أكدت الجزائر وسوريا حرصهما على تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما واستغلال انعقاد الدورة الثانية للجنة المشتركة العليا قبل نهاية العام لتحديد مجالات نشاط قادرة على الرفع من مستوى التعاون الحالي، ومن جهة أخرى، جددت الجزائر دعمها لسوريا من أجل استرجاع هضبة الجولان المحتلة من طرف إسرائيل. وأبلغ السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم المسؤولين السوريين خلال زيارة يقوم بها حاليا إلى هذا البلد حرص الجزائر على توطيد العلاقات في شتى المجالات بما في ذلك المجال الاقتصادي بما يسمح للجانبين بتوظيف جميع القدرات المتوفرة لدى كل طرف. ويوجد السيد بلخادم في سوريا منذ السبت الماضي في زيارة شارك خلالها في ملتقى حول هضبة الجولان المحتلة المنعقد في مدينة القنيطرة السورية، وكانت له عدة لقاءات مع مسؤولين سوريين، حيث عقد لقاءات مع السيد محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشؤون الخارجية السيد وليد المعلم. وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن اجتماع السيد بلخادم مع عطري سمح باستعراض "علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها والارتقاء بها في مجالات التعاون كافة". وتم التأكيد خلال اللقاء على "تعميق آفاق التعاون الأخوي بين سوريا والجزائر على صعيد التكامل الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري والاستفادة من الخبرات المتبادلة في مجال التأهيل والتكوين وذلك بما يحقق المصلحة المشتركة ويخدم عملية البناء والتنمية في البلدين" . كما كان للسيد بلخادم لقاء آخر مع وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم، مكّن الجانبين من تحديد تاريخ انعقاد اللجنة العليا المشتركة والمقررة بالجزائر قبل اقل من ثلاثة أشهر من الآن ستكون فرصة للبلدين بدراسة مدى تطور برامج التعاون المتفق عليها في الدورة الماضية المنعقدة قبل ثلاثة أشهر بسوريا. ونقلت وسائل إعلامية سورية أن اللقاء سمح للمسؤولين ببحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات العربية -العربية. ونقل عن الوزير السوري تأكيده حرص بلاده على تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تحيط بالأمة العربية وبما يخدم القضايا العربية. وكانت اللجنة العليا المشتركة الجزائرية السورية انعقد في أوت الماضي بدمشق وتم الاتفاق على بعث 16 مشروع برنامج عمل بين البلدين، ينتظر أن يتم التوقيع عليها في الدورة المقبلة المقررة في الجزائر. وشهدت العلاقات التجارية السورية-الجزائرية تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وشكل إنشاء اللجنة العليا المشتركة، التي تجتمع مرتين في العام بالتناوب بين سوريا والجزائر، ومجلس رجال الأعمال السوري الجزائري نواة حقيقية لتأسيس علاقات اقتصادية وتجارية بين البلدين. ويبقى الميزان التجاري بين البلدين لصالح سوريا، حيث بلغت صادراتها سنة 2007 نحو 5 ملايين دولار، واستوردت من الجزائر ما قيمته 400 ألف دولار. ومن جهة أخرى؛ ولدى مشاركته في مدينة القنيطرة في ملتقى حول هضبة الجولان المحتلة جدد السيد عبد العزيز بلخادم دعم الجزائر لسوريا من اجل استرجاع الجولان، وقال في تصريحات إعلامية أدلى بها على هامش الملتقى الذي عرف مشاركة قيادات من دول عربية وإسلامية "إن وجودنا اليوم في القنيطرة وحضور شخصيات وممثلين في هذا الملتقى عن مختلف القوى المحبة للسلام والقوى التحررية في العالم هو دليل على الدعم الواسع الذي يحظى به الأشقاء في سوريا من أجل استرجاع أرضهم وحقوقهم المغتصبة". وأكد بلخادم أن العدو الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة وهي الكفيلة باستعادة الحقوق.