لقي 30 شخصا أغلبهم من قادة الحرس الثوري الإيراني مصرعهم أمس في عملية انتحارية استهدفتهم في مدينة بجنوب شرق البلاد على الحدود المشتركة مع باكستان وأفغانستان.وتعد هذه أعنف عملية تستهدف هذه القوة شبه العسكرية التي عرفت ميلادها مع انتصار الثورة الإسلامية بزعامة الإمام آية الله الخميني سنة 1979 وكان الغرض من إنشائها حماية الثورة الفتية من الفشل ومن أية عملية تستهدفها. ووصفت السلطات الرسمية الإيرانية العملية بالإرهابية وسارعت إلى اتهام الولاياتالمتحدة بالوقوف وراءها رغم أن حركة جند الله المناوئة للنظام الإيراني سارعت من جهتها إلى تبني العملية الانتحارية في نفس الوقت الذي نفت واشنطن كل مسؤولية لها على العملية. وقال محمد مرزية النائب العام لمدينة زهدان عاصمة سيستان بلوشيستان التي شهدت هذه العملية أن مابين 30 و35 من قادة الحرس الثوري وزعماء العشائر في المحافظة قتلوا في هذه العملية. وأكد المسؤول القضائي الإيراني أن قوات الأمن لم تتمكن إلى حد الآن من اعتقال أي شخص يشتبه في تورطه في تنفيذ هذه العملية واتهم حركة جند الله التي يقودها عبد المالك ريغي بتنفيذها. ونفذت عملية التفجير الانتحاري صباح أمس عندما كانت قيادات سامية من قوات الحرس الثوري الإيراني تعقد اجتماعا مع زعماء العشائر السنية والشيعية من أجل بحث سبل احتواء الخلافات الحادة بين الشيعة والسنة في هذه المحافظة الحدودية مع الجارتين باكستان وأفغانستان. وخلفت هذه العملية مقتل الجنرال نور علي شوشتاري مساعد قائد القوات البرية لحرس الثورة الإيرانية والجنرال محمد زاده قائد قوات الحرس الثوري في محافظة سيستان بلوشيستان بالإضافة إلى قائد الحرس الثوري بمدينة إيران شهر الواقعة في أقصى جنوب شرق البلاد وعدد من زعماء العشائر السنية والشيعية التي تقطن الشريط الحدودي بين إيرانوباكستان. وحسب معلومات سربتها مصادر أمنية إيرانية فإن انتحاريا بحزام ناسف تمكن من التسلل إلى قاعة الاجتماعات وفجر نفسه وسط الحضور مما أوقع هذه الحصيلة المرتفعة من الضحايا. وفي أول رد فعل إيراني حمل الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس الولاياتالمتحدة المسؤولية المباشرة في هذه العملية التي وصفها بالإرهابية مشددا على ضرورة اعتقال الواقفين وراءها. وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من جهته أن الهدف من تنفيذ هذه العملية يبقى التشويش على أمن واستقرار المنطقة لمنع تنميتها الاقتصادية وأكد أن مثل هذه الأعمال لن تثني الحرس الثوري عن تشديد مواقفه من أجل إحلال السلام في كل المنطقة. ونفت الولاياتالمتحدة أمس الاتهامات الإيرانية تجاهها وأكدت أن لا علاقة لها بهذه العملية التي استنكرتها ونددت بها في أول رد فعل عبر عنه ايان كيلي الناطق باسم الخارجية الأمريكية والذي أكد أن الإدارة الأمريكية تندد بهذا العمل الإرهابي وتبكي أرواح ضحاياه الأبرياء. وأكد أن كل الاتهامات الإيرانية باتجاه بلاده وتورطها في تدبير العملية لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى أي دليل.