حجزت مصالح الأمن الوطني أول أمس كميات هامة من العلم الوطني "المزور" مكدسة بإحدى ورشات الخياطة الواقعة بحي بلكور العريق والتابعة لسيدة استغلت فرحة الجزائريين ونشوتهم بالفوز لتحقيق ضربة تجارية مربحة بالشروع في إنتاج وتسويق كميات هامة من العلم الذي أضيفت عليه عبارة "معاك يا الخضرة" وشعارات رياضية أخرى، وهو تزوير صارخ وإساءة للعلم الوطني الذي يحميه نص الدستور ويعاقب عليه القانون. وحسب مصدر أمني فقد تقفت مصالح الأمن آثار عدد من الأعلام التي رفعها أنصار الخضرة الذين خرجوا بقوة عشية انتصار الفريق الوطني على نظيره الرواندي ليتبين لهم أن مصدرها هو إحدى ورشات الخياطة ببلدية بلكور وهي غير مختصة لا في تصميم ولا في تفصيل العلم الوطني وهي المهام التي تتكفل بها هيئات ومصالح محددة وذلك تجنبا لعدم الالتزام بالمعايير والمقاييس الدقيقة الواجب اتباعها لصناعة الراية الوطنية. وازدهرت تجارة العلم الوطني مع قرب تأهل الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا غير أنه ليس كل ما يرفرف علما وليس كل ما يلمع ذهبا، بعد أن استغل العديد من التجار الفراغ الرقابي الكبير الحاصل في أسواقنا ولدى تجارنا لتحقيق أرباح باهظة مخلطين بين الجد واللعب وبين الرموز والشعارات التي امتزجت فوق راية تشبه العلم الوطني وهي أقرب إلى "الجبة" منها إلى الراية التي سقط من أجلها رجال ونساء أوصوا أن تحمل قطعة القماش هذه ذكرى بطولاتهم وكفاحهم وأن يتوارثها الأجيال بكل أمانة وصدق. وإن كان رفع العلم الوطني وهو في حالة سيئة جراء الأوساخ والتمزقات التي تلحق به مع مرور الوقت يعد إساءة، فإن إضافة عبارة دخيلة عن النصوص المتعارف عليها ومن دون أن يكون متفق عليه رسميا فإن ذلك يعد تزويرا وخرقا للدستور يستدعي تدخل جميع المصالح وعلى رأسها الأمن والتجارة حتى لا يفتح المجال لإضافة كلمات دخيلة أو جارحة أو ربما تحريضية تخفي وراءها نوايا مبيتة. وقد ألهبت الانتصارات المتتالية التي حققها المنتخب الوطني لكرة القدم مشاعر الأنصار وأحاسيس كل الجزائريين مما جعلهم يتهافتون على شراء العلم الوطني الذي زادت عزته ومكانته في قلوب الملايين من المواطنين الذين رأو فيه عودة الانتصارات، الأفراح والوحدة منذ أن خرجت الجزائر من أزماتها التي كانت تتخبط فيها وتمزقها خلال سنوات التسعينيات تماما كما كان الأمر عقب الاستقلال. وقد تراوحت أسعار العلم الوطني عشية مقابلة الجزائر ورواندا ما بين 200 و500 دج للعلم الواحد كما أن العديد من المواطنين تاهوا بين العديد من المحلات بحثا عنه الأمر الذي جعلهم لا يتفطنون لنوعية العلم الذي لا يستجيب لأدنى التفاصيل عن جهل منهم للشكل الأصلي وللقوانين وكذا التصميم الموحد الواجب مراعاته أثناء رسم أو صنع العلم الوطني. ويحدد الدستور الخصوصيات التقنية للراية الوطنية والعلم الوطني بمقتضى ملحق القانون 63- 145، المؤرخ في 25 أفريل 1963 والمتضمن تحديد خصائص ومميزات العلم الوطني غير أن بعض الجهات المسؤولة غضت الطرف عن العديد من الممارسات اللا مسؤولة والتي تزداد مع اقتراب المواعيد الكروية حيث تتحول الراية الوطنية من هوية ورمز لكل الجزائريين إلى سلعة كأي سلعة تباع على قارعة الطريق وبالأسواق الموازية وتهان ولا تخضع لأدنى شروط الرقابة أو الحماية ليستغلها ويتاجر فيها الأجانب الذين فتحوا أقبية سرية لخياطته وإغراق السوق بآلاف الرايات المصنوعة من أنواع رديئة من القماش وبأحجام وتصاميم مختلفة. ويتشكل علم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بحسب ما ورد في ملحق القانون 63- 145، المؤرخ في 25 أفريل 1963 والمتضمن تحديد خصائص ومميزات العلم الوطني الجزائري من مستطيل مقسوم إلى شطرين أخضر وأبيض تتوسطه نجمة وهلال أحمرا اللون، ويجب أن يتشكل اللون الأخضر من الكمية نفسها من الأصفر والأزرق، بحيث يكون طول ذبذبته مساويا، وفقا لمخطط التباين الذي وضعه رود، ل5411 ويحتل الموقع 600 على الطيف العادي. أما الأحمر، فيجب أن يكون خالصا، لونه أولي غير قابل للتحليل وخال من الأزرق والأصفر، طول ذبذبته، حسب مخطط التباين المذكور أعلاه، يساوي 6562 ويحتل الموقع 285 على الطيف العادي. ويساوي طول المستطيل مرة ونصف عرض ارتفاع العلم ويتم تقسيم هذا المستطيل، تبعا لخط عمودي أوسط إلى قسمين يوضع القسم ذو اللون الأخضر بالداخل، محاذيا لسارية العلم أما القسم ذو اللون الأبيض، فموضعه إلى الخارج وتتكون النجمة من خمسة شعب. ويتم إدراجها ضمن دائرة يكون شعاعها مساويا لثٌمن ارتفاع العلم. وهي تقع بكاملها على الخلفية البيضاء للعلم، ويقع رأسا شعبتين منها على الخط العمودي الأوسط للمستطيل، ورأس شعبية واحدة على الخط الأفقي الأوسط منه ويكون شعاع الدائرة الخارجية للهلال مساويا لربع ارتفاع العلم أما شعاع الدائرة الداخلية للهلال فيكون مساويا لخمس ارتفاع العلم ويحدد رأس الهلال قوسا كبيرا مساويا لخمس أسداس محيط دائرة الهلال الخارجية ويتطابق مركز الدائرة الخارجية للهلال مع مركز المستطيل.