صرح وزير الصناعة وترقية الاستثمارات، السيد طمار عبد الحميد، أمس، ببومرداس بأنه تم مؤخرا تنصيب ثماني مؤسسات عمومية رائدة في نشاطات متنوعة في إطار تنفيذ الإستراتيجية الصناعية الوطنية بعد مصادقة الحكومة عليها.(و أ) وأضاف الوزير على هامش افتتاح ملتقى علمي حول" التسيير واتخاذ القرار" المنعقد بالمعهد الوطني للإنتاجية والتنمية الصناعية بأنه "سيتم ابتداء من الأسبوع القادم الشروع في استغلال واحدة من هذه المؤسسات الرائدة المنصبة وتخص إنتاج الإسمنت". ونصبت مجمل هذه المؤسسات العمومية الكبرى الرائدة التي ستدخل حيز الاستغلال تدريجيا -يضيف الوزير- بعد استفادتها من برنامج إعادة التنظيم والهيكلة على عاتق الدولة وهم الآن بصدد اختيار مسيرين أكفاء على رأسها على أساس خصائص جد صارمة بعد خضوعهم لسلسة من عمليات التكوين في ميادين التسيير. وفي سياق آخر، أشار الوزير إلى أن الإستراتيجية الصناعية الوطنية التي لا تزال قيد الإنجاز بالشراكة مع خبراء من كوريا الجنوبية تتركز أيضا على برامج لإعانة المؤسسات الخاصة على التنظيم الجيد، حيث سيتم في هذا المجال الشروع في إعادة تأهيل قريبا ما بين ألفين و3 آلاف مؤسسة خاصة متنوعة على عاتق الدولة. وأكد الوزير بأن عملية إعادة تنظيم وهيكلة وإنجاز الخبرة ومعالجة أوضاع هذه المؤسسات العمومية والخاصة المعنية بالإستراتيجية الوطنية الصناعية باعتبارها "المحرك الأساسي لعجلة التنمية الوطنية" يقتضي "وقتا طويلا لا يقل عن السنة لكل مؤسسة وكلفة زهاء الخمسة ملايين دولار". وأكد السيد طمار بأنه لا يمكن الكلام عن إعادة بعث النمو والإصلاحات في مختلف المجالات "دون الاستثمار في التنمية البشرية" عن طريق التكوين المستمر في ميادين علوم التسيير وتحديد مسيرين أكفاء قادرين على حمل أعباء المسؤولية واتخاذ القرار الصحيح والمناسب. وأضاف بأن قطاعه يهدف إلى جعل من المعهد الوطني للإنتاجية والتنمية الصناعية الذي يجري تحويله تدريجيا إلى مدرسة وطنية عليا للتسيير"المرجعية الوطنية الوحيدة للتكوين في علم التسيير" لمختلف إطارات المؤسسات العمومية والخاصة الوطنية باعتبارها أولوية لدي الحكومة حاليا. وفي هذا الصدد، طلب الوزير من مسؤولي هذه المدرسة إعداد وإنجاز في أقرب وقت ممكن ل"شبكة وطنية" تضم كل الكفاءات الوطنية في التسيير والتحضير في نفس الوقت لعقد مؤتمر وطني خلال السنة القادمة يضم جميع الكفاءات والأساتذة في علوم التسيير لتسطير "إستراتيجية وطنية شاملة في التسيير". وقد حضر هذا الملتقي الذي سيدوم يومين وينشطه الخبير الدولي في التسيير البروفيسور وونسشول شيم من كوريا - سفير كوريا الجنوبية بالجزائر- وعدد كبير من الطلبة ومن الإطارات المسيرة التابعة لمختلف المؤسسات.