تستعد المديرية العامة للأمن الوطني للإشراف على تخرج أول وحدة لأعوان أمن "ميترو الجزائر" حيث يتوقع أن يبلغ عددهم في مرحلة أولى 413 عونا على أن يتم تدعيم صفوف الوحدة الجديدة تماشيا مع ما يتم تسجيله خلال العمل اليومي، وقد تلقى الأعوان تكوينا خاصا خلال أربعة تربصات اشرف عليها إطارات من أعوان الشرطة تلقوا هم كذلك تكوينا بعدد من دول أوروبا مكنهم من كسب الخبرة والتجربة والوقوف على الإجراءات الأمنية المطبقة في مجال حفظ النظام والأمن عبر أنفاق "الميترو" ، وسيتم تنسيق عمل أعوان الأمن مع المؤسسة المسيرة "للميترو" التي ستوظف هي الأخرى أعوان حراسة خواص للسهر على راحة وأمن المسافرين الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 40 ألف يوميا. ودخلت عملية تكوين أعوان شرطة "الميترو" مرحلتها الأخيرة حسب مصادر من المديرية العامة للأمن الوطني التي تشير إلى أنه شرع في انتقاء أعوان الوحدة الجديدة منذ قرابة سنة على خلفية مجموعة من المواصفات التي يجب أن يتحلى بها عون "شرطة الميترو" مثل الفطنة والحذر والتدخل السريع، وتم في مرحلة أولى تكوين 178 عونا في تربص ركز على تلقين الأعوان مجموعة من المعارف عن مختلف أنواع الإجرام التي يمكن أن تحصل داخل الأنفاق انطلاقا من حماية الأشخاص إلى الممتلكات، وانطلق أول تربص الذي دام أكثر من 15 يوما في الخامس من أكتوبر 2008 لتتبعه ثلاثة تربصات أخرى على مدار السنة الجارية وارتفع عدد الأعوان المعنيين إلى 413 تلقوا تكوينا خاصا في مجالات كل من تقنيات الاتصال، الحالات الاستعجالية وتقنيات التدخل والتوقيف. وحسب مصادرنا؛ فإن عمل أعوان الوحدة الجديدة التي يتوقع أن تكون عملية مع بداية السنة الجديدة، سيكون مختلفا عما هو عليه حاليا، حيث ستكون جل التدخلات داخل النفق وهو ما يوجب إدراج إجراءات جديدة مثل فتح مجموعة من المكاتب الأمنية عبر كل محطات الميترو وتعميم استعمال أجهزة إرسال واتصال حديثة بالإضافة إلى استغلال مختلف تقنيات الاتصال والمراقبة مثل الكاميرات التي سيتم وضعها عبر مختلف ربوع النفق والسلالم المؤدية إليه، علما أن مستعملي"الميترو" الذين يتوقع أن يرتفع عددهم إلى 40 ألف يوميا سيكونون مضطرين لنزول ثلاثة طوابق لبلوغ الميترو وهو ما يستوجب تشديد الرقابة حرصا على سلامة أمن المسافرين وعمال المؤسسة وحتى التجهيزات من التخريب والسرقة. ولتسهيل عمل أعوان الوحدة الجديدة سيتم التنسيق مع المؤسسة المسيرة للميترو التي ستوظف هي الأخرى مجموعة من أعوان الحراسة للسهر على أمن المسافرين، وعن التقنيات الحديثة المستعملة في تدخلات أعوان الأمن أشارت المصادر إلى تعميم استعمال المسدسات الكهربائية، بالإضافة إلى الفرق السينوتقنية التي سيدخل عملها ضمن نشاط مكافحة الإرهاب والمتاجرة بالمخدرات، وهي الأوضاع التي يتوقع أن تبعث الطمأنينة في نفوس المواطنين من مستعملي الميترو كوسيلة نقل حديثة. وعن الزيارات التي قادت عددا من إطارات الشرطة إلى بعض الدول الأوروبية فكانت بغرض الاطلاع على عمل وحدات حفظ الأمن بمحطات "الميترو" والوقوف على الإجراءات والاستراتيجيات المتبعة، وهي المعارف التي تم نقلها للأعوان الجدد الذين تم اختيارهم من خيرة المتخرجين الجدد من مدارس الشرطة وحتى الأعوان القدامى من ذوي الخبرة الكبيرة في التعامل مع المواطنين، كما أن استعمال كاميرات المراقبة وتزويد المكاتب الأمنية بمحطات "الميترو" بجهاز الإعلام الآلي الذي سيكون مدعما بشبكة معلوماتية تخص المجرمين، سيساهم في تتبع تنقلات شبكات الإجرام وهو ما سيساعد على حل عدة قضايا . بالإضافة إلى السهر على أمن المسافرين ستكون "لشرطة الميترو" مهمة إضافية وهي مكافحة انتشار ظاهرة التسول وتخريب الممتلكات، حيث يتوقع أن ينتقل أعوان الأمن ضمن فرق خاصة في دوريات تجوب كل المحطات لمراقبة الأوضاع، فلا تكون هناك رحلة إلا وكان على متنها أكثر من ثلاثة أعوان أمن مرفقين بأعوان الحراسة يجوبون المحطات التسع المتواجدة بكل من البريد المركزي، شارع خليفة بوخالفة، ساحة أول ماي، الحامة، شارع المعدومين، حي عميروش، حي البحر والشمس بالإضافة إلى محطة حي البدر. وكإجراء أخير قبل الإعلان الرسمي عن تنصيب الوحدة الأمنية تقوم المديرية العامة للأمن الوطني بعقد اجتماعات دورية لتحديد الأولويات والنقاط الأخيرة قبل شروع "شرطة الميترو" في النشاط الرسمي المتوقع قبل منتصف السداسي الثاني من السنة الجديدة . ومن جهة أخرى، يتم حاليا التباحث لإدراج برنامج عمل جديد يهدف إلى تكوين أعوان أمن للتحكم في تقنيات الإنقاذ والتدخلات الاستعجالية علما أن مصالح الحماية المدنية من جهتها قامت بتكوين أكثر من 100 عون للعمل عبر مختلف محطات الميترو، وينتظر أن تكون الأبواب المفتوحة المتوقع تنظيمها من طرف مؤسسة ميترو الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة فرصة لتحسيس المواطن بأهداف إنشاء وحدة أمنية خاصة بالميترو حيث سيتم توزيع مطويات ونشريات خاصة لإعلام جميع المواطنين بطريقة التعامل مع الأعوان الجدد والإبلاغ عن المجرمين أوحالات السرقة والاعتداء.