فرح الشارع الجزائري أيما فرح بفوز منتخبنا الوطني على نظيره الرواندي فغنى الجميع وهتف ورقص في ليلة بيضاء امتزجت فيها دموع الفرح والألم بعد ان عكرت حوادث المرور الأجواء وحولت فرحة بعضهم إلى أحزان على اثر تسجيل قتلى وجرحى وسط الجمهور المتحمس أغلب ضحاياها من الشباب والأطفال ممن أفرطوا في التعبير عن بهجتهم وسعادتهم بفوز الفريق الوطني فكانت النتيجة ان مات أربعة شباب وجرح زهاء ال170 آخرين. وان كانت ليلة الجزائريين بيضاء بعد ان طيرت فرحة الفوز النوم عن جفونهم فإن ليلة مصالح الحماية المدنية كانت حرجة ومضنية لم تتوقف فيها منبهات سيارات الإسعاف عن الصفير طيلة ساعات الاحتفال خاصة بولاية البليدة، الجزائر العاصمة، بجايةوسوق أهراس، حيث تم تسجيل أكبر عدد من حوادث المرور أدت إلى مقتل أربعة ضحايا من بينهم ضحيتان بالعاصمة وأخرى بسعيدة وضحية رابعة بعين الدفلى. وبحسب الملازم نسيم برناوي عن خلية الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية فقد تم تسجيل عشرات الحوادث المرورية في ظرف زمني قياسي لا يتعدى الثلاث ساعات التي أعقبت انتهاء المقابلة بفوز "الخضر" متسببة في وفاة أربعة مواطنين وجرح ما لا يقل عن 170 آخرين تم نقلهم نحو المستشفيات وتم إسعافهم. وقد لقي شابان حتفهما في حدود العاشرة ليلا بالطريق الرابط بين بوشاوي ونادي الصنوبر غرب العاصمة عندما اصطدمت شاحنة وسيارة مخلفة قتيلين تتراوح أعمارهم ما بين 22 سنة و27 سنة بالإضافة إلى جريحين، فيما قتل شاب آخر بدائرة يوب بولاية سعيدة بعد ان دهسته شاحنة وشاب آخر لا يتجاوز الثلاثين من العمر ببلدية الروينة بولاية عين الدفلى على اثر اصطدام سيارتين في حدود منتصف الليل. وجاءت البليدة في المرتبة الأولى من حيث عدد الجرحى بتسجيلها ل110 حالة متبوعة بولاية الجزائرب14 جريحا ومن ثم سوق أهراس ب13 حالة تليها ولاية بجاية التي سجلت سبعة جرحى، وبحسب السيد بختي عن مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر فقد سجلت العاصمة 13 حادث مرور أدت إلى تسجيل 14 جريحا من بينهم سقوط ثلاثة أطفال من السيارات التي كانت تقلهم بسبب غفلة الآباء عنهم وإفراطهم في تشجيع الأطفال على ممارسات خطيرة غالبا ما تؤدي إلى نتائج مأساوية، أما باقي الجرحى فقد تسببت فيه حالات التصادم بين السيارات. أما ال24 ساعة التي سبقت اللقاء فقد سجلت مصالح الحماية المدنية تسعة حوادث مرورية عبر كامل ولايات الوطن أدت إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح 37 آخرين. إسعاف 90 حالة وتحويل 30 جريحا نحو مستشفى البليدة بالإضافة إلى حوادث المرور التي أعقبت مباراة الجزائر -رواندا بسبب تسارع السائقين الذين قدموا من جميع ولايات الوطن، فقد سجل جمهور ملعب مصطفى تشاكير حالات من الصرع والإغماءات والتقيؤات بسبب القلق والتوتر الذي انتاب المناصرين خلال عمر المباراة، وقد بلغ عدد الحالات المسجلة نحو 90 حالة تم التكفل بها على مستوى الملعب الذي كان مدعما بفرق استعجالية ومراكز طبية متقدمة. علما المديرية العامة للحماية المدنية قد خصت ولاية البليدة باهتمام استثنائي من خلال توفير الدعم المادي والبشري الذي فاق المائة عنصر إضافي، إلى جانب عشرات المركبات وسيارات الإسعاف التي تم توزيعها بمحيط الملعب وبمختلف النقاط الحساسة والمداخل والمخارج المؤدية إلى ولاية البليدة. وبمجرد إطلاق حكم المباراة لصفارته معلنا نهاية المباراة وفوز الفريق الجزائري، تدفق أنصار الخضر من فوق المدرجات نحو الملعب وخارجه بشكل جماعي وغير منتظم، الأمر الذي تسبب في إصابة المناصرين بكسور متعددة وخدوش عميقة سببتها الأسلاك التي تم تقطيعها وتجاوزها بالقوة وقد بلغ عدد الجرحى نحو 30 حالة تم تحويلهم نحو مستشفى البليدة لتلقي الإسعافات اللازمة.