أحصت الوكالة الوطنية للدم العام الماضي 384 ألف تبرع أغلبها من متبرعين دائمين والذين بلغ عددهم 80 ألف متبرع، وهو الرقم الذي يزداد بصفة ملحوظة بحسب مدير الوكالة البروفسور كمال كزال، الذي أكد بالمقابل أن أكثر من نصف التبرعات تتم خاصة بين العائلات، ما يعني أن العمل الجواري ما يزال بحاجة إلى دعم كبير للخروج بالعملية من إطارها الأسري والارتقاء إلى التبرع المنتظم أربع مرات سنويا. وأكد الدكتور كمال كزال أن الأمر يتعلق أيضا بضمان تغطية صحية من منشآت وتجهيزات عن طريق وضع مراكز جديدة لحقن الدم وانجاز هياكل جديدة مشابهة للهياكل ال12 التي سلمت أوالتي توجد في طور الاستكمال، إضافة إلى دعم عدد شاحنات جمع الدم. وهي النقاط التي يتطرق إليها برنامج عمل الوكالة للفترة 2010 -2014 والخاص بوضع نظام ناجع بالجزائر يقوم على توصيات منظمة الصحة العالمية. وأوضح كزال الذي نزل بالأمس، ضيفا على "منتدى المجاهد" أن هذا الإجراء يندرج في إطار البرنامج الوطني للدم الذي يقضي بإعادة تنظيم شبكة حقن الدم، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسلسلة من الأعمال الهامة التي حددت في مجال حقن الدم للتوصل إلى اكتفاء من حيث المنتوجات الدموية وضمان الأمن التام فيما يتعلق بعملية حقن الدم. بالمقابل فإن برنامج الوكالة الوطنية للدم يهدف إلى تسيير نوعي من خلال تعزيز نظام النوعية وإطلاق المخبر المرجعي للدم الذي يعد أداة ضرورية لهياكل الدم على المستوى الوطني. من جهة أخرى، قال كزال أن 25? من المتبرعين بالدم يفضلون منح دمهم إلى ذويهم وأقاربهم وذلك بسبب انعدام ثقافة التبرع بالدم لدى هؤلاء، في حين تم تسجيل ما نسبته 40? من المتبرعين يواظبون دوريا على التبرع بالدم خاصة خلال شهر الصيام، أما الباقي فيتبرعون بصفة غير منتظمة، مضيفا أن الجزائر سجلت في الآونة الأخيرة ارتفاعا محسوسا في عدد المتبرعين، حيث تم تسجيل ما يفوق 36 ألف متبرع بالدم منذ بداية شهر رمضان، وهي نسبة جد مرتفعة مقارنة مع السنوات الفارطة، مشيرا إلى نمو ثقافة التبرع بالدم لدى الجزائريين خاصة الشباب منهم، وأوعز ذلك إلى الحملة التي باشرتها الوكالة بالتنسيق مع وزارتي الصحة والشؤون الدينية شهر جوان الفارط ساهم في ارتفاع عدد المتبرعين بالدم من خلال الحملات التحسيسية التي قام بها أئمة المساجد والتي مكنت من استقطاب أكثر عدد منهم خاصة خلال الفترة الليلية. وأضاف أن أكبر عدد للتبرعات سجل على مستوى الجزائر العاصمة تليها وهران، قسنطينة، تيزي وزو، سطيف، عنابة وتلمسان. ودعا كبار المتبرعين بالدم ممثلي الفدرالية الوطنية للدم وسائل الإعلام المحلية إلى الحديث يوميا عن أهمية التبرع بالدم كلفتة إنسانية ضرورية لإنقاذ آلاف المرضى المحتاجين لقطرة دم، خاصة مرضى التلاسيميا والسرطانات والوصول إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالدم وسط الجزائريين وجعلهم متبرعين دائمين. مركزين على أهمية تحسين استقبال المتبرعين والتي تشكل حسبهم نقطة سوداء في كل العملية، ناهيك عن الوجبة الغذائية المقدمة بعد التبرع والتي وصفوها بالناقصة مقارنة بالإمكانيات المادية المتوفرة. للإشارة، أظهرت المراقبة المصلية للمترشحين للتبرع بالدم على المستوى الوطني بأن نسبة الاختبارات الايجابية قد بلغت 0.01 بالمئة بالنسبة لفيروس السيدا و1.08 بالنسبة لالتهاب الكبد "ب" و0.41 بالمئة بالنسبة لالتهاب الكبد "س" و0.61 بالنسبة للسيفيليس، من مجموع 384 ألف متبرع في 2008. بينما قدر عدد الجزائريين الذين لا يمكن لهم التبرع بالدم بسبب إصابتهم بأمراض مزمنة ب 55 ألف جزائري. وتشير أرقام الوكالة الوطنية للدم أن نسبة فصل جزئيات الدم وصلت إلى 90 بالمئة، وسمح هذا الفصل من تحضير أكثر من 528 ألف مادة دموية مثل مركز الكريات الحمراء الدم الكامل البلازما المنعش المجمد ومركز الصفائح الدموية.