حذر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الصحراويين المقيمين في الأراضي المحتلة من مغبة الوقوع في فخ الاحتلال المغربي والانسياق وراء الاستفزازات المسلطة عليهم، واصفاً عمليات التضييق والقمع الممارسة على هؤلاء بأنها مؤشرات تؤكد فشل حجج المحتل، ودليل على قوة المقاومة وقرب موعد الانتصار. وأثنى الرئيس الصحراوي في كلمة ألقاها على أمير الشعراء العرب سيدي محمد ولد بمبه الذي أهدى أول أمس "خاتم الإمارة" للشعب الصحراوي، مساندة له في مسيرة تقرير المصير.كما شكر سفير دولة جنوب إفريقيا المنتهية عهدته على تضامنه ومواقف بلاده الشجاعة تجاه الشعب الصحراوي وأعلن السيد عبد العزيز أول أمس بمخيم مدينة السمارة في حفل استلام "خاتم إمارة الشعر العربي" أنه قرر منح الجنسية الصحراوية للشاعر ولد بمبه، طالباً منه الاحتفاظ بخاتم الإمارة لديه إلى أن تستقل الصحراء الغربية، حيث سيحفظ كتذكار تاريخي، يعبّر عن قيم التضامن والمواقف المشرّفة، داعياً الشعراء في الدول العربية إلى الاقتداء بأمير الشعراء، خاصة الشعراء المغاربة. وخلال الاحتفالية ألقى أمير الشعراء كلمة قال فيها أنه بدأ "يشم بروق الاستقلال والحرية للشعب الصحراوي من خلال إصراره ومقاومته الباسلة، كما نشط ولد بمبه أمسية شعرية قدم خلالها بعضا من قصائده الثورية والحماسية المشيدة برجال المقاومة والجيش الصحراوي المرابط، صفق لها الجمهور طويلاً. من جهته ألقى سفير جنوب إفريقيا المنتهية عهدته كلمة شكر من خلالها صمود ومقاومة السكان الصحراويين داخل المدن المحتلة ضد تعسف أجهزة الأمن المغربية، معلناً استمرار بلاده في التضامن مع الشعب الصحراوي، داعياً إلى استعمال الثقافة كإحدى وسائل المحاربة، فهي سلاح قوي لا يمكن الاستغناء عنه، مذكراً بمقولة الشاعر الإنجليزي وليام شكسبير الذي قال أن الحياة مسرح وعنصراها الرجل والمرأة، وأن دخول المسرح ليس كخروجه، وأن الشعب الصحراوي دخل مسرح الكفاح ولابد أن يخرج منه، مؤكداً أن استقلال الصحراء مضمون. وقال إن القراءة الأولى التي يمكن استخلاصها من تصرفات المخزن وهي أنه أصبح يعيش أيامه الأخيرة بسبب فشله المتواصل في القضاء على المقاومة الصحراوية وهو الأمر الذي وضعه في موقف حرج أمام الرأي العام الدولي في ظل تنامي قوة المقاومة التي تؤكد أن النصر أصبح قريبا. وقال الرئيس الصحراوي أن الغزاة في الأراضي المحتلة يطمحون من وراء تصرفاتهم الأخيرة إلى تحقيق جملة من الأهداف، والتي لا تخرج عن ثلاث: فإما حمل الأهالي على الاستسلام وقبول خيار الحكم الذاتي، وإما دفعهم إلى الفرار ومغادرة الأراضي المحتلة وتركها له بخيراتها وثرواتها، وإما أيضاً تشديد التضييق والاستفزاز والقمع وقطع أرزاق المنتفضين ودفعهم بذلك للحرق والتكسير وأعمال الشغب، ومنه إيجاد مسوغات ومبررات لممارسة أبشع أنواع القمع والحبس والتنكيل، محذراً من الوقوع في شراك سلطات الاحتلال التي قال أنها اختلطت عليها الأمور وصارت تبحث عن الخروج من عنق الزجاجة. ودعا الرئيس عبد العزيز الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة إلى مواصلة تصعيد المقاومة السلمية في كل الأماكن عن طريق الإضرابات والاعتصامات، معتبراً ذلك سلاحاً مناسباً، يستجيب للظروف الحالية، وأنه بالموازاة فإن الصحراويين مستعدون للحرب عندما يحين وقتها، وأنه قد يكون وقتها قريباً. كما اعتبر الرئيس الصحراوي إقدام الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبه الحاصل على لقب "إمارة الشعر العربي لسنة 2008" على إهداء خاتم الإمارة للشعب الصحراوي موقفاً تاريخياً لا يمحى، وأنه يعبر عن الأخوة بين الشعبين الشقيقين الصحراوي والموريتاني. وحيا الرئيس الصحراوي هذا الشاعر واصفاً إياه بنابغة زمانه، لكونه استطاع أن يسطع نجمه ويفوز على 7300 شاعر عربي، مضيفاً أن ولد بمبه الذي تضامن مع الشعب الصحراوي، إنما فعل ذلك لأنه ينبذ الظلم ويدافع عن الحق. كما حيا السيد عبد العزيز الجزائر على تضامنها الأخوي المستمر وغير المشروط، مثنياً على وسائل الإعلام الجزائرية التي لا تفوت فرصة للتحسيس بالقضية الصحراوية، وكشف ألاعيب الاحتلال المغربي، واعتدائه على القوانين الدولية فيما يخص تقرير مصير الشعوب، وقد تعالت الزغاريد والهتافات التي أشادت بحياة الجزائريين شعباً وحكومة. مبعوث "المساء"إلى الأراضي الصحراوية المحررة رشيد كعبوب