اتجهت ربات البيوت البليديات في الأيام المتبقية من شهر رمضان خاصة اللواتي اخترن شراء حلويات العيد جاهزة، إلى ضبط مواعيد مع صالونات الحلاقة والتجميل للاهتمام بأنفسهنّ؛ حتى يظهرن بمظهر لائق يوم العيد، ولا يبدو عليهن التعب الناجم عن تحضير المائدة الرمضانية طيلة الشهر الفضيل. فكيف تستعد المرأة البليدية لاستقبال العيد؟ لا يختلف استعداد المرأة البليدية لاستقبال العيد عن باقي النساء في مناطق مختلفة بالجزائر ولا حتى في الدول المسلمة. حيث تقوم باقتناء لباس جديد بعد أن تفرغ من كسوة كل أبنائها. وعادة ما يقع الاختيار على جبة أنيقة ومطرزة، أو لباس تقليدي، وهو ما وقفت عليه "المساء" ببعض محلات الألبسة النسوية، حيث برز الاهتمام الكبير من النساء بالظهور بمظهر لائق وجميل يوم العيد. وحسبما جاء على لسان مواطنة فإن أول شخص يستقبل تهاني العيد في المنزل، هو الأم، لذا يقع على عاتقها أن تهتم بنفسها. وقالت إن أول ما تقوم به هو شراء ألبسة جديدة. وفي أغلب الأحيان يقع الاختيار على جبة مطرزة أو لباس تقليدي. وهو نفس الانطباع الذي لمسناه من مواطنة أخرى، أوضحت في معرض حديثها، أن المرأة البليدية تولي اهتماما كبيرا بنفسها قبيل العيد، حيث تختار هي الأخرى، ثوبا جميلا ليوم العيد، قد يكون قفطانا، أو جبة مطرزة. كما تشتري عددا من مستحضرات التجميل والعطور. وإذا كانت محلات بيع ملابس العيد تلقى إقبالا كبيرا من النساء لاختيار لباس العيد، فإن صالونات الحلاقة والتجميل يصبح من الصعب في الأيام الأخيرة من رمضان، ضبط مواعد فيها بالنظر إلى التوافد الكبير عليها، الأمر الذي يدفع بالكثيرات، حسبما وقفت عليه "المساء"، إلى فتح صالوناتهم بالليل، وتدعيم فريق العمل لتلبية الطلب الكبير عليهم، وهو ما أكدته ل"المساء" الحلاقة "مريم. ش" بالعفرون، مرجعة السبب في الطلب الكبير على صالونات الحلاقة، إلى اختيار النساء التردد عليها في الأيام الأخيرة، في وقت كان يمكن البعضَ المجيء قبل ذلك، خاصة ما تعلق منها بصبغ الشعر من جهة، وللرغبة في الاستفادة من بعض الخدمات التجميلية التي تتطلب أكثر من حصة واحدة، وتحتاج إلى وقت طويل من جهة أخرى، الأمر الذي يضطرهم في بعض الأحيان، للتوقف عن استقبال الزبونات، وتوجيههن إلى صالونات أخرى. وحول أهم الخدمات التي تطلبها الزبونات قبيل العيد، أوضحت الحلاقة مريم أنها مختلفة باختلاف الزبونات وأعمارهن، ولكنها تجتمع في الغالب، على صبغ شعر الكبيرات في السن لإخفاء الشعر الأبيض. أما أخريات فتكون الخدمات عادة في الحصول على تسريحات عصرية، وتنعيم وترطيب الشعر، وتغذيته بمواد خاصة، لا سيما منها خدمة الكيراتين، وكذا الحصول على جلسات تنظيف البشرة. وحسبها، فإن جلسات الاهتمام بتنظيف البشرة وجعلها مشرقة وجلسات الاهتمام بالأظافر وتركيبها خاصة أن مثل هذه الخدمات أصبحت مطلوبة بشكل كبير لا سيما من المراهقات، اللواتي يرغبن في الحصول على مظهر أظافر مميز عليه نقوش ورسوم مبتكرة، تتطلب وقتا طويلا، وهو ما يحرص عليه أغلب النساء؛ حتى يكنّ مشرقات يوم العيد، ولا يظهر عليهن التعب، خاصة اللواتي تكفلن بتحضير حلويات العيد في منازلهن، إذ يكون من الصعب إخفاء الهالات السوداء التي تظهر عليهن. من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أنها عشية العيد لا تغلق صالونها حتى الساعات الأولى من الفجر، حيث تستقبل النساء اللواتي تعذر عليهن الحصول على مواعيد في وقت سابق. وبعضهن تستقبلهن بعد صلاة العيد للقيام ببعض الرتوش؛ مثل إعادة تسريح الشعر، ووضع بعض الماكياج الخفيف الذي يتناسب مع المناسبة، لافتة إلى أن نشاط صالونات الحلاقة لا يتوقف بحلول العيد، بل يمتد إلى ما بعد العيد؛ فتستقبل الفتيات المخطوبات، خاصة أن العيد مناسبة لزيارة المخطوبة، وتقديم "لمهيبة". وللأطفال نصيبهم من صالونات التجميل أيضا الملفت للانتباه في السنوات الأخيرة أن صالونات الحلاقة لم تعد تجلب إليها النساء والمراهقات فقط، وإنما أصبحت خدماتها تمتد أيضا، إلى البنات الصغيرات، حيث أصبحت كل أم، حسبما جاء على لسان الحلاقة مريم، تأتي إلى الصالون رفقة بناتها بعدما كانت هي من تهتم بتمشيط شعرهن؛ إذ صارت تعجز حتى عن تأمين هذه الخدمة في المنزل، مفضلة دفع مبلغ إضافي حتى تظهر ابنتها في أحسن حلة. وأمام هذا قررت صاحبة المحل تشغيل مساعدة لاستقبال البنات فقط. وعادة ما تكون الخدمات الموجهة للبنات تردف المتحدثة بين قص الشعر، وتنعيمه، أو الحصول على بعض التسريحات المميزة. وفي بعض الأحيان صبغ بعض خصلات الشعر بألوان مؤقتة مثل الوردي، ومضيفة أن بعض ربات البيوت يطلبن منها اختيار ما يناسب بناتهن من أكسيسوارات للشعر.