بد من فتح أبواب الحوار مع المجتمع المدني لتبادل الأفكار، وجعل المواطن يشارك في مشروع النظافة؛ من خلال تحسيسه بأنه عنصر فعّال في المجتمع.